٠١‏/٠٢‏/٢٠١٥، ١٠:٢٦ ص

ما بعد اعتداء القنيطرة غير ما قبلها

ما بعد اعتداء القنيطرة غير ما قبلها

نشرت صحيفة الجمهورية اللبنانية مقالا بقلم طارق ترشيشي تطرق فيه الى موضوع خطاب السيد حسن نصرالله بعد عملية حزب الله ضد الدوريات الاسرائيلية في مزارع شبعا معتبرا ان التحذيرات التي اطلقها نصرالله عملية نوعية ثانية ضد اسرائيل.

وجاء في المقال ان ما بعد اعتداء القنيطرة غير ما قبلها، والعملية النوعية التي جاءت رداً عليه في مزارع شبعا، أسّست على ما يبدو لجبهة ستمنع اسرائيل من اقامة حزام أمني يمتدّ من درعا الى شبعا، وتفتح الباب لتحرير المزارع المحتلة.
واكد سكرتير تحرير صحيفة «الجمهورية» طارق ترشيشي في مقاله ان خطاب الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله في تكريم الشهداء الذين سقطوا في اعتداء القنيطرة كشف كم كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو موغلاً في التقديرات الخاطئة حين اعتقد انه قادر على تحقيق «انتصار نظيف» يعطيه دفعة قوية في الانتخابات الاسرائيلية.
واضاف ان كثيرين اعتبروا انّ خطاب السيد نصرالله كان العملية النوعية الثانية ضد اسرائيل خلال 48 ساعة، خصوصاً لجهة التحذيرات البالغة الخطورة التي أطلقها نصرالله من انه غير ملتزم بعد الآن قواعد الاشتباك، وانّ من حقه الرد في أيّ مكان وزمان يرتئيه مقاتلو حزب الله.
وتابع انه كان واضحاً حرص نصرالله في خطابه على تطمين شرائح وقطاعات واسعة من اللبنانيين وغير اللبنانيين الى أنه وإخوانه في الحزب ليسوا من هواة الحروب وأنهم حين يدخلونها إنما يكونون مضطرّين للدفاع عن أرضهم وكرامتهم.
ولفت المقال الى ان بعض المراقبين رأى في هذه التحذيرات ما هو اكثر من أمر عمليات سينفذه مقاتلو الحزب هنا او هناك، بل انه تحذير مفتوح على احتمالات تطوير العلاقة بين الحزب وحلفائه في سوريا وايران الى مستوى جبهة مواجهة ممتدة من الناقورة الى طهران، وهي جبهة مرشحة لا للمواجهة الدفاعية فحسب، بل ربما لتحرير القدس ذاتها، وبل لا يستبعد المراقبون ايضاً ان تكون عملية شبعا الثانية هي خطوة جديدة على طريق تحرير مزارع شبعا نفسها، وكذلك على طريق محاصرة مشروع الحزام الامني الذي تسعى إسرائيل الى بنائه على جبهة الجولان ليصِل الى مزارع شبعا نفسها.
واكد ترشيشي في المقال : بهذا المعنى، ما لم يقله السيد نصرالله في الخطاب، هو اكثر خطورة ممّا قاله على رغم خطورته حيث قال السيد للاسرائيليين: «اذا كنتم عبر عملية القنيطرة تريدون أن تمتحنوا جهوزيتنا وتختبروا قدراتنا، فها هو حزب الله يخيّب كل آمالكم ويظهر انّ وجوده في قلب النزاع في سوريا قد زاده قدرة وخبرة».
واوضح ان المراقبين يعتقدون بانّ الاسرائيليين بعد نجاحهم في إشعال الحرب اللبنانية وتغذيتها على مدى سنوات ثم الدخول مباشرة على خطها عام 1978 وصولاً الى بيروت العاصمة عام 1982 ، فإذ باللبنانيين مع إخوانهم السوريين والفلسطينيين يطلقون مقاومة من قلب الركام لم تحرر الجنوب فقط وتردع العدوان، بل مقاومة تغيّر المعادلات في المنطقة والاقليم برمّته.
ويششد الكاتب في ختام المقال على ان السيد نصرالله اراد أن يقول إنّ ما بعد القنيطرة غير ما قبلها، وانّ البيان الرقم 1 الذي أصدرته «مجموعة شهداء القنيطرة» ستتلوه بيانات أخرى في حال أصرّت اسرائيل على المضيّ في حماقات تتكرر في الجبهات كلها./انتهي/
 

رمز الخبر 1849207

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha