٠٥‏/١٠‏/٢٠١٦، ٣:١٠ م

الوهم العثماني؛ من حلب إلى الموصل

الوهم العثماني؛ من حلب إلى الموصل

ارتفعت اليوم حدة التوتر التركي العراقي باستدعاء وزارة الخارجية التركية للسفير العراقي في تركيا لإدانة البرلمان العراقي الذي رفض تمديد بقاء القوات التركية داخل العراق معتبرةً ما أصدره مجلس النواب العراقي ب "الاتهامات".

وكالة مهر للأنباء_ ديانا محمود: خرجت الخارجية التركية اليوم بفرمانها العثماني الثاني الموجه للعراق لهذا العام منوهةً إنه لا يحق لأحد الاعتراض على وجودها العسكري بالعراق، بعد إن احتج مجلس النواب العراقي يوم أمس الثلاثاء على قرار البرلمان التركي بتمديد تواجد القوات التركية في الأراضي العراقية عاماً أضافياً. 

وفي هذا السياق استدعت وزارة الخارجية التركية صباح اليوم سفير العراق في تركيا لتدين قرار البرلمان العراقي معتبرةً إن دولةً مقسمة مثل العراق لايحق لها أو لأحد آخر أن يعترض على تواجد قوات عسكرية أجنبية على أراضيه. 

وكان البرلمان التركي قد أصدر قبل عدة أيام قراراً جديداً يمدد مهمة للقوات التركية في كل من العراق وسوريا عاماً اضافياً فيما أشار بعض المسؤولين الاتراك إلى احتمال تحرك القوات التركية المنتشرة قرب الموصل في معركة لاستعادة السيطرة على المدينة خلال الاسابيع المقبلة. 

وجاء رد بغداد أمس من البرلمان العراقي الذي عقد جلسته يوم الثلاثاء رافضاً تواجد القوات التركية أو اي قوات أخرى على الاراضي العراقية واصفاً القوات التركية بالمحتلة والمعادية ومطالباً الحكومة باستدعاء السفير التركي للاحتجاج على هذا التمديد والتلويح بإعادة النظر في العلاقات التجارية والسياسية مع تركيا كما واكد على ضرورة اخراج هذه القوات من الأراضي العراقية إذا لم تستجب الحكومة التركية. 

ويبدو أن تركيا التي لوحت على لسان رئيس وزراءها بن علي يلدريم سابقاً بنشوب حرب طائفية خلال الهجوم على الموصل تعيد اليوم عزفها على نفس الوتر لتقول إن ما أصدره البرلمان العراقي لا يعكس آراء شريحة كبيرة من الشعب العراقي! 

مالبثت الحكومة العراقية ان استدعت اليوم السفير التركي في بغداد، حيث حذر حيدر العبادي أنقرة من المجازفة وإشعال حرب اقليمية بإبقاء قواتها على الأراضي العراقية. 

وكانت قد أعلنت الحكومة العراقية رفضها لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن مشاركة القوات التركية في معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، حيث اعتبرت الخارجية العراقية  هذه التصريحات تدخلاً سافراً في الشأن العراقي.

كما إن الحكومة العراقية أدانت التدخل التركي منذ عدة أشهر مطالبة القوات التركية بالانسحاب من الاراضي العراقية، إلا ان الحكومة العراقية لم تظهر أي رد بعيداً عن البروتوكلات الدبلوماسية، كما ولحقتها جامعة الدول العربية بإدانة التوغل التركي في الاراضي العراقية، حيث صرح الأمين العام لهذه الجامعة نبيل العربي أواخر العام الماضي بأن جامعة الدول العربية تدعم بشكل كامل الحكومة العراقية في مطالبها بانسحاب تركيا من أراضيها. 

الجدير بالذكر إن الفرمان العثماني الذي صدر اليوم وينتهك سيادة العراق سبقه  مطلع السنة فرمان آخر على لسان المتحدث بإسم الرئاسة التركية إبراهيم كال ينص على إن "التواجد العسكري للقوات التركية في العراق لا يعد تدخلا عسكريا". 

ولا يخفى على أحد ان تركيا تستغل الفوضى الاقليمية والتوتر في العراق وسوريا لتحقيق مكاسبها الخاصة في التوسع على حساب الجوار راغبةً في استعادة حلمها العثماني في ولايتي "حلب" و"الموصل"، فيما يسود العالم العربي تخبط في المواقف السياسية وضعف القرار في دول تفشى فيها الإرهاب واجتمعت حولها المطامع وتخشى عليها فتنة طائفية تضيع بما بقى للشعوب العربية. /انتهى/

رمز الخبر 1865883

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha