تستضيف طهران خلال يومي الثلاثاء والاربعاء (21 و22 شباط فبراير) مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية. في هذا السياق صرح الكاتب والمفكر والأكاديمي الفلسطيني عبد الستار قاسم لـ وكالة مهر للأنباء ان على الفلسطينيين جميعا والمهتمين بالقضية الفلسطينية ان يشكروا طهران على استضافتها للمؤتمر السادس لدعم القضية الفلسطينية، سيما في زمن يشهد تراجع هذه القضية بشكل خطير على ساحتين العربية والدولية.
واضاف عبد الستار قاسم "ان اقل ما يمكن ان تحصده القضية الفلسطينية من هذا المؤتمر هو تذكير العالم بأن هناك قضية فلسطينية وهناك شعب فلسطيني مشرد وهناك دولة معتدية اسمها اسرائيل تواصل مصادرة الاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات. اضافة الى ذلك، هذا المؤتمر يحفز على عملية التعاون مابين الدول التي تأيد الحقوق والقضايا الفلسطينية. وبالتالي هذا المؤتمر يساهم في احياء القضية الفلسطينية واعادتها الى موقعها الصحيح في ساحتين العربية والدولية وتشكيل نوع من الضغط الاعلامي على العديد من حكام العرب وعلى الفصائل الفلسطينية وعلى السلطة الفلسطينية".
ولفت عبد الستار قاسم الى ان هذا المؤتمر بحد ذاته سيضغط على الفصائل الفلسطينية (المقاومة وغير المقاومة) من اجل تحمل مسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية لأن الفصال الفلسطينية بدورها اساءت الى القضية الفلسطينية واساءت الى وحدة الشعب الفلسطيني مضيفاً: " الفصائل الفلسطينية وعدتنا بعد مؤتمر بيروت ان المصالحة الوطنية ستتحقق وسيكون هناك حكومة وحدة وطنية ولكن لم يتحقق شيء من هذا الكلام وفي طهران ستوضع هذه الفصائل امام مسؤوليتها امام العالم وانا بشخصي نصحت الايرانيين الايقدموا اي مساعدة مالية لأي فصيل الّا ان كان لهذا الفصيل مواجهة ميدانية مع العدوا الأسرائيلي.
في سياق عدم حضور الوفد من حركة حماس في هذا المؤتمر بسبب اغلاق معبر رفح في وجه الفلسطينيين في غزة وعدم السماح لهم بالعبور قال عبدالستار قاسم في حديثه مع وكالة مهر للانباء : "اكثر الناس مساندة مع اسرائيل ضد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني هم العرب ، ليس الكل ولكن بعض الدول العربية وفي رأسها السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية. ومن العار والشنار بحق المصريين ان تبقي معبر رفح مغلقاً في وجه الفلسطينيين برغم من حاجتهم الانسانية وليس العسكرية لفتح هذا المعبر.
واعتبر : ليس غريبا انه لم يسمح لوفد حماس للعبور من هذا المعبر وعدم المشاركة في مؤتمر العالمي لدعم القضية الفلسطينية خاصة "اننا نشهد المزيد من التحالف بين اسرائيل والدول العربية هذه الايام ولكن نحن نعلم ان هذا الحلف كان موجودا منذ البداية ومنذ عشرين سنة ولكن الاحداث هي من تجعله هذه الايام ملفت اكثر".
وحول القرارات التي سيخرج بها هذا المؤتمر الذي شارك فيه البرلمانيون واعضاء مجالس الشعب من مختلف دول العالم، وتاثير هذه القرارات على سياسات الحكومات سيما الحكومات العربية، قال الاكاديمي الفلسطيني عبد الستار قاسم لـ وكالة مهر للانباء : "برايي سوف لن نرى هناك تاثيرا لدى غالبية الحكومات العربية لانهم لا يهتمون بمجالس النواب ولايحترمون مجالس التشريع وعلى رأسهم محمود عباس الذي يرفض اجتماع المجلس التشريعي. ولكن ايضا هناك بعض الدول التي تلتزم بقرارات مجلس شعبها وعلى رأس هذه الدول ايران ولبنان والعراق و من بين ثمانين دولة التي تشارك في هذا المؤتمر لو الزمت عشرة دول بالقرارات التي ستصدر، فانا اعتبر ذلك جيدا ومقبولا ".
واضاف: "ان التدهور العربي تجاه فلسطين كان موجودا منذ البداية ولكن خروجه بهذا الشكل العلني الذي نراه هذه الايام والحديث عن تحالف وائتلاف وعمل المشترك مابين دول عربية واسرائيل بشكل علني وامام وسائل الاعلان الذي نراه في الآونة الاخيرة هو بسبب الموقف الفلسطيني وتهاونهم بقضيتهم وحقوقهم واعترافهم بإسرائيل والتنسيق معها امنياً".
وفي اشارة الى ما نشرته صحيفة هآرتس الاسرائيلية حول القمة الرباعية السرية التي عقدت قبل حوالي سنة بين جون كيري ونتانياهو وعبدالفتاح السيسي وملك الأردن قبل حوالي سنة في مدينة العقبة في الاردن وسيما حول سرية هذه القمة قبل سنة وعلانيتها الآن وفي هذا التوقيت، قال عبد الستار قاسم" كما نلاحظ ان الحكام العرب لديهم بعض التحفظات وشىء من الخجل في الإفصاح علنا عن علاقاتهم مع اسرائيل ولقائاتهم معها والاتفاقات التي تجري بينهم. حكام العرب لاثقة بهم ودائماً يفعلون المخازي في السر والبركة في اسرائيل لأنها دائما تقوم بالإفصاح عن هذه الاجتماعات والاتفاقيات بينها وبين العرب وتفضح هؤلاء"./انتهى/
واضاف ان الاستخبارات الاسرائيية دائما تبحث عن الوقت المناسب لتسريب هذه المعلومات وانهم اختارو هذا التوقيت بذات للإفصاح عن هذا الامر لأنهم يرودون تعميق الاحباطات في الساحة العربية والاقليمية وتعميق الخلافات مابين الحكومات العربية وايران.
وشدد عبدالستار قاسم على ان هناك العديد من اللقاءات والاتفاقات مابين حكام الدول عربية كالإمارات و السعودية ومصر والأردن مع اسرائيل.
ونوه قاسم عن سبب الخلاف العميق مابين بعض الدول العربية وايران او بالارجح خوف هذه الدول من ايران وترجيح اسرائيل عليها قائلاً "العرب يكرهون الاقوياء ان كانوا من بينهم ولا مانع لهم ان داس الامركيون مئة عام على رقابهم، اما ان اصبحت جهة اقليمية من بينهم اقوى من غيرها سيحاربون هذه الجهة او الدولة حتى الموت. ايران لم تعتد على اي دولة عربية والعرب هم الذين اعتدوا على ايران حيث شنوا الحرب عليها سنة 1982 والتي استمرت ثمانية سنوات".
وفي ختام حديثه مع وكالة مهر للانباء قال عبدالستار: "العرب لايبحثون عن القدرة والقوة في انفسهم بل انهم يريدون ان يصبحوا ذيلاً في مؤخرة امريكا"./انتهى/
أجرت الحوار: مريم معمارزاده
تعليقك