وجاء في المقال: تسلمت قبل أيام رسالة من الأخ الفاضل سعادة السيد نزارمحمد العدساني الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية تتضمن دعوة كريمة للمشاركة في حفل إطفاء البئر الأخير من الآبار المحروقة في الكويت العام 1991 والتي ساهمت في إطفائها دول محدَدة منها الولايات المتحدة وفرنسا والصين وكذلك الجمهورية الاسلامية الايرانية وهي مبادرة طيبة تقوم بها الكويت لاستذكار واستحضار الماضي.
واضاف الكاتب انه بات من المعلوم بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية قامت بدور فعال آنذاك في إطفاء الآبار التي أشعلها النظام العراقي السابق والذي أدخل المنطقة برمتها في نيران مشتعلة لم تستطع أن تنجو منها.
وتابع ان الجمهورية الاسلامية الايرانية خلافاً بما يروجه البعض ويسوقون المتاع القديم عند الناس وينفثون في عقدة اليأس ويعزفون على أوتار الانغلاق، تفتح اليوم ذراعيها على جيرانها وتعارض بشدة إشعال نيران الحروب والفتن والأوهام و زرع الكراهية المذهبية والقومية وكما قامت بإخماد نيران آبار النفط، قبل خمسة وعشرين سنة تحاول اليوم جاهدة لإخماد نيران الفرقة والتشرذم والطائفية وكما ساهمت في تهدئة البَر والبحر وكبح جماح النيران المشتعلة المؤدية الى غيوم سوداء كالحة على الجارة الكويت، فهي تسهم في استتاب الأمن والاستقرار في الإقليم في إطار أوسع.
واشار الى كلام احد من كبار المسؤولين الكويتيين حول ضرورة الحوار الاقليمي بين دول المنطقة يشمل ايران ودول مجلس تعاون الخليج الفارسي معتبراً انه نداء صائب وهذا ما يحتاج اليه الاقليم طوال العقود الاربعة الماضية معربا عن ترحيب المسؤولين الايرانيين بهذه المبادرة الحسنة من الكويت.
واوضح السفير الايراني في مقاله: من هنا نؤكد بأن علينا أن نوظف طاقاتنا من جديد للدعوة الى ازالة الخلافات والتركيز على ما يجمعنا في الاقليم وكذلك تقوية الاصوات التي تدعو الى مطاشفة والحوار بدلاً من المواجهة والنقار ونتجه نحو التعامل البناء بين أبناء المنطقة ونبتعد عن الاوهام والنظريات المختلفة المبينة عن التدخل الايراني في كل رطب ويابس ولا نرمي الطرف الآخر في المشاكل التي يواجهها الاقليم والحديث عن المؤامرات المصطنعة.
واكد أن فتح الحدود واطفاء النيران ومساعدة الاشقاء ونسيان الجفاف ولم الشمل والتركيز على الهدوء في الساحات المتأثرة بالتجاذبات الاقليمية والدولية تشكل جوهر وصميم القرار في الجمهورية الاسلامية الايرانية وطبيعة علاقاتها مع جيرانها وفي مقدمتها الكويت ولا تتحمل هذه العلاقات الطيبة المزايدة على قضايا نحن في غنى عن استذكارها.
واعتبر عنايتي ان مشاركة الجمهورية الاسلامية الايرانية في إطفاء النيران المشتعلة قبل خمس وعشرين سنة هي رمز تعتز به ايران وتعتبرها نموذجاً للعمل المشترك الذي أثبت فاعليتها ويمكن تعميمه في مجالات أخری./انتهى/
تعليقك