١٨‏/٠٦‏/٢٠١٩، ١:٤٠ م

هل تقف إيران وراء الاستهدافات المشبوهة للناقلات النفطية والسفن في ميناء الفجيرة؟

هل تقف إيران وراء الاستهدافات المشبوهة للناقلات النفطية والسفن في ميناء الفجيرة؟

بعد الهجوم على الناقلات النفطية والسفن في ميناء الفجيرة الإماراتي الشهر الماضي، وجه المسؤولون الأمريكيون أصابع الاتهام إلى إيران على الفور بضلوعها في الحادث. الاتهامات التي لم تكن مرفقة على الأقلّ بتقديم أدلة على انخراط طهران بهذه السلوكيات الاستفزازية في مضيق هرمز.

وكالة مهر للأنباء ــــ أحمد عبيات: الهجمات التي شُنت يوم الخميس الماضي على ناقلتي نفط في بحر عمان وبالقرب من المياه الإقليمية الإيرانية، خلقت مرحلة جديدة من الاتهامات للسلطات الأمريكية ضد إيران، وعقب الهجوم على ناقلات النفط، عاد الأمريكيون مرة أخرى إلى اعتبار إيران أنها هي من تقف وراء الهجمات؛ وهو الاتهام الذي واجه ردا دوليا واسع النطاق، وكان لدى العديد من الدول شكوكهم الخاصة حول رواية واشنطن.

ويتابع الأمريكيون أهدافا مختلفة في اتهامهم لإيران، وإن انتهاج سياسة الضغط الأقصى على إيران هو هدف محتمل رئيسي، ومع ذلك، يبدو أن واشنطن تسعى إلى زيادة وجودها العسكري في المنطقة ومضيق هرمز بدافع الحفاظ على الملاحة والأمن البحري.

بعد الهجوم على ناقلتين في بحر عمان، كان خطر الحرب في المنطقة يلوح بالأفق والتوترات تتزايد بسرعة. حيث قال المسؤولون الأميركيون "على الأرجح" أن إيران هي من هاجمت السفينة النرويجية وناقلة النفط الأخرى التي هي يابانية في بحر عمان. بعد هذه الأحداث، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تغريدة ردا على هذه الأقوال "لا يكفي القول بأن حادث الهجمات كان مريبا لوصف ما حدث هذا الصباح"، أي بعد استهداف ناقلتي النفط.

في الواقع، تقدم الولايات المتحدة مثل هذا الاتهام على افتراض أن كلاً من القوة العالمية الكبرى وحلفائها لديهم القدرة على تنفيذ مثل هذه الهجمات بطرق مختلفة، من ناحية أخرى، أصدر الأمريكيون فيلمًا أبيض وأسود منخفض الجودة لتوثيق تهمهم وراحوا يذهبون بأن القوات الإيرانية تعمل على إزالة اللغم العاطل من جسم إحدى الناقلات.

بينما يعطي الأمريكيون دائمًا مناورة خاصة حول قوة ودقة طائراتهم بدون الطيار، فإنهم يدعون أنه يمكنهم حتى اكتشاف وجوه الأفراد على الأرض باستخدام كاميراتهم الدقيقة من كيلومترات فوقهم، لكن لمَ لمْ ينشروا فيلمًا بهذا الحدث الهام في ظل القوة والقدرات التي يحوزون عليها بهذا المجال، وإن الفيلم الذي تم تداوله لا تكاد ترى من تفاصيله شيئا بسبب رداءة جودته وعدم وضوحه إلى درجة قال مسؤولون أمريكيون، أنه قد تم إنتاج الفيلم بعد ساعات قليلة من الهجمات، الأمر الذي يثير شكوكا حول من يقف وراء هذه الرواية الأميركية المحبكة!

ورفضت بعض الدول والمراقبين التصريحات الأميركية حول أن ليس هناك جهات فاعلة ولاعبين يقدرون على تنفيذ مثل هجمات بحر عمان، وقالت إن أميركا وحلفاءها يمكنها القيام بنفس الشيء ذلك لأسباب أن نوع السلاح الذي تم استخدامه يتوفر لدى الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها كما أن هؤلاء لديهم هذا المستوى من التخصص والخبرة في شنّ مثل هذه الهجمات،وهذا ما يجعل رواية وزير خارجية أميركا مايك بومبيو باتهام إيران تنتفى من حيث الموضوع.

الإضافة إلى ذلك، هناك احتمال آخر قريب من وجهة النظر الإيرانية وهو يستند إلى أن الهجمات تم التخطيط لها بطريقة بحيث لا تؤدي لإنهاء نار الأزمة بين إيران والولايات المتحدة، وهو مما يصب في مصلحة هذه الدول وتريد هذه الأطراف فرض ضغوط على إيران أكثر من أي وقت مضى، إذ ستبدأ المنطقة بداية جديدة للتأكيد على أن إيران لا تزال تشكل تهديدًا كبيرًا لأمن الدول العربية في المنطقة.

وفي هذا السياق، أشار محمد جواد ظريف، في تغريدة له على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، إلى أنه تحدث في مؤتمر صحفي إلى وسائل إعلام قبل بضعة أشهر وقال "إن الولايات المتحدة تلفق على الفور ودون الكثير من الأدلة الموضوعية التهم ضد إيران، وهذا فقط تماما يكشف أن فريق "ب" ينتقل إلى خريطة بديلة: التخريب في الدبلوماسية (بما في ذلك خطوات شينزو آبي) والتغطية على الإرهاب الاقتصادي السري ضد إيران. لقد حذرت من هذا السيناريو بالضبط قبل بضعة أشهر، ليس لأنني من العرافين، لكن لأنني أعرف جوهر فريق "ب"".

هذا وكانت الأدلة التي جاء بها وزير الخارجية الأمريكية ضد إيران غير واقعية لدرجة أن جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، والتي عقدت بطلب من الولايات المتحدة للتحقيق في الهجمات في بحر عمان، انتهت دون أي نتيجة تذكر، ولم يكن أي من الأعضاء على استعداد ليماشي الرواية الأميركية المفعلة ضد طهران.

لكن السؤال الذي يمكن أن يطرح نفسه في هذا المقام، أنه إذا كانت إيران هي من تقف وراء هذه الهجمات لماذا يجب أن تُهاجم ناقلتان للنفط إحداهما ترتبط باليابان، في ظل محاولات للرئيس الياباني تخفيف لغة التصعيد بين طهران وواشنطن والعمل على تهدئة الأمور بين هذين البلدين؟ هل يمكن أن تكون رغبة أطراف ثانية في إرسال رسالة إلى إيران مفادها أنه إذا كان الحل مع ما يأتي به شينزو آبي فمن المؤكد أنه يمكن بسهولة إيجاد عذر لشن حرب في المنطقة وعدم السماح لدبلوماسية إيران بتحقيقها ووصولها إلى برّ الأمان.

من المؤكد أن هناك حاجة إلى تحقيق دولي للعثور على مرتكبي هذا الحادث، ويجب أن تعمل دول المنطقة التي تسعى إلى السلام والاستقرار سويًا على توفير الأمن في المنطقة، كما ينبغي أن يكون لدى الدول الأوروبية والدول المؤثرة دور في إنشاء لجان متخصصة للتحقيق في الأمر بنزاهة بدلا عن التسرع في توجيه الاتهام إلى إيران دون أسباب يقبلها المنطق والعقل السليم./انتهى/

رمز الخبر 1895569

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha