وكالة مهر للأنباء - محمد مظهري: يعتبر المراقبون السياسيون ان إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن "الإدارة الذاتية’" للمناطق الخاضعة لسيطرته جنوب البلاد، هو الخطوة هي بداية انفصال الجنوب.
هذا وموقف الامارات العربية المتحدة المعروفة بدعمها للمجلس الانتقالي بينما المملكة السعودية حليفة الامارات في تحالف العدوان على اليمن تعتبر الداعم الأساسي للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، أكثر المتضررين من "الإدارة الذاتية". لتسليط الضوء على اهداف الامارات من هذه الخطوة وتبعاتها في المستقبل اجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الاعلامي اليمني حميد رزق حيث رأى أن ما يجري في عدن والجنوب هو انعكاس للفشل السعودي الامريكي في مواجهة الجيش واللجان الشعبية في المحافظات الشمالية فبعد استعادة الجوف وقرب استعادة محافظة مارب تعيش المملكة السعودية وكذلك الامارات حالة احباط وتخبط.
واضاف: من المؤكد ان اعلان الانتقالي عن حكم ذاتي بالجنوب لم يكن بمعزل عن تنسيق مع الامارات وبعد منحه الضوء الاخضر للذهاب في فرض امر واقع يكرس النفوذ الاماراتي في اطار التقاسم المتفاهم عليه بين الرياض وابوظبي ، بمعنى ان ثمة تفهم وتفاهم بين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان لتقاسم ما تسنى لهم الحصول عليه من الغنيمة ففيما سيفرض الانتقالي نفوذه بعدن ولحج وجزء من ابين كأمر واقع تكرس السعودية نفوذها وسيطرتها في محافظات المهرة وحضرموت وتترك شبوه لقوات هادي والاصلاح بمثابة متنفس وترضية لا اكثر.
واوضح ان الانتقالي وفي ذات الوقت يحاول الهروب الى الامام هروبا من استحقاق السخط الشعبي الكبير في عدن جراء انهيار الاوضاع المعيشية والامنية وتنامي الغضب الشعبي لتحقيق هدفين الاول التنصل من مسؤوليته في تردي الاوضاع والثاني تنفيذ خطوة امر واقع اضافية على طريق الانفصال.
وبشان تداعيات الاعلان عن الحكم الذاتي في الجنوب قال رزق ان الخطوة التي قام بها الانتقالي ستفجر صراعات اضافية في جبهة المرتزقة والاطراف الموالية لتحالف العدوان على اليمن ومن المؤسف ان من يدفع فاتورة صراع الادوات هم المواطنون البسطاء في الجنوب وفي المناطق المحتلة عموما، اما في جبهات الشمال فما يجري بالجنوب يعزز من قناعة الناس ان التحالف لم يحمل سوى الخراب والفوضى وانه كاذب في شعاراته التي رفعها كذريعة للعدوان على اليمن الامر الذي يزيد من تلاحم الجبهة الداخلية والاستمرار في الصمود بوجه العدوان حتى دحر الاحتلال.
ورداً على سؤال بشأن الصراعات الدائرة بين القوات المدعومة من الامارات و مرتزقة السعودية اكد ان صراع الادوات في الجنوب هو انعكاس لأزمة صامتة تمر بها العلاقات السعودية الامريكية ، ثمة شعور لدى الامارات بالغبن والحنق جراء الاعتقاد انها لم تحصل على الحصة المحترمة من الغنيمة لقاء مشاركتها في العدوان على اليمن وبالمقابل السعودية تشعر بالخذلان وترى ان الامارات تركتها وحيدة ما يجعلها تضيق الخناق على حلفاء الامارات كما هو الحال في العلاقة مع المجلس الانتقالي التي تضع سقوفا محددة لتحركه ضد ما يسمى الشرعية وقوات الاصلاح في الجنوب.
وفيما يتعلق بردة فعل المحافظات الجنوبية على خطوة الحكمم الذاتي اشار الى ان قيام عدد من محافظات الجنوب برفض لاعلان المجلس الانتقالي ياتي انحيازا لوجهة النظر السعودية او لان هذه المحافظات يحكمها شخصيات هم اقرب الى الوصاية السعودية وليس لأن اولئك ينطلقون بخلفية وطنية وحدوية وبالخلاصة ما اعلنه الانتقالي وما اعلنته المحافظات الاخرى هو ترجمة للحد الادنى منجهود التفاهم والتقاسم الاماراتي السعودي للمحافظات الجنوبية اثر القلق المتنامي لدى بن سلمان من حسم معركة مارب وخروج المملكة من العدوان بلا اي فائدة او مكسب.
ونوه الاعلامي اليمني الى ان السعودية اعلنت تمديد ما اسمتها الهدنة وهي هدنة كاذبة لكن من غير الخافي على المراقبين ان النظام السعودي يعيش مازق حقيقي ويبحث عن مخرج من ورطته في اليمن لكن لم تتوفر لها الضمانات التي تحفظ له الانتصار الشكلي او الخروج بماء الوجه وبالتالي كل الاحتمالات واردة خاصة اذا ما حسمت المعركة في مارب في المدى المنظور
تعليقك