وأفادت وكالة مهر للأنباء أن رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ألقى الیوم الاحد كلمة في اجتماع قمة منظمة التعاون الاسلامي المنعقد في العاصمة الكازاخیة آستانه وقد اكد فیها على ان وحدة الكلمة، والتعاضد و التعاون بيننا بصفتنا أعضاء العالم الإسلامي العظیم للدخول في عالم التنمية ليست الا جهداً مشتركا لاقامة عالمٍ بعيد عن الجهل و الفقر والحرب والعنف.
وقال الرئيس الايراني ان التعاون في مجال العلوم و التقنية له أثرٌ مساعد في تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة و يعتبر دوره حاسما لنموّ البلدان الإسلامية وتضامنها كما أنّ له علاقة بالشباب والجامعات و يقضي علي التوجه نحو التطرّف والإرهاب بخلق اجواء الامل و البناء و العمل فهو يحظي بأهمية سياسية و اجتماعية واستراتيجية .
واضاف ان تبادل الأفكار بين رؤساء البلدان الإسلامية في هذا الموضوع وفي الوقت الراهن يحظي بأهمية خاصة لسببين: الأول بسبب التطور العظيم الذي حصل في عصر التواصل و الاتصالات حيث وفر امكانية تناول المعطيات العلمية والتعان التقني دون حدود. إلي جانب ظهور علماء ومبدعين من البلدان الآسيوية والأفريقية الذين خصصوا حصة لانفسهم في نموّهم المتزايد في تسجيل الاختراعات و البحوث العلمية. السبب الثاني أن إرشاد وإدارة «الثورة الصناعية الرابعة» - التي تمثل ثورة في التقنية والتغييرات الأساسية بين الإنسان والذكاء الاصطناعي وعلاقات الإنسان في البني الاجتماعية الجديدة – تحتاج إلي ثقافة متمكنة من جذب المقومات المتغيرة للتقنية و بيئتها وأن تكون كالحضارة الإسلامية التي استفادت من العلوم و التقنية في الحضارات الإنسانية الأخري و اوجدت التعاون و التقارب بين مختلف الشرائح البشرية .
وذكر الرئيس روحاني ان الإسلام في أوانه السابق، كان يعيش عصر الإزدهار العلمي والثقافي والحضاري،فلا يمكن اليوم يمضي نحو الإبداع والإبتكار والنمو إلى جانب العقلانية والأخلاق و يوجد عالماً خالٍ من العنف والتطرف.
ولفت الى انه اليوم الأمة الإسلامية و لمرة أخرى تواجه مرحلة جديدة من قفزات الحضارة الإنسانية وعلى عتبة تطورات عظيمة للاقتصاد المعرفي وهي أمام خيار تاريخي. الخيار بين «الاتجاه الفاعل والأصيل الداعي للمشاركة» والذي يقوم بالتعامل البناء والاستزادة من تجارب الآخرين وانجازاتهم مع احتفاظه بمقوماته الثقافية الأصيلة، أو «الاتجاه المنفعل» الذي يؤدي إلى الإنعزال في حالة التزمت والتطرف، و إلى الانبهار في حالة التساهل والتفريط.
وتابع بالقول : ينبغي أن يحلَّ محلَّ خشية التنمية المتزايدة للعلم والتقنية والهروب منها، زيادة قوة الخيار وتكييف المجتمعات الإسلامية. من ضروريات تنمية العلوم والفنون الحديثة الهامة لنا هي تمهيد الظروف الآمنة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية لجذب هذه العلوم واستيعابها وأن لا نكتفي بالعلوم والتقنيات، بل علينا البحث عن الاستراتيجيات وطرق الوصول إليها.
وشدد روحاني على ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السنين العشرة الأخيرة شهدت انجازات هامة في مجال العلم والتقنية والإبداع. وفي السنوات الخمس الأخيرة ارتقي مركز ايران في إنتاج المقالات العلمية من المركز الـ 34 (الرابع والثلاثين)الى المركز الـ 16 (السادس عشر). و تمكن البلاد من زيادة عدد قبول الطلبة المتحمسين للدراسات العليا في 1100 جامعة إيرانية حيث ارتقى عدد الدارسين من مليونين و 400 الف خريج، إلى 4 ملايين و 800 ألف خريج جامعي. وقد درجت إيران ضمن 5 بلدان ذات الأكثر خريجين في مجال الهندسة.
واردف بالقول : ازدادت مشاركه إيران بشكل لافت في تطوير التقنيات الجديد كالنانو و التقنية الحيوية والعلوم المعرفية والطاقات المتجددة، والطيران والفضاء ، و الإلكترونيات الدقيقة، والخلايا الجذعية. سياسة الحكومة الناشطة في دعم المؤسسات المعرفية أدت إلى تكوين ونمو آلاف شريكة في مجال التقنيات الحديثة و قفزت بثمن تصدير التقنية المتوسطة والفائقة في إيران من 1.5 مليار دولار، إلى 12.1 والذي كان له دوراً هاماً في ايجاب الميزان التجاري في البلاد. سياستنا هي أن نتحول من الاقتصاد القائم على المصادر الطبيعية نحو الاقتصاد القائم على الإنتاجية والابتكار بالرغم من حيازتنا لاعظم مصادر النفط والغاز في البلاد.
وأكد روحاني إن دخول البلدان الإسلامية بقوة في مجال المنافسة ومشاركتها في ميدان المعارف والتقنيات الحديثة وأداء الدور البناء في تكوين مستقبل علاقات الثروة والقدرة في المجتمع الدولي، يحتاج إلى وضع السياسات اللازمة و ترتيب الأولويات على المستوي القومي والدولي. إن الأولويات الإثناعشر التي ادرجت في وثيقة برنامج 2026 لهذه القمة، تبرز نقاط هامة. في هذا السياق إن لـ«المؤثر الإنساني و رأس المال الاجتماعي» دورٌ محوري لان الشعوب تمثل أهم رأس مال و رصيد لنا في هذا المجال. لابد أن ترى الشعوب إن تمويلنا في المعرفة والتقنية قد أثمر و أدى إلى استئصال الفقر وتحسين صحتها وزيادة رفاهياتها.
واضاف ان الازمات العديدة باتت تشكل تحديا للعالم الاسلامي برمته. فالجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين وما يرتكبه المتطرفون في ميانمار بحق الروهينغا والكوارث الانسانية التي تقترفها الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق واستمرار الهجمات العسكرية علي الشعب اليمني ، كلها تتطلب منا المزيد من التعاون والتضامن والاتحاد اكثر من اي وقت مضي.
وأعلن الرئيس الإيراني عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتعاون الشامل مع جميع البلدان والشعوب الإسلامية على جميع الأصعدة في مجال العلوم والتقنية مؤكدا "لنكن على يقين أن كل خطوة نحو التضامن والتآلف لاشك ستكون مرفقة بعون الله سبحانه وتعالي الذي بشرنا «إن تنصروا الله ينصركم و يثبت اقدامكم"./انتهى/
تعليقك