وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن وكالة شينخوا للأنباء، انه تحت أشعة شمس الربيع الدافئة، رفع الطالب الإماراتي أحمد محمد الحمادي، الذي يبلغ من العمر 16 عاما واسمه الصيني "شياو هو"، هاتفه المحمول ليلتقط صورة سيلفي، قائلا "أيها الجد شي، لقد تحقق حلمي بأن أزور الصين وأتسلق سور الصين العظيم!". وذكر، وهو يضفي ابتسامته الشبابية على هذه المناظر الربيعية الرائعة "سأعود للزيارة مرة ثانية وثالثة!"
في ربيع عام 2024، وجه 40 طالبا وطالبة بالمرحلتين الابتدائية والمتوسطة من مدرسة حمدان بن زايد ومدرسة ياس، وهما مدرستان نموذجيتان ضمن مشروع "المائة مدرسة" لتعليم اللغة الصينية في الإمارات، رسائل باللغة الصينية إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، أعربوا فيها عن حبهم للثقافة الصينية، وأكدوا عزمهم على أن يكونوا سفراء للصداقة الإماراتية الصينية... وفي ذلك الوقت، عبّر الطالب "شياو هو" عن أمنيته في الرسالة، قائلا "أتمنى تسلق سور الصين العظيم، وأتمنى رؤية الباندا العملاقة".
"أهلاً وسهلاً بكم في الصين لمشاهدة الباندا، وتسلق سور الصين العظيم. وعندما تكبرون، نتمنى أن تأتوا للدراسة في الجامعات الصينية. كما نرحب بمجيء المزيد من الشباب الإماراتي لتعلم اللغة الصينية، والتعرف على الصين، والتواصل مع الشباب الصينيين، وتحقيق التعلم المتبادل، وغرس بذور الصداقة في القلوب، والمساهمة في بناء غدٍ أفضل للعلاقات الصينية الإماراتية"، هكذا جاءت كلمات الرئيس شي في رسالته الدافئة.
عند استلامه رد "الجد شي"، غمر "شياو هو" شعور بـ"الحماسة والتأثر الشديدين"، و"أصبح يتمنى التوجه إلى الصين لزيارتها على الفور".
في الفترة من 5 إلى 11 أبريل الجاري، وبدعوة من جامعة تيانجين للغات الأجنبية، جاء "شياو هو" وأصدقاؤه إلى الصين في إطار برنامج التواصل والتعلم. وبالنسبة لهؤلاء الطلاب، كانت هذه رحلة لا تُنسى لتحقيق أحلامهم.
-- رحلة تعميق الصداقة
كتب الطلاب رسائل إلى "الجد شي" وكان نص كل رسالة منها مصحوبا برسومات، فيما كانت الصداقة الكلمة الرئيسية فيها. ومن بين العبارات التي جاءت في الرسائل "نأمل أن تظل الصين والإمارات صديقتين إلى الأبد" و"على الرغم من أن الصين والإمارات تفصل بينهما آلاف الأميال، إلا أننا أفضل الأصدقاء"، حيث عبرت هذه الكلمات عن تطلعات جيل الشباب إلى علاقات صداقة قوية بين البلدين.
عاد الربيع مجددا. ففي يوم 6 أبريل، وقف الطالب الإماراتي حمدان أحمد جاسم آل علي، الذي يعشق فنون الدفاع عن النفس الصينية، على سور الصين العظيم، مرتديا زيا صينيا جديدا، وأدى عرضا لفنون الدفاع عن النفس الصينية بكل حيوية وحماس. وقال "أريد تعلم اللغة الصينية والمزيد من فنون الدفاع عن النفس في الصين!" كما أن حمدان من محبي تنس الطاولة، وهو يتطلع إلى هذه الفرصة ليتبادل مهاراته في اللعبة مع أصدقائه الصينيين.
صورة التقطت في 6 أبريل للطالب الإماراتي حمدان أحمد جاسم آل علي وهو يؤدي عرضا لفنون الدفاع عن النفس الصينية أثناء زيارته لقطاع جيوييونغقوان من سور الصين العظيم ببكين في الصين.
من جانبها، بدت الطالبة الإماراتية مارية أحمد الخوري متحمسة للغاية لهذه الفرصة التي أتيحت لهم لزيارة الصين من خلال برنامج التواصل والتعلم، حيث قالت "أتطلع إلى تكوين صداقات مع من هم في نفس عمري من الطلاب الصينيين الأعزاء، لنغني سويا، ونمارس رياضة التاي تشي، ونلتقط صور السيلفي". وقبل قدومها إلى الصين، قررت مارية ارتداء الزي العربي التقليدي الجميل الذي يتميز بالأناقة، لتترك انطباعا جيدا لدى أصدقائها الصينيين.
أما الطالبة الإماراتية بشاير عمر الطنيجي، فلم تستطع الانتظار وأخذت على الفور تتواصل مع صديقتها الصينية، حيث شاركتها مشاعرها والمناظر الرائعة من حولها عبر مكالمة فيديو، وقالت "مرحبا يا صديقتي العزيزة، لقد عدت إلى الصين مجددا! أنا الآن على سور الصين العظيم، والمناظر هنا في غاية الجمال!"
بالفعل، تُعد بشاير، التي تبلغ من العمر 14 عاما، "صديقة قديمة" للصين. ففي وقت سابق، أثناء دراستها في الصين، تعلمت فن الخط الصيني، والرسم الصيني، وفنون الدفاع عن النفس الصينية. وأشارت إلى أنها تحتفظ بتلك اللحظات السعيدة في هاتفها المحمول، وتحرص على عدم حذف أي صورة منها. كما قامت بتكوين صداقات مع طالبتين صينيتين، وتتواصل معهما عبر تطبيق "ويتشات" بين الحين والآخر.
صورة التقطت في 6 أبريل للطالبة الإماراتية بشاير عمر الطنيجي وهي تقوم بشراء هدايا تذكارية من متجر الهدايا التذكارية بمتحف أولمبياد بكين.
في بكين محطتها الأولى، جمعت بشاير الكثير من الهدايا لأصدقائها وأقاربها في الإمارات، ومنها ملصقات مغناطيسية جميلة لتزيين الثلاجة تحمل مناظر طبيعية صينية، وقبعات صغيرة على الطراز الصيني، وسلاسل مفاتيح على شكل دببة باندا، وأكواب مزخرفة برسوم سور الصين العظيم، وعملات تذكارية... وفي متجر الهدايا التذكارية بمتحف أولمبياد بكين، كانت هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها بالألعاب الصينية العصرية، حيث أحبّت بشدة دمى "لونغ دون دون" ذات الملامح اللطيفة في صناديق المفاجآت.
-- رحلة استكشاف الصين
في يوليو 2019، وبحضور الرئيس الصيني شي جين بينغ وولي عهد أبوظبي آنذاك، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الصين والإمارات في بكين، لبدء مشروع تدريس اللغة الصينية في الإمارات بعنوان "المائة مدرسة". وفي عام 2024، كتب الرئيس شي في رده على رسائل الطلاب قائلا "الآن، أرى أن تعلم اللغة الصينية في الإمارات أصبح اتجاها جديدا، وأنه قد تم تنشئة مجموعة من السفراء الصغار مثلكم لتعزيز التواصل بين الصين والإمارات، وأنا سعيد للغاية بذلك".
صورة التقطت في 6 أبريل للطلاب الإماراتيين وهم يجربون ألعاب محاكاة الهوكي على الجليد في متحف أولمبياد بكين.
منذ أن تلقت الطالبة الإماراتية فاطمة المرزوقي، التي تدرس بالصف السادس الابتدائي، الرد على رسالتها، ظلت "تفكر دائما في كلمات الجد شي" حيث أصبحت تشكل حافزا لها لتعلم اللغة الصينية. وفتحت هذه الرحلة إلى الصين أمامها نافذة لتجربة الثقافة الصينية بشكل مباشر. فقد قامت هي وزملاؤها بزيارة متحف أولمبياد بكين، واستاد "عش الطائر" الوطني، وجربوا رياضة الكيرلنج وألعاب محاكاة الهوكي على الجليد. وعبّر الطلاب عن سعادتهم قائلين إن "التجربة رائعة جدا" و"المعدات والتكنولوجيات متطورة جدا" و"الابتكار قوي جدا، إنه حقا شيء مذهل!"
لقد كان الطالب "شياو هو" يحلم دائما بتجربة "سرعة الصين"، حيث قال "سمعت أن القطارات فائقة السرعة في الصين سريعة جدا، ومريحة وآمنة، وأنا مهتم جدا بذلك". وفي ظهيرة يوم 7 أبريل، تحقق حلم الطلاب. فقد انطلقوا من محطة السكك الحديدية الجنوبية ببكين، وهم يستقلون قطارا فائق السرعة متوجهين على متنه إلى مدينة تيانجين.
صورة التقطت في 7 أبريل لطالب إماراتي، على متن قطار فائق السرعة متجه من بكين إلى محطة تيانجين، وهو يقوم بتصوير المناظر الطبيعية من نافذة القطار باستخدام هاتفه المحمول.
بحماسة كبيرة، بدأ الطالب الإماراتي حمدان زايد المغيني، فور صعوده إلى القطار، في توجيه التحية باللغة الصينية للركاب الصينيين الجالسين بجواره. وبينما كان يشاهد المناظر الطبيعية وهي تمر بسرعة خارج النافذة، عبّر عن سعادته قائلا "لقد تحقق حلمي!" أما حمدان أحمد جاسم آل علي الذي كان يحمل معه مضرب تنس الطاولة، فقد شعر بالسعادة عندما علم أن القطار سيصل إلى تيانجين بعد حوالي نصف ساعة، حيث قال "أنا على وشك الاستمتاع بلعب تنس الطاولة مع أصدقائي الصينيين!" من جانبه، قال الطالب الإماراتي خليفة خالد عبد الله إن القطارات فائقة السرعة في الصين ذات كفاءة العالية وصديقة للبيئة، وأعرب عن أمله في أن تتمكن المزيد من البلدان من تشغيل قطارات فائقة السرعة.
-- رحلة نحو المستقبل
في حرم جامعة تيانجين للغات الأجنبية، حيث تتفتح زهور الساكورا وتنتشر الخضرة، قدم ممثلو الطلاب من الصين والإمارات عروضا رائعة خلال حفل افتتاح برنامج التواصل والتعلم، حيث تبادلوا تحية الشباب من خلال عروض رائعة تضمنت عزفا جماعيا على الآلات الموسيقية الصينية التقليدية لأغنية "سحابة الجنوب"، وغناء مشتركا باللغتين الصينية والعربية لأغنية "نحن جميعا متشابهون"، ورقصا إماراتيا تقليديا ذا إيقاع سريع.
فيما بعد، سيزور هؤلاء الشباب الإماراتيون مدارس أخرى في تيانجين، حيث سيخوضون تجربة غامرة في تعلم اللغة الصينية ويشاركون في اختبار الكفاءة للغة الصينية.
صورة التقطت في 7 أبريل للطلاب الإماراتيين وهم يقدمون عرضا من عروض الرقص التقليدي خلال حفل افتتاح البرنامج في جامعة تيانجين للغات الأجنبية بمدينة تيانجين في الصين.
وقد أكدت فاطمة أحمد البستكي، المديرة التنفيذية لمشروع "المائة مدرسة" لتعليم اللغة الصينية في الإمارات، التي تعمل في مجال التعليم منذ نحو 40 عاما ولها جهود كبيرة في تعزيز تعليم اللغة الصينية في الإمارات، أن هذه الرحلة الدراسية تساهم في بناء جسر من الصداقة بين الأجيال الشابة في كل من الإمارات والصين، معبرة عن الأمل في أن تُلهم هذه التجربة القيمة الطلاب ليصبحوا سفراء شباب للتبادل الثقافي بين البلدين ويساهموا في تعزيز الحوار والتعاون بينهما.
وفي نفس الإطار، قال الطالب خليفة خالد عبد الله "يجب أن نبذل جهدا كبيرا وأن نكون عند حسن ظن الجد شي فينا. حلمي هو أن أصبح سفير الإمارات لدى الصين، وسأواصل العمل على تعلم اللغة الصينية واكتساب المزيد من المعرفة المتخصصة".
من جانبها، أعربت رئيسة جامعة تيانجين للغات الأجنبية، لي يينغ يينغ، عن أملها في أن يصبح الشباب من البلدين عبر منصة "المائة مدرسة" الإماراتية أصدقاء وشركاء يتبادلون الخبرات والمعرفة، مضيفة بقولها "نتطلع إلى أن يقف الطلاب في المستقبل في طليعة التعاون بين الصين والإمارات، حتى تتمكن الأحلام والصداقة من الاستمرار وعبور الجبال والبحار".
صورة التقطت في 7 أبريل للطالبة الإماراتية بشاير عمر الطنيجي في مركز تعليم اللغة والتعاون التابع لوزارة التعليم الصينية في بكين وهي تتعلم الأمثال الصينية.
في زيارتها مؤخرا إلى الصين، تعلمت بشاير عبارة صينية جديدة تقول "لا يوجد شيء مستحيل في هذا العالم، طالما تمتلك الإرادة لتحقيقه". وعن رحلتها المستقبلية، أشارت إلى أن الروح المليئة بالعزيمة في هذه العبارة ستلهمها للاستمرار في السعي وراء الأحلام، ومواصلة بذل قصارى جهدها لتكون سفيرة للصداقة الصينية الإماراتية.
/انتهى/
تعليقك