وافادت وكالة مهر للأنباء ان حسين جابري انصاري اشار في حوار خاص مع القناة الايرانية الثانية الى ان الازمة السورية مستمرة منذ اكثر من 5 اعوام وان احد اسباب استمرارها واطالتها هو ان بعض الاعبين يؤمنون بأن الحل العسكري ممكن لتسويتها لكن ايران تؤمن منذ بداية الازمة بأن الحل العسكري لن يصل الى نتيجة ولايوجد حل سوى تقرير الشعب السوري مستقبل بلاده.
وتابع جابري أنصاري قائلا " تم تقديم حلول مختلفة لتسوية الازمة السورية خلال الاعوام الخمسة الماضية لكن الاعبون والدول المختلفة كان لهم دورا في تحويل الازمة السورية الى ازمة شاملة ولايزالون يستمرون بمسيرهم في الحل العسكري لهذه الازمة، وان احد الاسباب الاخرى كان تعدد الاعبين الذي ادى الى اطالة الحلول، والنقطة الاساسية الاخرى في استمرار الازمة هي ان الازمة السورية تحولت من ازمة سورية او اقليمية الى قضية دولية وان تضخمها ادى الى تعقيدها".
وأضاف مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية "اجريت بالامس مباحثات هاتفية مع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري وبوغدانوف مساعد وزير الخارجية الروسي، ان احد اهم ابعاد الازمة السورية البعد الانساني الذي ادى نتيجة الصراع الشديد الذي حدث، الى تفاقم الخسائر الانسانية، وبالنظر الى اهمية البعد الانساني كان لي مجموعة من المباحثات مع نظرائي واعلنا استعدادنا لايصال المساعدات الى مناطق النزاع في حلب ولاينبغي التعامل مع هذه القضية سياسيا".
وأكد أنصاري بالقول " لقد حدث اتفاق بين امريكا وروسيا لايجاد وقف لاطلاق النار، كان هناك مرحلة مطولة من المفاوضات لكن المشاكل الرئيسية حول الازمة والمفارقات حول توجه البلدين حول سوريا ادى الى اطالة هذه المفاوضات وشهدنا في مدة قصيرة عقب التوصل الى اتفاق، ظهور بعض المشاكل".
وشدد مساعد وزير الخارجية الايراني على ان اي حل للازمة السورية يجب ان يأخذ بعين الاعتبار هذه الابعاد الثلاثة في الوقت نفسه، البعد الامني والبعد السياسي والبعد الانساني، في البعد الامني المقترح الذي يتم عرضه كحل يجب ان يتم طرحه حول المجموعات الارهابية، فإذا لم يكن هناك مقترح نظرة شاملة الى هذه القضية من المحتمل ان يبدأ ولكن ربما لن يستمر، كذلك يجب ان تطرح العملية السياسية المتفق عليها من قبل الجانبين والبعد الانساني يجب ان يتم تسويته عبر مقترح ايضا.
وصرح "عندما لم يثمر الاتفاق، اصطدم ببعض العقبات، حيث فشل الاتفاق بعد الهجوم الامريكي على الجيش السوري في ديرالزور، فبعد وقف اطلاق النار والاتفاق تعرضت اماكن استقرار الجيش السوري في ديرالزور الى القصف لمدة ساعة وتم الاعلان ببساطة عن وقوعه بالخطأ وبعد ساعة من هذا الهجوم سيطر داعش على المواقع التي قصفتها امريكا، لايمكن تبرير صدفة الهجوم الامريكي على الجيش السوري، حيث قبول هكذا امر ليس له اي تحليل منطقي ازاء تحالف ينفذ عملياته في سورية منذ مدة ويمكن الاستنتاج ان هذه العمليات لم تكن بالصدفة".
واردف: في المباحثات التي اجريتها في دمشق وموسكو بحثت بشكل مفصل الابعاد المختلفة لتطورات سوريا مع نظرائي، ان هذا الاتفاق منذ الاعلان عنه كان بمثابة اختبار ، هناك توجه امريكي يقضي بالاستفادة من الارهاب لتحقيق اهدافه ويسعى الى التغيير السياسي في سوريا والتوجه الثاني في سوريا، التوجه الروسي الذي يؤمن بأن المشكلة الرئيسية في سوريا هي الارهاب، حيث ان تباين التوجهين كان محور مباحثات مجلس الامن واللقاءات الاخرى.
ونوه جابري انصاري الى ان القضية السورية ينبغي ان تحل عبر الطريق السياسي عاجلا ام آجلا وينبغي ان يتم استنادا الى حوار سوري – سوري وبعيدا عن الطرق العسكرية، والمهم ان يلتزموا بضرورات الحل السياسي ويجب الانتهاء من الاستفادة من الارهاب كآداة كما ينبغي ان يتخلل جدول اعمال اللاعبين مواجهة الارهاب.
واضاف: من الطبيعي عندما يتم طرح شروط مسبقة للحوار السوري ان تستمر الازمة، اذا كان اللاعبون الخارجيون يؤمنون بأن هذه الازمة هي كارثة انسانية ينبغي ان يلتزموا بنتائج هذه الفكرة وينبغي على الاعبيين الخارجيين ان يسهلوا اجراء حوار سوري-سوري.
وقال حسين جابري انصاري، نحن نؤمن بأن اي مجموعة سياسية تسعى الى تسوية سلمية للازمة السورية بإمكانها المشاركة في العملية السياسية وتسوية الازمة، وان كل مجموعة تنفي استخدامها للارهاب بشكل عملي وتظهر التزامها بالحوار يمكنها المشاركة في تسوية الازمة، وان المجموعات الارهابية التي تؤكد على استمرار التخريب والدمار في سوريا وتعارض اي حل سياسي في سوريا عزلت نفسها عن اي حل سياسي، حيث شاهدنا في سوريا تغيير الاسماء والاعلام والاشخاص والرغبات.
وشدد جابري انصاري على ان ايران قدمت حلولا طيلة الازمة السورية وكان لها لقاءات ومباحثات مع مجموعات مختلفة وممثلين عن الامم المتحدة، قائلا: بالتأكيد ان ايران لاعلاقة لها بالاتفاق الذي حصل مؤخرا بين روسيا وامريكا.
واضاف: نحن اعلنا اننا نرحب بوقف اطلاق النار في سوريا بالتأكيد ان يكون وقف اطلاق نار حقيقي، كان لايران طيلة الازمة السورية مباحثات مع مجوعات سورية معارضة، ان هذه المباحثات الاخيرة لم تكن مباحثاتنا فهي حدثت بين امريكا وروسيا، وكان يتم احيانا اطلاعنا خلال العام الاخير على مضمون تلك المباحثات، كما كانت المباحثات مع المعارضين السوريين جزءا من برنامج ايران لتسوية الازمة السورية./انتهى/
تعليقك