وأفادت وكالة مهر للأنباء أن المحلل والخبير السياسي فادي بودية رئيس تحرير مجلة مرايا الدولية أنه ومنذ تسلّم ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية وإطلاقه بعض مواقفه الطنّانة والرنّانة بدا العالم متهيّباً لمرحلة جديدة وانعطافة كبرى في الاوراق السياسية الدولية والاقليمية ، فاختلط " الحابل بالنابل " فالبعض إعتبره " المخلّص " للعالم من جحيم الارهاب لاسيما أن تصريحاته الانتخابية التي فضح فيها تورّط إدارة " أوباما " بدعم داعش وأخواتها ، ووعوده ببناء علاقات جيدة مع روسيا ... أما البعض الآخر نظر إليه على أنه " دمية سهلة " بيد الصهيونية العالمية و " أخرق " يمكن أن يتهوّر في أي لحظة إستجابة لصفقة مالية هنا أو هناك ...
وأكد بوديه أن العدوان الأمريكي لم يأتِ وليدة لحظة بل سبقه سلسلة من التحضيرات والحلقات المترابطة من أبرزها :
أولا: إستدعاء ولي ولي العهد السعودي وإبرام صفقة " الحماية مقابل المال السعودي" ، فالحماية تشمل إعادة الوضع السوري إلى الارباك والتخبّط ورفع معنويات الجماعات المسلحة .
ثانيا : إعادة تركيا أردوغان إلى الحضن الاميركي بعدما إرتفع منسوب الغزل بين أنقرة وموسكو ، ولعل المهاجمة الاردوغانية الاخيرة لروسيا حسب ما ورد في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" دليل واضح على إنعطافة الموقف التركي لتحقيق مكاسب بوجه الاكراد من جهة وعودة رفع شعار إسقاط الرئيس الاسد من جهة أخرى .
ثالثا: الموقف الذي أطلقه " ترامب " الداعي إلى التخلي عن طرح رحيل الرئيس الاسد ، والذي أثار حفيظة الكيان الصهيوني والسعودية وفرنسا وبريطانيا وتركيا ، ولعل مواقف هذه الدول التي أعربت عن سعادتها بهذا العدوان دليل صارخ عن حاجتها الى مثل هذا العدوان لاعادة شدّ العصب الارهابي .
رابعا: الانتصارات الميدانية للجيش السوري وحلفائه في جميع الجبهات إبتداء من الغوطة الشرقية وجبهة درعا بمنطقة المنشية والقنيطرة ، وتحقيق تقدم كبير وكاسح في أرياف حلب ، ما جعل الميدان السوري يميل بشكل قوي لمصلحة النظام ، وبالتالي يعدّ ذلك تفوّقاً كبيراً لروسيا وايران وحزب الله وسورية من جهة ، وتهديداً مخيفاً للكيان الصهيوني وحلفائه الخليجيين من جهة أخرى .
خامسا: مسرحية " الكيمائي في خان شيخون بالرغم من كل الادلة التي قدمتها روسيا وسورية في مجلس الامن وعدم التوصّل لقرار أممي واضح حيال هذه الجريمة التي أرتكبتها الجماعات المسلحة إلا أنها شكّلت ذريعة لهذا العدوان الاميركي الذي هدّد به أوباما سابقاً دون أن يقدم عليه لإدراكه المخاطر الكبرى .
وحول تداعيات العدوان الاميركي على سورية قال رئيس تحرير مجلة مرايا الدولية أن "الامر لا يحتاج إلى الكثير من التحليل والتدقيق يكفي التصريحات الصهيونية والسعودية والربطانية والفرنسية والتركية الممتلئة ببنشوة الفرح والسعادة لمعرفة حاجتهم الميدانية والسياسية لمثل هذا العدوان لإعادة أوراقهم الى طاولة مفاوضات حاملين في جعبتهم " القوة العسكرية الاميركية الاحادية " التي تحاول إسترجاع هيبتها بعد أن فقدتها في فيتنام والعراق وأفغانستان ومساندتها لعدوان إسرائيل على حزب الله وإلخ ..."
وأضاف "ومن جانب آخر فإنّ موقف روسيا بتعليق العمل بمذكرة التفاهم مع واشنطن بات يتيح لها ضرب وصدّ إي عدوان أميركي أو غير أميركي جديد على سورية ، وكذلك فإنّ طهران لن تترك الارض السورية مباحة للهجمات التركية الغازية لاسيما أن الاوراق باتت تلعب فوق الطاولة " معارضة ترامب للإتفاق النووي وإعتبار إيران مصدراً للإرهاب " أعاد العلاقات إلى " القطيعة " المستحيلة ... ولعلنا بتنا أمام " ثورة إيرانية سورية وروسية " بوجه الشاه الاميركي الجديد" ./انتهى/
المصدر: مجلة مرايا الدولية
تعليقك