المؤتمر هذا سمي بـ "الحوار الوطني بين المكونات السياسية السنية العراقية" وقد تم عقده بمباركة من الدول الخليج الفارسي وعلى رأسها السعودية وكانت ذريعة عقد هذا المؤتمر بحث المستجدات التي طرأت على الساحة العراقية ومناقشة الأوضاع السياسية "لكن استضافة المؤتمر للارهابيين والمطلوبين من القضاء العراقي قد كشفت عن النوايا الحقيقية القطرية خاصة اذا نظرنا الى مشاركة عدد من المجاميع السنية المسلحة كالجيش الإسلامي وما يسمى بجيش المجاهدين و الجماعة النقشبندية وعدد من الرموز السنة المعارضين في الخارج وجميعهم من الارهابيين في هذا المؤتمر.
وقد كشف النائب عن ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي يوم الاحد الماضي عن اسماء بعض الذين حضروا مؤتمر الدوحة، وأكد ان المؤتمر حضره ممثلو أجهزة مخابرات عربية وخليجية لإثبات طابعه الأمني غير السياسي، ولم يحضره أي سفير عربي أو أجنبي بسبب صبغته الطائفية والخيانية ضد الشعب العراقي.
وفيما وصف الربيعي مؤتمر قطر بـ"التآمري"، دعا وزارة الخارجية العراقية إلى معرفة أسباب احتضان قطر "الرسمي" للمؤتمر، وقال في بيان إن "الذين حضروا لمؤتمر الدوحة التآمري على العراق من السياسيين العراقيين هم كل من (زيدان الجابري، ومحي عارف الكبيسي، وأحمد الدباش، وليث شوكت نميق، وسامي عبد الرزاق الجبوري، وحمودي حسون العبادي، وخميس الخنجر، ورافع الرافعي، وسداد حامد السامرائي، وعبد الحكيم السعدي، وعاصم الجلبي).
ودعا الربيعي وزارة الخارجية العراقية إلى "معرفة أسباب الدعوات الرسمية التي أطلقتها حكومة قطر واحتضانها الرسمي له، علما أنها في كل مرة تؤكد للخارجية العراقية أنها تقف مع العراق الجديد ضد عصابات داعش الإرهابية".
ومن جانبها أعربت وزارة الخارجية العراقية عن استغرابها من عقد هذا المؤتمر، وطالبت وزارة الخارجية العراقية الجانب القطرى بتقديم توضيحات حول استضافتها لهذا المؤتمر وقالت الخارجية العراقية إن أى مؤتمر يعنى بالشأن الداخلى العراقى يتم عقده بعيدًا عن علم الحكومة العراقية مرفوض، ومن شأنه الإساءة إلى صميم العلاقات الثنائية مع الدول الراعية له.
ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال المؤتمر بأنه "خطوة خاطئة" تعد سابقة سيئة وتدخلاً سافرًا في الشأن الداخلي العراقى، وخرقًا واضحًا لمبادئ العلاقات الثنائية المبنية على أسس الاحترام المتبادل لسيادة الدول وشؤونها الداخلية.
ومن جانبه قال سلام زوبعى نائب رئيس الوزراء فى حكومة نور المالكى بأنه يجب على جامعة الدول العربية محاكمة قطر بتهمة الخيانة للأمة العربية ولدولة العراق، وأضاف في تصريحات صحفية أن الدوحة تسببت في إثارة الفوضى في الدول العربية من خلال التنظيمات الإرهابية في مصر وليبيا والعراق لذا يجب محاكمتها بتهمة الخيانة، مؤكدًا أنه قبل قطر يجب محاكمة السياسيين العراقيين الذين يرتمون في أحضان الدول الأخرى للتحالف ضد وطنهم.
وأوضح زوبعي أن قطر التي تأسست عام 1971 هي دولة صغيرة جدا وقد اصبحت الآن تدير المؤامرات بحق الدول العربية كافة فبات العراق دولة تسودها الفوضى بسبب التدخلات من الدول المجاورة والأجنبية في آن واحد.
وقد قررت وزارة الخارجية العراقية، أمس الاثنين، استدعاء القائم بالأعمال العراقي في العاصمة القطرية الدوحة لغرض التشاور، بعد 4 ايام من عقد مؤتمر الدوحة، وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال الجمعة الماضي، إن انعقاد مؤتمر الدوحة يمس سيادة العراق وجاء دون التنسيق المسبق مع العراق.
لماذا عقد مؤتمر الدوحة؟
لقد عانى العراق من ثلاثة اخطار رئيسية هددته بعد عام 2003 واول هذه الاخطار هو الحرب الطائفية التي اندلعت بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين (ع) في سامراء لكن العراقيين تجاوزوا هذه الفتنة وكان دور المرجعية الدينية الحكيمة بارزا في هذا المجال، والخطر الثاني الذي هدد العراق كان ظهور تنظيم داعش التكفيري الارهابي الذي سعى الى الاستيلاء على العراق بدعم اقليمي ودولي لكن المرجعية الدينية والحشد الشعبي العراقي كانوا بالمرصاد واثبتوا بأن داعش يمكن هزيمته، اما الخطر الثالث فقد تمثل بركوب بعض السياسيين لموجة المطالب الشعبية والاحتجاجات ضد الفساد وقلة الخدمات وكان هدف هؤلاء السياسيين اسقاط العملية السياسية في العراق لكن المرجعية الدينية تصدت ايضا لهذه المحاولات وافشلتها.
ان مؤتمر الدوحة كان يهدف ايضا الى اسقاط وافشال العملية السياسية في العراق وان جميع المشاركين فيه هم من الذين يريدون قطع جذور العملية السياسية في العراق والوصول الى كرسي الحكم وان الشعب العراقي بات يدرك جيدا ان البعثيين المجرمين قد انضموا الى داعش ويقدمون خبراتهم في الاجرام الى هذا التنظيم.
لقد كان المشاركون في مؤتمر الدوحة من الذين لايعيرون اي اهتمام لازهاق اروح الشعب العراقي وقد تسبب هؤلاء بتدمير المدن العراقية ولعبوا دورا في سقوط محافظتي نينوى والانبار وان جميع العراقيين بات يعلم بعداء اشخاص مثل خميس الخنجر والشيخ حاتم السليمان ورافع العيساوي واحمد ابو ريشة ورافع الرافعي وغيرهم للشعب العراقي.
ان البعثيين والشخصيات السنية العراقية التي تحالفت مع الارهابيين يحلمون بالعودة الى كرسي الحكم في العراق وهم يقولون دوما بأنهم يعقدون مثل هذه المؤتمرات من اجل التصدي للنفوذ الايراني لكن هؤلاء هم الذين سلموا مناطقهم بسهولة الى تنظيم داعش ولم يعيروا اي اهتمام بمصير سكان المدن والقرى التي سقطت في يد داعش .
اما قطر فإن خير ما قيل بحقها هو تصريحات النائبة العراقية عالية نصيف التي دعت الحكومة العراقية ووزارة الخارجية الى مطالبة المجتمع الدولي بوضع قطر تحت الوصاية الدولية باعتبارها تهدد السلم والأمن الدوليين.
وقالت نصيف في بيان " ان قطر بشكل علني وبلا أي خجل احتضنت مؤتمراً لثلاثة أصناف من فصائل داعش هي السياسي والأمني والعسكري، وهذا يعني أن قطر تقوم اليوم وبشكل مفضوح بتغذية الإرهاب في العراق " واضافت : ان المعلومات الواردة تؤكد بأن قطر وزعت أموالاً بشكل مباشر وغير مباشر على قادة وممثلي الفصائل الإرهابية، وهذا يعني أنها قامت بالفعل بتمويل داعش، وهذه تهمة جنائية دولية تجعلها تستحق عقوبات دولية صارمة ".
ان عداء دول مثل قطر والسعودية وتركيا والاردن للعراق لا نهاية له ومن المؤكد ان الدوحة والرياض ستواصلان اذكاء نيران الصراعات الطائفية في المنطقة وهذا ما سيجر على المنطقة المزيد من الدمار والخسائر البشرية /انتهى/.
تعليقك