أثار التفجير الإنتحاري الذي وقع في "أبها" إهتمام الكثير من وسائل الإعلام والمحلليين، فإذا كان تنظيم "داعش" هو المسؤول فعلاً عن ذلك التفجير! ففي هذه الحالة تعتبر العوامل التالية مؤثرة في هذا الصدد :
الأول : أضطرت السعودية مؤخراً عقب التطورات التي طرأت بعد حصول الإتفاق النووي بين ايران والسداسية أن تُقدم على بعض الإجراءات في محاربة "داعش"، فبالتأكيد إن السعودية كانت عضواً في تحالف محاربة داعش منذ تشكيله وكانت تشكل أحد أعمدته الرئيسية لكن هذا الإدعاء لايتجاوز حدود الشعار فحسب ولم يتخذ بُعداً عملاتياً أبداً. لهذا بمجرد أن دُفعت السعودية مضطرة إلى محاربة "داعش" أعلن تنظيم "داعش" عن نيته في الإنتقام من إجراء الرياض وانطلاقاً من ذلك تبدو أهداف التفجير الأخير هي تحذير السعودية من مغبة محاربة "داعش" ولربما سيقوم التنظيم بتنشيط خلاياه النائمة في الداخل السعودي مستقبلاً.
الثاني : على الرغم من أن الأسس الفكرية لتنظيم "داعش" كالقاعدة وغيرها من التكفيريين تقترب من أسس المذهب الوهابي في السعودية إلا أن السعودية تدعم سياسياً المجموعات التكفيريية المنافسة لداعش ك"النصرة" في سوريا و "القاعدة" في اليمن الأمر الذي أدى إلى تقوية تلك المجموعات في سوريا واليمن وانطلاقاً من ذلك يأخذ التفجير الإنتحاري الذي حدث مؤخراً في "أبها" من قبل داعش منحى انتقامياً وتعويضياً .
ومن جهة أخرى إن مكان حدوث التفجير يدعو إلى التفكير والتأمل جيداً. وإن انتقاء منطقة عسير لتنفيذ هذه العملية هو استفادة داعش من الفلتان الأمني المسيطر على المحافظات الحدودية مع اليمن كعسير، ويعتبر من عواقب العدوان السعودي على اليمن، لذلك يمكن اعتبار هذا الهجوم من جملة تكاليف حرب اليمن.
وإن استفادة داعش من زي عمال البناء في السعودية يمكن أن يجعل قوات الأمن السعودية أن تشك في أكثر من 3ملايين عامل في هذا البلد مما يؤدي إلى زيادة المخاوف الداخلية.
يمكن تلخيص ماسبق بأن السعودية على الرغم من أنها قدمت نفسها ضحية للإرهاب نتيجة الهجوم الأخير لكن مايخبأه هذا الهجوم هو بداية لمرحلة عدم الإستقرار الأمني في هذا البلد، بالنظر إلى توسع مجالات الدعم لداعش في الداخل السعودي ووجود خلايا نائمة لها من الممكن أن يدخل السعودية نفقاً مظلماً.
والسؤال الذي ينبغي طرحه هنا : هل الفخ الذي نصبه المسؤولون السعوديون لسوريا واليمن سيقعون فيه في النهاية؟
تعليقك