١٢‏/٠٨‏/٢٠١٥، ٩:٤١ م

تحليل اقتصادي

تأثير الاتفاق النووي على صناعة السيارات في ايران

تأثير الاتفاق النووي على صناعة السيارات في ايران

في الوقت الذي تجري فيه محادثات بين شركة "بيجو ستروين" الفرنسية لصناعة السيارات مع "شركة ايران خودرو" , فان الاخبار اشارت الى دخول منافس قوي للشركة الفرنسية الى السوق الايرانية الا وهي شركة "فولكس واغن" الالمانية التي تجري منذ عدة اشهر محادثات مع الشركة الايرانية.

في مثل هذه الظروف فان السؤال المطروح من سيكون الشريك الرئيسي لشركة "ايران خودرو" في المستقبل؟ هل هي "بيجو ستروين" ام "فولكس واغن"؟ وهل ستميل الكفة في ايران لصالح الشركة الالمانية.
مع انفتاح السوق الايرانية  تدريجا على الخارج , فان شركات صناعة السيارات العالمية اخذت تستعد لدخول هذه السوق الواسعة , فانتاج السيارات في ايران يبلغ حاليا نحو مليون سيارة سنويا , وهذه السوق بامكانها ان تصل الى نحو مليوني سيارة مع حلول عام 2020.
فخبراء مؤسسة "أي اج اس" الاقتصادية للاستشارات , المتخصصون في الاسواق العالمية للسيارات يتوقعون نمو مبيعات السيارات في ايران بما يتراوح ما بين 12 الى 15 بالمائة , في حين كان في السنوات الماضية يبلغ ما بين 3 الى 4 بالمائة.
فاحد المؤشرات الرئيسية لسوق السيارات الايرانية  حسب آراء الخبراء العالميين و هي زيادة حجم انتاج السيارات داخل البلاد , حيث تشير التقديرات الى ان اكثر من 80 بالمائة من انتاج السيارات في ايران يتم بيعها داخل البلاد. وعلى هذا الاساس فان شركات صناعة السيارات العالمية تسعى الى المشاركة والتعاون مع شركات صناعة السيارات الايرانية للحصول على حصة في هذه السوق الواسعة.
كما ان من المميزات المهمة في صناعة السيارات في البلاد , هي استراتيجية ايران الجديدة في نقل تكنولوجيا صناعة السيارات بشكل كامل من الشركاء الخارجيين المحتملين الى داخل ايران , وبهذا الشكل فان شركات صناعة السيارات الاجنبية الكبرى التي ستدخل السوق الايرانية لن تستطيع في المستقبل الاقتصار في نشاطاتها مع الشركات المحلية صناعة السيارات على ارسال المكونات وتجميعها في خطوط انتاج الشركات الايرانية.
فالشركات الايرانيتان لصناعة السيارات وهما "ايران خودرو" و"سايبا" مع الاخذ بنظر الاعتبار هذه السياسة الجديدة , بدأتا بمحادثات مع الشركات العالمية لصناعة السيارات التي تطمح الدخول الى السوق الايرانية.
عمليا فان شركتي "ايران خودرو" و"سايبا" تدرسان عروضا من الشركات الاجنبية لصناعة السيارات في ضوء تطوير المنظومة الشاملة للسيارات في ايران , وبعبارة اخرى فان هذه العروض بالامكان قبولها اذا كانت من خلال نقل التكنولوجيا تضمن ارضية التنمية الحقيقة والمحلية لصناعة السيارات في ايران, وفي نفس الوقت فان الشركات الاجنبية لصناعة السيارات تجري حاليا مباحثات مع الشركتين الايرانيتين لصناعة السيارات , وتقدم عروضها في ضوء استراتيجية ايران في تطوير صناعة السيارات.
فشركتا "بيجو ستروين" و"رينو" الفرنسيتين كانتا متواجدتان منذ سنوات عديدة في قطاع صناعة السيارات الايرانية , ومنذ عدة اشهر بدأتا محادثات للعودة الى سوق السيارات المحلية , اذ يجريان محادثات مع شركتي "ايران خودرو" و"سايبا" اللتان تعتبران من اكبر شركات انتاج السيارات في ايران.
فالمصادر المطلعة تعتقد ان اكبر شركة صناعة السيارات في ايران اي "ايران خودرو" توصلت الى نتيجة بان شركة صناعة السيارات الالمانية "فولكس واغن" تعتبر افضل خيار للصناعة الوطنية اليارانية لانتاج السيارات مقارنة مع شركة "بيجو ستروين".
ويبدو ان شركة "فولكس واغن" الالمانية في الوقت الحاضر وضعها افضل لتكون الشريك الرئيسي مع "ايران خودرو" مقارنة مع بقية منافسيها الدوليين.
فشركة "فولكس واغن" ولمكانتها الممتازة في الاسواق العالمية في الوقت الحاضر , وللاستثمارات الضخمة التي توظفها في التكنولوجيا الحديثة , اعطتها موقع الريادة , كما ان هناك نقطة تحظى بأهمية بالغة بالنسبة لشركة "فولكس واغن" فيما يتعلق بشركة "ايران خودرو", وهي ان الشركة الالمانية اينما دخلت في مشاريع مشترك لانتاج السيارات , فانها تمنح صلاحيات خاصة الى شركائها التجاريين لتصدير سياراتهم المحلية الصنع , وهذا الموضوع بالامكان مشاهدته مع شركة "اشكودا",
كما ان هذا الموضوع من شأنه ان يكون جذابا اكثر بالنسبة لشركات صناعة السيارات في ايران , وفي الحقيقة فان هذه المسألة تفسح لهم المجال لتصدير السيارات بجوة عالية الى الاسواق الاقليمية.
فالانتخاب المرجح لشركة "فولكس واغن" بدلا من "بيجو ستروين" من قبل "ايران خودرو" , يطرح هذا السؤال هل ان الملاحظات السياسية كان لها دور في هذا التحول المحتمل , كما ان قلة اهتمام فرنسا في السنوات الماضية حيال دور ايران في المنطقة , سيترك تأثيره على اختيار الشريك الرئيسي في صناعة السيارات الايرانية.
ومن الطبيعي فان نظرة الايرانيين الى فرنسا قد تغيرت , وثمن قلة اهتمام فرنسا ستدفعه ربما صناعة السيارات في هذا البلد. ولكن نظرا الى تواجد شركة "بيجو" منذ اربعين عاما في ايران , وتطور صناعة قطع الغيار في ايران والذي تحقق في اطار نماذج شركة "بيجو ستروين" , فان التحول من شركة "بيجو" الى شركة "فولكس واغن" لن يكون بالامر اليسير. حتى لو احتملنا حصول هذا التحول , فكما يبدو ان بيجو ستبقى عنوانا لصناعة السيارات التقليدية في ايران , ومن المحتمل ان تحصل على حصة اقل في "ايران خودرو" , او ستحاول التعاون مع شركات ايرانية اخرى لصناعة السيارات , لتثيبت تواجها في ايران./انتهى/
 

 

     

رمز الخبر 1856897

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha