رأى الكاتب والناشط السياسي الأردني هشام الهبيشان في مقال كتبه لوكالة مهر للأنباء إن الموقف الراهن في مدينة حلب يعكس بوضوح مستقبل المدينة مشيراً إلى جميع القوى المنخرطة بالحرب على سورية بدأت الآن تدرك إن معركة الجيش السوري ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث مقبل حول تسويات بمسارات الحرب على الدولة السورية، متوقعاً تغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة بين جميع الأطراف فالمعركة لن تتوقف عند حدود احياء حلب الشرقية بل ستمتد إلى الريف الشرقي والجنوبي والشمالي وستكون لها تداعيات كبيرة على عموم ملفات الميدان العسكري السوري.
واعتبر الهبيشان إن توقيت معركة حلب ونتائجها المستقبلية ستكون عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب، منوهاً إلى إن لا خيار آخر أمام الدولة السورية وحلفائها إلا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير الأرض السورية من رجس الإرهاب ومتزعّميه وداعميه ومموّليه، وأن تقرّر مصيرها بنفسها بعيداً من تقاطع مصالح المشروع الأميركي- الإسرائيلي وأدواته من الأنظمة الرجعية العربية والمتأسلمة في الإقليم، وجزء من هذا الحسم هو حسم معركة محافظة حلب التي بدأت منذ مطلع شهر تشرين أول الماضي “2015”، فالمحافظة تحتلّ أهمية استراتيجية باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتدّ على طول السلسلة الحدودية بين سورية وتركيا.
وأوضح الناشط الاردني إن حجم الأهمية الاستراتيجية لمحافظة حلب عسكرياً والمتموضعة بموقعها الاستراتيجي بشمال سورية تأتي باعتبارها مفتاحاً لسلسلة مناطق تمتد على طول الجغرافيا السورية، فهي نقطة وصل بين مناطق شمال وشمال غرب وشمال شرق وشرق ووسط سورية ، امتداداً على طول شريط المناطق الحدودية التركية، منوهاً إلى إنها أكبر معاقل المجموعات المسلحة الإرهابية العابرة للقارات ،وخصوصآ ريفها الشمالي والشمالي الشرقي والغربي والذي تتمركز فيه بشكل واسع مجموعات “داعش والنصرة “.
ونوه الباحث الاردني إلى إن معركة محافظة حلب بشكل خاص والشمال السوري بشكل عام تعني الاطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية، موضحاً إن الاتراك والسعوديين والفرنسيين ،والقطريين الذي هددوا باستمرار دعمهم للمجموعات المسلحة الإرهابية بالسلاح قد تكررت هزائمها مؤخرآ بمناطق سورية عدة، وتحرير مدينة حلب وريفها الشمالي سيعني سقوطهم وسقوط كل منيليهم كأحجار الدومينو، وبالتالي خسارة جديدة وكبيرة للنظام السعودي والتركي والقطري والفرنسي .
وأشار الهبيشان إلى التوقعات باتمام معركة احياء حلب الشرقية وأن تنتقل عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه إلى تصعيد وتيرة المعركة بعموم ريفا حلب الشمالي والجنوبي والشرقي ، وهذا ما لا يريده لا الأمريكان ولا النظام التركي ولا النظام السعودي ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب والدعم المستمر من هذه الأنظمة للمجموعات المسلحة لوقف تقدم الجيش العربي السوري وحلفائه على الارض .
وأشار الكاتب الاردني إلى إن موقف واشنطن قبيل عهد ترامب من معركة حلب ،يمكن أن يقرأ من خلال الصحافة ووسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأميركية التي بدأت تتحدث عن فشل الرؤية والاستراتيجية الأميركية لادارة اوباما بخصوص موقفها من الحرب على سورية، و بعد فشل أميركا وحلفاؤها عن تحقيق أي إنجاز فعلي على الأرض بسورية، وتؤكد مراكز الأبحاث هذه أن صمود سورية يهيئ الأرضية لانتصارها مستقبلاً مدعومة بحلفائها.
ونوه الهبيشان إن تحرير محافظة حلب ليس بالمهمة السهلة بل يحتاج لوقت وعمل طويل نوعآ ما ،وهذا ما تدركة القيادة العسكرية للجيش السوري وحلفائها ، مضيفاً إن هذا التحرير ومهما طالت مسارات عمله من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية ،وتحريرالمحافظة سيكون له تداعيات كبرى على الأرض، ومن المتوقع أن يشكل وفق نتائجه المنتظرة انعطافة كبيرة إتجاه وضع حد للحرب على سورية. /انتهى/.
تعليقك