وقال بشار الجعفري "إن المجزرة التي حدثت في قرية الحولة هي جريمة غير مبررة وغير قابلة للتفسير ومروعة جدا وقد أدينت من قبل حكومتي بأشد التعابير الممكنة وهي تتطابق تماماً مع الكلمات التي وردت في البيان الرئاسي لمجلس الأمن".
وأضاف المندوب السوري في تعقيب له عقب الجلسة غير الرسمية لمجلس الأمن الدولي ليل الأحد - الاثنين "أود أن أدين أيضاً نيابة عن حكومتي تسونامي الأكاذيب التي قيلت قبل بضع دقائق من قبل بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين حاولوا تضليلكم من خلال القول إن مستوى أكاذيبهم ضد حكومتي قائم على ما يسمى بالبراهين فهم مخطئون ويضللونكم فلا السيد مود ولا أي أحد آخر أخبر مجلس الأمن في الجلسة غير الرسمية أنه يلوم الحكومة أو القوات السورية على ما حصل وهذا الأمر مثير للشفقة حقا ويدعو للأسف بأن يخرج أعضاء بعد لحظات من إحاطة مود ليضللوكم ويخبروكم بأكاذيب حول ما حصل".
وأكد الجعفري أن ما حصل في الحولة برمته من حيث شمولية الصورة له خلفية ويجب أن نفهم هذه الخلفية من أجل فهم من ارتكب هذه الجرائم ، مضيفاً :"إنه بعد صلاة الجمعة اجتمع حوالي مائتين إلى ثلاثمائة رجل مسلح حوالي الساعة الثانية بعد الظهر في عدد من النقاط ثم توجهوا والتقوا في نقطة واحدة في الحولة وكانوا يستعملون سيارات (بيك آب) محملة بصواريخ مضادة للدبابات وقذائف الهاون والرشاشات على الطريقة الليبية وبدأوا بمهاجمة قوى حفظ النظام في المنطقة حيث كانوا يتموضعون في خمس نقاط مختلفة وفي الوقت ذاته استمرت هذه العمليات العسكرية من الثانية بعد الظهر وحتى الحادية عشرة ليلا، إذا فنحن لا نتحدث عن هجوم عسكري حصل وانتهى خلال نصف ساعة بل عن عمل تم عن سبق إصرار وتصميم".
وقال الجعفري: "إنه بعد مهاجمة القوى العسكرية أو قوى حفظ النظام ونقاطها في المنطقة توجهوا نحو المدنيين ومن ثم انتقلوا إلى قرية أخرى تبعد كيلومترا واحدا عن الحولة حيث أحرقوا المستشفى الوطني ومحاصيل المزارعين والمنازل وقتلوا أيضاً عشرات المدنيين الأبرياء في قرية أخرى بالقرب من الحولة تدعى الشومرية وهنا لا نتحدث عن حادثة واحدة حصلت في نقطة محددة بل عن مسرح عمليات يضم العديد من القرى الصغيرة في المنطقة".
وأضاف الجعفري: "إن حكومتي أنشأت لجنة تحقيق للتعرف على من ارتكبوا هذه المجازر المروعة حيث سيجلبون إلى العدالة وأي شخص ارتكب هذه الجرائم سيحاسب من قبل السلطات السورية والحكومة السورية وبموجب القانون المعمول به في سوريا".
وقال الجعفري: "إن البيان الذي تبناه مجلس الأمن الدولي اليوم تبنى إلى حد ما النسخة التي قدمها الجنرال مود للأحداث وإذا عدتم إلى اللغة التي كتب بها البيان لن تجدوا فيها أي شيء يقول إنه يتهم الحكومة السورية بأنها من ارتكبت المجازر بل على العكس من ذلك قام البيان بتحديد عناصر أخرى في الصورة قد تكون مسؤولة عما حصل وأنا أقول ذلك لأن البيان ينص على أن مجلس الأمن الدولي يدين بأشد التعابير الممكنة أعمال القتل التي أثبتها مراقبو الأمم المتحدة وأنا هنا أثبت نيابة عن حكومتي أن هناك أعمال قتل لعشرات المدنيين وهم 114 شخصا تحديداً.
وأضاف مندوب سوريا لى المنظمة الدولية "إن مجلس الأمن أدان القتل الذي تم من مسافات قريبة أو من خلال الإساءات الجسدية التي تمت عن قرب ومعظم أعمال القتل التي حصلت في الحولة كانت ناجمة عن هذا النوع من القتل وهو القتل من مسافة قريبة وليس قتلا نتيجة القصف المدفعي لأن هذا القصف لن تكون فيه جثث الضحايا كما رأيناها وهنا نتحدث عن أعمال قتل تمت وفقا للنموذج الجزائري الذي شهدناه في تسعينيات القرن الماضي".
وقال الجعفري: "إن بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي لديهم مسؤولون قالوا علناً وبعضهم أعضاء دائمون ومسؤولوهم ذوو المناصب الرفيعة قالوا علناً إنهم لن يدخروا جهداً لتقديم أسلحة إلى المعارضة السورية وبعضهم قال أسلحة غير قاتلة وأنا لا أعرف ما هي الأسلحة غير القاتلة ولكن المحصلة الفورية لعملية التسليح للمعارضة نجم عنها خطف الزوار اللبنانيين العائدين من العراق عبر الحدود التركية وأيضا على شكل أعمال تفجيرات انتحارية واختراق القاعدة للأراضي السورية ولسنا بحاجة هنا إلى لغة مزدوجة في مجلس الأمن الدولي بل إلى أن نحاسب الجميع ونجلبهم إلى العدالة حتى وإن مسسنا ببعض الأعضاء الدائمين".
وأضاف الجعفري: "إن المهتمين جدا بوقف أعمال العنف وإنجاح الحوار الوطني الشامل للجميع في سورية يجب أن يتوقفوا عن التدخل في شؤوننا الداخلية وأن يتوقفوا عن تسليح واستضافة وتمويل وحماية المجموعات الإرهابية المسلحة في بلدي فلا يمكن للشخص أن يكون إطفائيا ومشعل حرائق في الوقت ذاته وهذا هو للأسف حال العديد من أعضاء مجلس الأمن".
انتهى/
رمز الخبر 1614294
تعليقك