مع إقتراب الذكرى السنوية لـ"حرب تموز" تحدث "حسين جابري أنصاري" بتفصيل لوكالة مهر للأنباء عن الواقع العربي والإسلامي واشار الى الكثير من الحقائق التي قد تخفى على الكثير من المتابعين للشأن الدولي والإقليمي.
الحرب النفسية للكيان الصهيوني تهدف الى هزيمة معنويات العالم الاسلامي
ولفت جابري أنصاري الى أن الإستكبار العالمي يشن حربا نفسية شرسة يهدف من خلالها الى فرض معادلة جديدة تتلخص في أنه لا يمكن مواجهة قوة هذا الكيان وقدراتها العسكرية، مضيفا أن أهم خدمة استطاعت المقاومة الاسلامية أن تقدمها للعالم الإسلامي هو أنها قلبت هذه المعادلة واحبطت محاولات الاستكبار العالمي الرامية الى كسر معنويات الشعوب الاسلامية وتركيعها أمام الاستكبار العالمي واهدافه.
وأشار جابري أنصاري الى أن الكيان الصهويني والإستكبار العالمي بشكل عام قاما بخلق الأزمات التي نشاهدها اليوم في العالم العربي والاسلامي وذلك من أجل اشغال الأمة الإسلامية لتنسى قضيتها الأهم المتمثلة بالقضية الفلسطينية، معتقدا أن جانبا من هذه المساعي المشؤومة للإستكبار العالمي قد تحققت، حيث استغل العدو الجهل والفقر السائدين في بعض بلدان العالم الإسلامي وكذلك استفاد من دعم بعض حكام العالم الاسلامي الذين أخطأوا في تحديد الأولويات الإستراتيجية ومالوا نحو الكيان الصهيوني.
الحل السلمي للأزمة السوريا هو مقترح ايران منذ بداية الازمة
وحول الأزمة السورية والصراع الدولي القائم هناك قال جابري أنصاري أن الجمهورية الإسلامية كانت ومنذ بداية الأزمة تقترح الخيار السلمي كحل وحيد لما تعيشه سورية من صراع دموي مرير، مؤكدا ان الحل العسكري والأمني للأزمة لن يكون مثمرا في الحالة السورية وأنه ينتهي الى طريق مسدود.
وأوضح أن بعض اللاعبين في الأزمة السورية قد انتهجوا الطريق المعاكس لما تراه الجمهورية الإسلامية حيث عولوا على الحل العسكري وراهنوا على هذا الخيار كحل سريع وناجع للحرب في سوريا حسب تصورهم الخاطئ.
الكل أدرك أخيرا خسارة الرهان على الحل العسكري للازمة السورية
وأضاف جابري انصاري أن كل اللاعبين في الأزمة السورية باتوا اليوم يدركون فشل رهانهم وخسارة ضماناتهم، حيث استيقنوا ان الحل العسكري غير وارد ولا يمكن التعويل عليه.
وتابع" لكن هناك بعض اللاعبين في الأزمة السورية يحاولون الوصول الى أهدافهم من خلال الأدوات السياسية بعد أن عجزوا عن تحقيقها من خلال الطرق الأمنية والعسكرية".
وأشار مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري الى المحادثات التي أجراها مع المبعوث الاممي الخاص الى سوريا "دي ميستورا" وصرّح قائلا" لقد تناولنا مع السيد دي مستورا الكثير من القضايا التي تخص الشأن السوري وقدمنا مقترحاتنا له في هذا المجال وقلنا ان الحلول التي ترضي الشعب والحكومة الإيرانية وتحقق أهداف جميع الأطراف السورية ستكون مدعومة من قبل الجمهورية الإسلامية".
التدخل الروسي في الحرب السورية لم يمنع موسكو من بحث الحلول السلمية
وحول الموقف الروسي من الوضع في سوريا قال "جابري انصاري" "موقف الروس كان متأثرا بعدة جهات بما فيها الموقف الإيراني"، مضيفا: أن الوضع الإقليمي كذلك كان له دور في أن تتخذ موسكو هذا القرار المتمثل بالوقوف بجانب الحكومة الشرعية في سوريا، كما ان الحالة الليبية كانت سببا آخر في الموقف الروسي هذا.
وأضاف ان الروس ورغم قيامهم بالتدخل العسكري الا انهم لم يهملوا المساعي السياسية ولم يعولوا على الحل العسكري فقط، حيث قاموا باجراء عدة مفاضات من أطراف دولية واقليمية.
وقال جابري أنصاري" من الطبيعي أن تكون روسيا تتبع أهدافها في ما تقوم به من سياسات وقرارات، لكن الغريب في الأمر هو أن تكون هناك دويلات في المنطقة لا تُعرف الغاية التي تسعى لتحقيقها، حيث ان ما تقوم به من سياسات لن يكون لصالح شعوبها ولا لصالحها كأنظمة تعمل من اجل بقائها واستمرار وجودها".
المقاومة خلقت واقعا جديدا من النضال والصمود
وفي ما يخص دور المقاومة في مواجهة الإستكبار العالمي في المنطقة وآثار "حرب تموز" على الواقع الإقليمي قال حسين جابري أنصاري: ان "حرب تموز" لم تكن حربا عادية بل انها تجربة كبيرة اذا نظرنا الى آثارها المادية والروحية؛ حيث ان الكيان الصهيوني أراد لها أن تكون نهاية لمحور المقاومة وحزب الله، وقد عد كل قدراته لهذه الحرب لكن نتائجها جاءت عكس ما خطط لها العدو وفرضت واقعا جديدا غير ما يريد الاستكبار العالمي وأدواته.
وكشف الدبلوماسي الإيراني جابري أنصاري أن المقاومة الإسلامية استطاعت من خلال انتصاراتها في مواجهة الكيان الصهويني أن تضاعف قدرات محور المقاومة والممانعة وتخلق مرحلة جديدة من النضال والصمود بوجه الاستكبار العالمي ومؤامراته المستمرة.
انهزام معنويات العالم الاسلامي في مواجهة الكيان الصهيوني هو العامل في بقاء اسرائيل وليس قدراته العسكرية
وتابع" المؤسف في الامر هو الواقع الذي كان يعيشه العرب منذ عقود؛ حيث اليأس والقنوط يخيمان على البلدان العربية ولا يمكن لها ان تتصور مقاومة الكيان الصهيوني لاسيما بعد أن أبرمت جمهورية مصر العربية اتفاقية "كامب ديفيد" مع الكيان الصهيوني ولم يعد أمل موجودا في التصدي لغطرسة هذا الكيان الغاشم".
ونوه جابري انصاري" في مثل هذه الظروف جاءت الثورة الاسلامية في ايران لتعيد للمقاومة والعالم الاسلامي أمله في مواجهة الأعداء والتصدي لسياسات الكيان الصهيوني بعد ان كاد اليأس يقتل بصيص الأمل الموجود في نفوس بعض الأطراف والحركات التحررية".
وأشار الى أن العامل الرئيسي الذي جعل الكيان الصهيوني يستمر في البقاء ليس العامل العسكري وما لديه من قدرات قتالية، وانما العامل الأساسي هو عامل اليأس الذي اصيب به أعداء هذا الكيان الغاشم.
ولفت انصاري الى خطورة الحرب النفسية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد العالم الاسلامي حيث أنه يسعى الى ترويج فكرها تتلخص في أنه لا يمكن مواجهته بسبب ما يمتلكه من قدرات تفتقر اليها بلدان العالم الاسلامي.
السعودية أخطأت في فهم الواقع الجديد للمنطقة
وعلى صعيد آخر قال جابري أنصاري أن المملكة العربية السعودية لم تقرأ الواقع الجديد للمنطقة والشرق الأوسط بعين باصرة وثاقبة؛ حيث أنها حاولت أن توجه بعض أحداث المنطقة لصالحها لكنها ارتكبت أخطاء جسيمة في هذا المجال ما جعل الحال ينقلب عليها وتسير الأحداث ضد ما يريده صناع القرار في السعودية.
واعتبر الدبلوماسي الايراني أن السعودية قد نجحت في أمر واحد وهو قيامها بتحميل بعض دول المنطقة خسائر وتكاليف جراء الحروب والصراعات التي ساهمت في اشعالها بشكل او بآخر، مضيفا " الا ان هذه النجاحات - ان جاز التعبير- لم تأتي بشيء في صالح النظام السعودي وما يرومه من أهداف وغايات"./انتهى/
تعليقك