١١‏/٠٦‏/٢٠١٦، ٣:٥١ م

رحيل "حميد سبزواري" شاعر النضال ومحب المقاومة

رحيل "حميد سبزواري" شاعر النضال ومحب المقاومة

توفى الشاعر الايراني "حميد سبزواري" أمس الجمعة عن عمر يناهز 91 عاماً مضاها في التزامه بقضايا ايران والمسلمين و مخلداً إياها بقصائد ستبقى دوماً في أذهان الأجيال.

وكالة مهر للأنباء - ديانا محمود: إن الشاعر الايراني الملتزم "حسين ممتحني" الملقب بحميد سبزواري توفى ليلة أمس في أحد مشافي العاصمة طهران عن عمر يناهز 91 بعد تدهور حالته الصحية. 

ويعد الشاعر حميد سبزواري من أهم الشعراء المعاصرين في ايران الذين واكبوا أجيال مختلفة خلال القرن الماضي، ونشأ سبزواري في عائلة متواضعة ساعدته على نهل علوم الأدب واللغة والقرآن الكريم منذ طفولته، وكان جده الملا محمد حميد صادق ممتحني شاعر محلي. 

عاش سبزواري في مدينة "سبزوار" من محافظة خراسان الرضوية، ونظم اشعار منذ مطلع شبابه حيث نشرها في بداية مسيرته في إحدى المكتبات المحلية في مدينته الا ان الشاب في ال14 من العمر عاش ظروفاً سياسية مميزة ومنوعة مرت بها ايران منذ الحرب العالمية الثانية إلى الثورة الاسلامية مروراً بانقلابات عسكرية وديكتاتورية المرحلة الملكية. 

سادت أجواء من العنصرية والتمييز والطبقية على العاصمة الايرانية طهران في مرحلة الحكم الملكي حيث دفعت بالشباب الايراني في ذلك الزمن للبحث عن الحلول بين أزقة الغرب والشرق، و"سبزواري" انتقل مثل غيره من الشبان بين عدد من الأحزاب فيما لم تقنعه اي من الايديولوجيات السائدة انذاك.

عمل الشاعر سبزواري معلماً مطلع شبابه ثم قام بتجربة اعمال مختلفة في المصارف والمكاتب، إلا إن شخصيته الشعرية اكتملت مع بروز هوية الثورة الاسلامية ، حيث ذاعت شهرته عشية الثورة الاسلامية لمواكبته أحداثها، ورصدها بدقة في شعره، ليحفظ للأجيال القادمة تفاصيل الثورة المباركة بين المعاناة والأمل والنضال. 

 

والتزم "حميد سبزواري" بقضايا بلاده ورهن قلمه للنضال من أجل عزة بلاده، ومواجهة الاستبداد الذي كان يقمع الحريات من خلال الكناية والاستعارة في اشعاره، وكذلك كان تواقاً للثورة ومحباً للامام الخميني (ره)، الذي التقاه ممجداً حبه له بالشعر. 

كما والتقى "سبزواري" بقائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في عدد من المحافل الأدبية والشعرية التي يشجع عليها القائد، كما وقدم له إحدى دواوينه الشعرية. 

ومع انطلاق شرارة الحرب الايرانية-العراقية انتقل "حميد سبزواري مع رفاقه للدفاع عن ثرى البلاد، حاملاً معه قلمه ليزين الجبهة بقصائده الحماسية، مطلقاً قصيدته الأشهر بعد تحرير مدينة خرمشهر. 

تطرق الشاعر "سبزواري" للقضايا الانسانية في المنطقة مناصراً بشعره الضعفاء والمظلومين، ليخلد في قصيدة "معاً للامام" أجمل كلمات المساندة ومشاعر الأخوة لسوريا وفلسطين ولبنان، يقول: 

حان الوقت لنمضي في هذا السفر 

لنعبر الأشواك والمذلات 

حان الوقت، لنكسر حاجز الصمت 

يصرخ القائد ضاق الوقت بنا

حان السفر، أرفعوا الرايات

لنمضي في هذا الوادي الآمن 

المليء بالفراعنة 

موسى شق النيل وسار

قرع الأجراس ينذر بالرحيل 

حان الوقت لنمشي يا رفيق ! لنمش يا رفيق!

روحي تحوم حولك يا جولان 

أرسم خط الحب بين بلادي ولبنان 

أبعد نجمة اليهود عن جبلك 

وأزرع الزعتر في صور وصيدا 

أمضي نحو تلة الشهداء 

هناك 

حيث نام مئة جميل على طريق المنفى 

غصة لبنان قتلتنا

وكسرت ظهرنا دير ياسين 

انهض لنزيد التعب عن كاهل ذاك الجبل 

مكتوب علينا أن نصل إلى سهل الأمل 

ونمسح الغبار عن طور سينا 

مكتوب علينا أن نوجه صدورنا نحو فلسطين 

ونمضي بحلمنا نحو المسجد الأقصى 

مكتوب علينا أن نعبر الطريق يا صديق 

أرواحنا تعلو مع أجراس القائد 

وترفرف الرايات أمامنا 

فيلعلو الصوت "لبيك" 

ونحو الديار المقدسة 

فلنمض معاً للأمام 

الجدير بالذكر إن مراسم تشييع الشاعر "حميد سبزواري" ستكون يوم الاثنين 13 حزيران نحو مثواه الأخير مسقط رأسه "سبزوار".

/انتهى/. 

 

رمز الخبر 1863163

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha