صرح الكاتب والصحفي المتحدث باسم الحزب الوطني التركي دنيز بستاني لوكالة مهر للأنباء "ان الحكومة التركية اتبعت منذ البداية سياسة خاطئة تجاه الأحداث في سوريا وقد ثبت ذلك ولكن عقب الانقلاب الأمريكي المزعوم في 15 تموز تغير هذا الموقف قليلا حيث بدأت تركيا مرحلة ابتعاد عن أمريكا وحلفائها وبعد هذه المرحلة بدأت تركيا تتخذ خطوات أكثر صحة تجاه سوريا حیث زار فريق مقرب من حزب العدالة والتنمية سوريا وکانت تهدف الزيارة الى إعادة العلاقات مع سوريا وسادت هذه الزيارة اجواء ايجابية حيث طرحت مسألة التعاون مابين الدولتين شرط ان تكف تركيا عن دعم الارهاب في سوريا. وتلت هذه المرحلة مرحلة محادثات آستانا ويمكن وصفها بالإيجابية، وتقتصر السلبية على دعم تركيا للفريق الخطأ الذي تراه حليفا لها".
واضاف بستاني "ان الجماعات المعارضة ليس لديها هدف سياسي واضح، ولا قيادة محددة. وهذا هو العامل الأسوأ في موقف تركيا".
واكد ان على تركيا ان تغير مواقفها تجاه القضية السورية وتقيم علاقات مع الحكومة السورية من خلال اجتماعات آستانه مضيفاً "ان تركيا صادقة بنية ايجاد حل في سوريا واحد المؤشرات ذلك هو زج جيشها في شمال سوريا لمحاربة الارهاب وداعش".
واشار بستاني الى جانب آخر من الاخطاء التي ارتكبتها الحكومة التركية في سياساتها تجاه سوريا حيث سمحت بتسلل الكثير من الارهابيين الى تركيا من خلال فتح ابوابها امام النازحين دون سيطرة على ذلك واكمل حديثه قائلا "ان الحكومة التركية كانت تمنح مجموعات معينة من اللاجئين بيوتا ورواتب. هذه المجموعات هي الجيش الحر. الجيش الحر هو تنظيم خارج عن الدين والشرعية. لأن القوة المشروعة الوحيدة الموجودة في سوريا هي الجيش السوري. وكل الجماعات المسلحة سواه هي جماعات إرهابية. كما يعد في تركيا حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية لأنه جماعة مسلحة خارج القوات المسلحة التركية، كذلك الأمر في سوريا".
واضاف بستاني "ان الشعب متضايق جدا بخصوص اللاجئين، والحكومة التركية لا تستطيع حل هذه المعضلة فوجدت طريقة استثمارهم، حيث اعطت أوروبا وعودا كثيرة لتركيا بخصوص اللاجئين بينما لم يف الجانب الاوروبي بوعودها لتركيا.
واوضح: وعدت اوروبا أنها ستقدم دعما ماديا، وإذا اضطر الأمر ستتعاون البلدان في حل قضية اللاجئينبعدما هددت تركيا بفتح أبوابها للاجئين مباشرة على أوروبا. وهكذا هددت الجارة الاوروبية الاولى بلغاريا بإطلاق اللاجئين تجاهها. وراحت تركيا تقوم بمساومات بهذه الطريقة معتبرا ان هذا شيء مؤلم جدا ان "نبتز بقضية اللاجئين ونستغلهم".
وفي سياق طرح اقامة المناطق الآمنة من قبل ترامب صرح المتحدث بأسم حزب الشعب التركي لوكالة مهر للأنباء :"موضوع المناطق الآمنة طرح قبل سنتين وهذا المرة الثانية التي طرحها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، والسبب هو إقناع تركيا بتقسيم سوريا وسياسة المناطق الآمنة الأمريكية تهدف إلى ذلك. الحكومة التركية تعارض تقسيم سوريا بشكل قطعي والشعب التركي أيضا كذلك، لأن تقسيم سوريا يمهد الطريق لتقسيم تركيا وثم ايران وكل المنطقة في المستقبل. وهذا ما ستقع المنطقة بكاملها في يد الأعداء.
واشار بستاني الى مخططات الاعداء لتقسيم المنطقة، بما فيها العراق، مشيرا الى انه لم تقسم العراق ولكن تم تشكيل منطقة البارزاني ومع الأسف اقتنعت تركيا بذلك متابع حديثه ان الحكومة التركية ارتكبت سلسلة أخطاء، وهذا كان أحد الأخطاء المرتكبة".
ودعا السياسي التركي إيران وتركيا وسوریا يجب الى منع اقامة المناطق الآمنة لأن تنفيذ مثل هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة وتؤثر سلبا على آمن ايران وتركيا./انتهى/
اجرى الحوار : مريم معمارزاده
تعليقك