وكالة مهر للأنباء- شيرين سمارة: اشار الكاتب والمحلل السياسي اللبناني "توفيق شومان"، في مقابلة مع وكالة مهر للأنباء، إلى ان العقوبات الامريكية وحلفائهم جاءت لانهم لم يستطيعوا تحقيق انجازات ميدانية اوسياسية لا في المشهد اللبناني ولا في الميدان السوري، لذلك ذهبوا الى محاور اخرى مثل المحاور الاقتصادية والسياسية والاعلامية وايضا المحاور النفسية.
س: ماهي اهداف العقوبات الامريكية- الخليجية على حزب الله؟
انا اعتقد ان اهداف هذه العقوبات استمرار الضغط على محور المقاومة وعلى كافة اشكال المقاومة في المنطقة. بطبيعة الحال هذا ليس امراً جديداً على مستوى العقوبات وتستهدف العقوبات السياسية والاقتصادية القياديين في حزب الله من الصف الاول او قياديين اخرين او ربما من له علاقة ايضاً بشخصيات وكيانات اقتصادية من داخل بيئة المقاومة او البيئة التي يفترضها الامريكيون مناصرة لحزب الله.
نحن اذن امام حرب متجددة قديمة جديدة ولكن لها اصداء اعلامية اكبر واوسع وبالوقت نفسه تؤشر الى ان الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى استهداف الاعلامي والسياسي والاقتصادي ليس فقط لحزب الله وانما لكل محور المقاومة بصورة عامة ولذلك رأينا قبل فترة وجيزة ان هناك استراتيجية امريكية اعلنها وزير الخارجية الامريكية "مايك بومبيو" ضد ايران وهي واضعة شروط من اثني عشر بنداً وقبل ذلك انسحبت ايضا امريكا على لسان الرئيس الامريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران . لذلك نحن امام شبكة حرب متشعبة ومتعددة الوسائل والاساليب ولكنها في الوقت نفسه تصب في اطار واحد وفي مصب واحد وفي غاية واحدة وهذه الغاية هي محاربة محور المقاومة بالتالي المسعى الى خفض الانتصارات والتأثير على الانتصارات التي تم تحقيقها في الاونة الاخيرة ان كان على المستوى اللبناني او السوري او الإيراني.
س: ماذا سيكون تاثير هذه العقوبات على حزب الله و محور المقاومة؟
النظام المالي بالاصل لحزب الله خارج المصارف اللبنانية هذا معروف تماماً و لا يمكن ان يتأثر حزب الله مالياً بنظام العقوبات الامريكية لانه من المعروف ان قيادي حزب الله على المستوى الشخصي او التنظيمي لا يتعامل مع المصارف اللبنانية لذلك لا اعتقد ان هذه المسألة تترك انعكاسات سلبية على الاطار او الوضع العام المالي لحزب الله.
بالطبع لا احاول التخفيف من التأثيرات السلبية التي يمكن ان يتعرض لها مناصرون لحزب الله او كيانات اقتصادية او شركات اقتصادية تعتبر من داخل بيئة حزب الله. وربما الضرر الاساسي يمكن ان يقع على هذه الكيانات والشخصيات وليس على حزب الله كتنظيم سياسي او كاطار للمقاومة وهذه مسألة خارج النقاش. ولكن الذي ممكن ان يتأثر سلبياً شخصيات اخرى اقتصادية وتجارية وكيانات يدرجها الامريكيون تحت بند بانها تدعم المقاومة.
س: هل ترى رابطاً بين انتصارات المقاومة في المنطقة ومحاولة امريكا لتضييق الخناق على ايران وحزب الله؟
طبعاً هذا هو الهدف الاول والاخير بان الامريكيين وحلفائهم لم يستطيعوا تحقيق انجازات ميدانية اوسياسية لا في الميدان اللبناني و لا في الميدان السوري، لذلك ذهبوا الى محاور اخرى واقصد المحاور الاقتصادية والسياسية والاعلامية وايضا المحاور النفسية ولا انسى هنا الى ان اشير الى ان جزء من منظومات العقوبات السياسية والاقتصادية على المقاومة وعلى بيئة المقاومة لها علاقة بالابعاد النفسية وبالتالي سعي الى ابعاد جمهور المقاومة او قسم من جمهور المقاومة عن المقاومة. ربما هذا ما يريده الامريكيون بالاضافة الى ما له علاقة بالعجز عن تحقيق انجازات ميدانية في سوريا فذهب الامريكيون الى المحور الاخر وهو المحور الاقتصادي.
س: هل تعتقد ان توسع امريكا في دمج الجناح السياسي لحزب الله مع الجناح العسكري لمعاقبة شخصيات قيادية في الحزب جاء لعرقلة تشكيل الحكومة في لبنان واستبعاد حزب الله من الحكومة؟
اعتقد ان هذه وسيلة ضغط رغم ان الامريكيين بالاصل يعتبرون المقاومة اللبنانية تنظيماً ارهابياً وسياسياً وعسكرياً ولا يفرقون بين الجناحين. كان هناك نوع من التفريق عند الاوروبيين الذين اعتبروا ان الجناح السياسي لحزب الله مختلف عن الجناح العسكري. الان يسعى الامريكيون من خلال الضغط على الاوروبيين لتبني وجهة النظر الامريكية. ولكن لا اظن ان الاوروبيين يذهبوا الى هذا المدى بمجاراتهم للامريكيين ولكن بصورة عامة نعم هناك دمج امريكي وتبني واضح لوجهة النظر الاسرائيلية باعتبار المقاومة ارهابية. ولا جديد في هذا الامر ربما الجديد الذي يمكن الحديث عنه هو موقف دول الخليج الفارسي المتماهي مع الموقف الامريكي ومحاولات الضغط الامريكية على الاوروبيين لتبني وجهة نظرهم وان اشك ان يحدث ذلك ولكن في حال حصل سيكون هذه من العناصر السلبية./انتهى/
تعليقك