تاتي عملية تحرير معبر نصيب بعد ثلاثة اعوام من انسحاب السلطات السورية منه نتيجة انتشار الجماعات الارهابية وفي مقدمتها "داعش" وجبهة النصرة والتي تلقت دعما من دول مجاورة والكيان الاسرائيلي.
تمتلك درعا اهمية خاصة بالنسبة للحكومة السورية اذ ان السيطرة عليها سيقضي على مخططات السعودية و"اسرائيل" وحلفائهم هناك كما ستسهل استئناف التبادل التجاري مع الاردن والتواجد السوري على الحدود المشتركة.
ونظرا الى ان محافظة ادلب في الشمال السوري تقع تحت منطقة تخفيف التوتر وعدم امكانية التحرك العسكري نحو الرقة وديرالزور بسبب الحماية الاميركية للقوات التركية والقوات الموالية لواشنطن فان الجيش السوري خطط للتوجه نحو الجنوب.
* محافظة درعا
محافظة درعا إحدى المحافظات السورية تقع أقصى جنوب البلاد، يحدها من الجنوب الأردن ومن الغرب محافظة القنيطرة ومن الشرق محافظة السويداء ومن الشمال محافظة دمشق. وكان تسمى سابقاً محافظة حوران وتصنّف مدينة درعا مركز المحافظة من ضمن المدن الأكثر قدماً عربياً.
مساحة المحافظة 4000 كم2، وهي عبارة عن سهل يعرف بسهل حوران وتشير إحصائيات التعداد السكاني عام 2011م إلى أن عدد سكان المحافظة يصل إلى 1.027.000 نسمة، حيث تصل الكثافة السكانية إلى 280 نسمة لكل كم2. يعتمد غالبية سكان المحافظة على الزراعة.
* اهمية المحافظة
"استعادة سيطرة الحكومة على درعا تعتبر ذات أهمية خاصة لدمشق، فهي تعني إنهاء المشاريع الرامية لخلق إمارة حوران التي خططت لها السعودية و "إسرائيل"، و ستسمح للحكومة السورية بفتح طريق دمشق-عمان مع استئناف الصادرات السورية و العراقية إلى الأردن".
والأردن، خلافا للكثير من الدول العربية، لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، و السفارة الأردنية كانت تعمل في دمشق خلال الحرب. و عمان اتخذت مؤخرا خطوات لتحسين العلاقات مع الحكومة السورية ببذل الجهود المشتركة الرامية لأمن الحدود الأردنية السورية. كما أيدت عمان علنا عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، ومن العام الفائت و عمان تضغط على المتمردين السوريين، و تطالبهم بنقل معبر نصيب الحدودي على الحدود السورية الأردنية إلى سيطرة الجيش السوري.
* الحكومة واثقة من الانتصار.
وتثق الحكومة السورية من انجاز المهمة في درعا في حال بدء العملية حيث ستقوم باقناع المسلحين بالاستسلام على غرار ريف دمشق او انتقالهم الى الشمال السوري للانضمام الى باقي العناصر المسلحة هناك.
كلام وزير الخارجية وليد المعلم بعدم وجود تسوية للجنوب، يؤكد بأن دمشق ماضية في خطتها لتحرير جبهة الجنوب، وانه ونظرا الى الظروف التي تمر بها الاردن والوجود الاميركي الذي يتركز على الشرق السوري فان انجاز المهمة سيكون اسهل بالنسبة للجيش السوري واصعب بالنسبة لخصومه حيث سيسطر الجيش ملحمة اخرى في تحرير المناطق في مساره نحو استعادة كافة الاراضي السورية من الارهابيين واخراج الاجانب منها.
وشرع الجيش السوري بانذار المسلحين المتواجدين في اطراف درعا وفي داخلها اما عليهم التسليم وتحويل اسلحتهم للجيش السوري او الموت، واوجد طرقا امنا للاهالي الراغبين الفرار من سطوة العناصر المسلحة.
فالتعزيزات العسكرية من آليات عسكرية وراجمات صواريخ ومدرّعات وصلت إلى مدينة درعا مع تشكيلات من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والمخابرات الجوية. فمحاور القتال بدأت ترتسم بالنار.
العملية نحو درعا مهّد لها الجيش السوري عسكرياً بعشرات عمليات القصف المدفعي والصاروخي ضد معاقل المسلحين، في الحراك والمليحة الغربية والغارية الغربية وبصَر الحرير لخلخلة خطوط دفاعهم تدريجياً.
ومن الناحية السياسية قام الجيش بمحاولات الوصول إلى مصالحات مناطقية كمعاملات انضمام بلدات الريف الغربي والشرقي التي خرجت عن الدولة منذ سبعة أعوام الى مسيرة المصالحات. فهي كانت جاهزة لكنها لم تتم بسبب حاجة المصالحين إلى قرار اقليمي بعد أن اختطفت المجموعات المسلحة قرار الوجهاء فيها.
تعليقك