وكالة مهر للأنباء ــــ علي جميل: ان الحرية والكرامة والديمقراطية لا تصان إلا بتضحيات الشعوب، وان الأرض لا يمكن أن تتم المحافظة عليها بوجه كل التهديدات الا بتقديم التضحيات.. واستطاعت الثورة الاسلامية تكريس معادلة القوة في وجه الصهيونية العالمية والقوى السلطوية الإستكبارية التي تحاول على الدوام فرض معادلاتها السياسية ومشاريعها النفاقية والإنقسامية على الامة؛ ووجهت بثقافة ورسالة وقناعات جديدة بان رأي الشعوب هي التي يجب أن تفرض السياسات لتبقى الحرية والكرامة والإستقلال قائم على الدوام.
امتدت مفاعيل الثورة الإسلامية إلى كل عالمنا العربي والإسلامي لتقف إلى جانب قضايا الحق والعدل في مواجهة كل ديكتاتور وظالم وفرعون ومجرم وإرهاب واحتلال فكانت أبرز مواجهاتها وتحدياتها بوجه الشيطان الأكبر أمريكا والعدو الصهيوني بدعمها الثورة الفلسطينية ونقلها الى داخل فلسطين المحتلة ما جعل الصهاينة المحتلين ومن يدعمهم من قوى سلطوية وحكومات اقليمية إنبطاحية يحسون ويلمسون خطورة الزحف الجماهيري الفلسطيني والعربي والإسلامي لدحر الغدة السرطانية هذه لتشهد أرض القبلة الأولى للمسلمين إندلاع الإنتفاضات المتتالية دفعت بالغاصب المحتل التراجع عن قطاع غزة ليضحى قلعة الصمود وإنطلاقة المقاومين لتحرير سائر الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.
لقد دعمت الثورة الإسلامية وبكل ما أوتيت من قوة شعوب ودول المنطقة بوجه المؤامرات العالمية التي كانت تنوي تقسيم المنطقة بمؤامرة أنجلو- أمريكية - إسرائيلية ضمن مشروع "الفوضى الخلاقه وسايكس بيكو 2 والشرق الأوسط الجديد"- حسب اعتراف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، فكان حزب الله لهم بالمرصاد ليفشل كل ذلك بانتصاره في حرب تموز 2006 حيث أجبر خلالها الجيش الصهيوني الذي لايقهر على هزيمة نكراء يسحب من ورائه ذيول الخيبت والفشل هارباً بجنح الليل الدامس.
استنهضت الثورة الإسلامية همم الشعوب المستضعفة بطابعها الثقافي التوعوي القائم على الفكر الديني المعنوي إذ خلقت فيهم رؤى انسانية حضارية صامدة ومقاومة لمشاريع النفاق والفرقة وأعادت دينامية الحالة الإسلامية إلى الواقع وخلقت موجة من النهضات التحرریة فی البلدان الإسلامیة والعالم الثالث، وأفرزت وعيا عميقا متأصلا لدى شعوب المنطقة من أجل حياة حرة كريمة نابضة بالخير والعطاء، فكانت المقاومة الشعبية والصمود البطولي لشعبي العراق وسوريا والإنتصارات الباهرة التي حققها هذان الشعبان أمام الأرهاب التكفيري المدعوم بالبترودولار الخليجي وخبث الشيطان الأكبر والثعلب العجوز ما أبهر المراقبين العسكريين والأمنيين على المستوى العالمي.
* الكاتب والباحث في الشؤون الدولية
تعليقك