وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: يسعی الكيان المحتل عبر تنفيذ مشروع مشترك مع الامارات والسعودية لتعزيز عملية التطبيع السياسي والإقتصادي مع الدول المطلة على الخليج الفارسي الا انه يغفل امرا هاما وهو الاوضاع الإقتصادية المضطربة التي تعيشها الإمارات والسعودية في هذه الفترة والتي من شأنها أن تعرقل تنفيذ المشروع.
وأكد المحلل خالد الجيوسي في حديث لوكالة مهر للأنباء علی أن إسرائيل معنية بتطوير علاقتها بدول ذات ثقل اقتصادي مثل السعوديّة والإمارات، وهي تُعوّل كثيراً على مشروع سكة حديد يربطها مع تلك الدول المذكورة، وتحديداً في مسألة تبادل البضائع وربّما لاحقاً سفر مواطني الدول المطلة علی الخليج الفارسي إليها، والذين لا يربطهم سلام معها، واستفادة إسرائيل من التبادل التجاري أكبر منه في كل من السعودية والإمارات.
وفي شأن التداعيات السلبية التي يخلفها مشروع سكة حديد أكد علی أن إسرائيل تُغفل أمراً في غاية الأهمية، وهي أنها لا تضع في حسبانها، دخول السعودية والإمارات في مرحلة فرض الضرائب والتقشف القسري، وأيام تلك الدول ليست كما في الماضي، وهي في تلك الحالة تُراهن على دول ربّما لن تعود نفطيّة بحتة، ومسألة الرهان التجاري في تبادل البضائع ذات التصنيع الإسرائيلي، وخاصّةً إذا كانت علنيّة، ولم يتم تغطية ما كُتب عليها باللغة العبريّة، سيكون له آثاره السلبيّة.
وأضاف بأن وزير المُواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حينما يتحدّث لصحيفة سعوديّة (إيلاف)، هو بتقديري لا تعنيه العلاقات التجاريّة، بقدر ما يعنيه تطبيع العلاقات السياسيّة عن طريق تمهيدي إعلامي، وليس أفضل من هذا الإعلان عن سكّة حديد، تربطه مع دول المفروض أنها عربيّة وإسلاميّة، لكن للأسف تُسارع حُكوماتها لاحتضان إسرائيل في علاقة غير شرعيّة ومُحرّمة، تحت عُنوان التعايش مع حكومة الاحتلال.
وصرح بأن إسرائيل أيضاً بحاجة إلى موافقة الأردن، فإحياء خط الحجاز الحديدي، لا يقتصر على مُوافقة السعودية، والإمارات، والبحرين فقط، فعلى الأردن أن يُكمل الخط من محافظة إربد، والمفرق باتجاه الحدود السعودية للالتقاء بالسكة هناك، وربطها بدول الخليج الفارسي والتي سوف تتمكّن من استقبال بضائعها عبر البحر المتوسط من أوروبا، وأمريكا بكُلفة أقل.إسرائيل بكل الأحوال تُريد إلحاق الأذى بالجمهورية الاسلامية الإيرانيّة، وهي تَبحث في عوامل اقتصاديّة، قد تَدفع دول الخليج الفارسي من خلال السكّة، إلى الابتعاد عن مضيق هرمز الذي يصفه كاتس بغير الآمن، ويُراهن على نقل البضائع بكُلفة أرخص.
وتابع بأن الموضوع بكل الأحوال ضمن معركة أكبر، قد تنعكس آثاره السلبيّة لاحقاً على دول الخليج الفارسي، التي تعتقد أنها تأمن غدر إسرائيل، وهذا لا يعني أن لا آثار اقتصاديّة سلبيّة نهائياً على إيران، لكن الحصار الاقتصادي المفروض على الأخيرة، كان وما زال يجلب حُلولاً خلاقة، ومشروع السكّة حتى يتم تنفيذه، يحتاج إلى سنتين، و قد يُواجه عقبات كثيرة، على رأسها مدى تقبّل الشعوب الخليجيّة التعامل اقتصاديّاً، والتبادل التجاري، هذا بالإضافة إلى عاصفة التقشّف التي تعصف برفاهية الساكنين في كُل من السعوديّة والإمارات.
وشدد علی أنه في حال موافقة دول الخليج الفارسي على إنشاء تلك السكّة، التي يُراد منها تحويل إسرائيل إلى ورم حميد، بدل من إزالته من الوطن العربي، لا بُد أن تركيا ومصر، ستكونان ضمن المُتأثّرين سلبيّاً من هذا المشروع الذي يضرب بالتعاون الإسلامي والعربي عرض الحائط، وعليه لا بُد من الإعلان عن مشاريع اقتصاديّة مُشتركة، تكون بذات أهميّة إنشاء السكّة، والتي نرجع ونقول أن هذا المشروع الذي يُدخل إسرائيل إلى كل بيت عربي وإسلامي، هدفه سياسي قبل أن يكون اقتصادي، وإيران هي المُستهدف الأول، فهي قائدة وداعمة حركات المُقاومة في المِنطقة، وصاحبة "لا" كبيرة في وجه المشاريع الأمريكيّة والإسرائيليّة في المِنطقة./انتهى/
تعليقك