وكالة مهر للأنباء: تابع المحللون السياسيون العرب مسلسل مكافحة الفساد في السعودية باهتمام كبير حيث وجهت الكثير من الانتقادات لمدعي محاربة الفساد محمد بن سلمان، كتب الخبير في الشؤون العربية رعد هادي جبارة، مقالاً في هذا الموضوع جاء فيه:
في الوقت الذي نشر مغردون سعوديون وعرب صوراً لفقراء سعوديين يجمعون بقايا طعام ولائم الأمراء ليسدوا جوعهم وبينما تستولي الحكومة السعودية على جزء من مرتبات العمال البسطاء وصغار الموظفين لسد العجز في الميزانية فوجيء الجميع بقيام الأمير محمد بن سلمان بشراء لوحة (المخلص) او (المنقذ) لدافنشي بمبلغ كبير وقدره 450 مليون أي حوالي مليار و500 مليون ريال سعودي!
المشتري ينوي "فعل الخير!" أي يرغب في عرضها في متحف اللوفر الذي قررت أبو ظبي فتح فرع منه لديها لكي يزوره الناس ويشاهدوا معروضاته!
هذا في الوقت الذي ترددت أنباء أخرى مفادها أن نفس الشخص (فاعل الخير!) اشترى يختا بحريا ترفيها باذخا من فئة 7 نجوم بمبلغ كبير وقدره 550 مليون دولار لكي يتجول به ويغير جو!! ويرفه عن نفسه!
والعجيب بل المؤلم حقا أن اللوحة واليخت تم شراؤهما من الروس بأسعار غير معقولة واضعاف الثمن المناسب لهما. فاللوحة ذاتها عرضت على قطر بسعر80 مليون دولار فقط فلم تشترها وبعدذلك امتلكها ملياردي رروسي بمبلغ 129 مليون دولار فما لبث أن اشتراها بن سلمان باربعة اضعاف سعرها! اما اليخت المذكور فيعود لملياردير الفودكا الروسي شيفلر وحقق فيه ربحا ب200مليون دولار!
المراقبون السياسيون يؤكدون ان هذا البذخ والبطر الذي يمارسه بن سلمان يأتي في وقت تضاعفت فيه ديون السعودية وتفاقم التضخم وازداد العجز وتوالت الاستقطاعات من العمال الفقراء والموظفين السعوديين الصغار كنتيجة للحرب الطاحنة على اليمن ودعم الإرهابيين في سوريا وتداعيات التدخلات السعودية في البلدان الأخرى وبعد الحصار الشامل الذي يفرضه ال سعود على جارتهم الصامدة دولة قطر التي عشت فيها 10 سنوات ورأيت المنتوجات السعودية تملأ أسواقها آنذاك.
طبعا نفقات الحرب الظالمة على الشعب اليمني والحصار التجويعي للشعب القطري وواردات الأسلحة الهجومية الباهضة الثمن من الحليف الأمريكي أدت إلى ابتلاع الايرادات النفطية وانخفاض الإنفاق الرأسمالي هذاالشهر بنسبة 71 بالمئة وازياد التضخم بشكل كبير في السعودية.
والمثير في الأمر هو الحملة المزعومة على الفساد ومكافحة الفاسدين واعتقال الامراء والوزراء ومصادرة أموالهم وتجميد حساباتهم المصرفية بتهمة نهب المال العام!
فمن الذي سيحاسب بن سلمان على مبلغ المليار دولار الذي صرفه لشراء لوحةو يخت؟!
وهل يجرؤ أحد على أن ينبس ببنت شفة ويحاسب ولي العهد على مشتريات سخيفة بينما يعاني قسم كبير من شعبه ومن العرب والمسلمين من المجاعة وشظف العيش وشحةالدواء والغذاء؟وما جدوى هذه اللوحةواليخت في الظرف العصيب الحالي؟
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ* (الأنفال – ٣٦)
/انتهى/.
تعليقك