وكالة مهر للأنباء - محمد مظهري: يرى المراقبون أن وصول الناقلات الايرانية الى فنزويلا يحمل في طياته رسائل هامّة أولها هو اقتدار الجمهورية الاسلامية ورغم أن امريكا هددت بتوقيف الناقلات الايرانية الا انها لم تتمكن من أي فعل ما يدل على قوة ايران على المستوى الدولي وعلم العدو بانه سيتكبد خسائر جسيمة في حال ارتكاب اي خطا.
كما اثبت وصول هذه الناقلات الى مياه فنزويلا أن ايران بلد مسالم وتسعى دوماً الى مساعدة الدول الأخرى ولاسيما الدول التي لا تريد الخضوع للسيطرة الامريكية يمكن ان تراهن على التعاون مع ايران . في هذا السياق اجرت وكالة مهر للانباء حوارا مع السفير الدكتور هيثم ابو سعيد مفوض الشرق الأوسط للجنة الدولية لحقوق الإنسان ومبعوث خاص المجلس الدولي لشؤون الأمم المتحدة في جنيف . فيما يلي نص الحوار:
1. ما هي الأهمية السياسية للوصول الناقلة الايرانية الى فنزويلا؟ ما هي رسالتها إلى البلدان الأخرى التي تخضع للعقوبات الامريكية؟
منذ بدء الأحداث في كل من فنزويلا وايران تجاه الهيمنة الغير محقة للولايات المتحدة الأميركية، عمدت الأخيرة إلى فرض عقوبات عليهما محذرة في الوقت نفسه كل الدول التي تقوم بالتعاون معهما تحت وابل من التهديد بفرص الضغوطات والعقوبات.
وعليه فقط قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتحدٍ لقرارات الولايات المتحدة الأميركية في هذا الصدد دون أن تأبه التهويل الأميركي محرزةً بذلك نقطتين أساسيتين: الأولى كسر الهيمنة الأميركية، والثانية الخروج من العقوبات على صادراتها النفطية، والأهم من هذا كله توجيه تهديد مباشر لكل من قد يعترض السفن النفطية الخمس.
وعليه فقط ارسلت إيران رسالة واضحة للدول الغربية وخصوصا للدول التي وقعت معها اتفاقية النووي أن الشروط تغيّرت وباتت شروط إيران هي فوق كل تسوية.
2. هل تعتقد ان التهديد الامريكي بتوقيف الناقلات ينسجم مع القوانين والاعراف الدولية؟
هناك معاهدات واتفاقيات دولية وُضعت من قبل المنظمة البحرية الدولية لعام ١٩٧٣ تشمل عدم تلوث المحيطات والبحار بصيغتها المعدلة ذي الصلة، بالإضافة إلى الاتفاقية الدولية لمنع تلوث البحار بالنفط لعام 1954، مع قانون المياه القطبية التي تضمنت تطورات تنظيمية هامة في مجال النقل وتيسير التجارة والتي دخلت حيز التنفيذ في الاول من كانون الثاني 2017، بالإضافة إلى عدد من التطورات التنظيمية المتعلقة بالملاحة وأمن سلسلة التوريد وقضايا بيئية أخرى، تعتبر هذه الاتفاقيات أساسية في ردع بتوجيه أي ضربة عسكرية للسفن الإيرانية المتوجهة إلى فنزويلا. حتى عملية القرصنة التي كانت تعتزم فعلها تجاه السفن يعتبر من ضمن التوجيهات الدولية المنصوص عليها في الفقرات القانونية لجهة التداعيات الكبيرة الناتجة عنها.
وعليه فإن التهديدات على المستوى القانوني سيضع أميركا في موضع حرج جدا قد لا تستطيع تحمل عقيلته.
3. توعدت طهران بالرد على اي اجراء امريكي محتمل ضد ناقلات النفط الإيرانية . ما هي عواقب أي خطأ أمريكي في سوق الطاقة العالمية؟
صحيح التهديد الإيراني كان واضحا وصريحا برد قاسٍ على اي اعتداء على ناقلات النفط، وإذا ما قامت الولايات المتحدة الأميركية بأي عمل عدواني سيعتبر هذا الأمر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، ولا يمكن لها أن تتذرع بالعقوبات التي فرضتها عليها حجة لأن العقوبات لم تُفرض من قبل الأمم المتحدة ولم يتم تصديقها حتى لقانون الأميركي ذات الصلة. كما أن الباب يصبح مفتوحا على كل الاحتمالات اذا ما اعتدت على الناقلات، وقد نشهد حربا إقليمية لا نعرف أين تنتهي.
٤. ألا يمكن تشكيل حلف إقليمي أو دولي بين دول عدم الانحياز لمواجهة السياسات الأميركية الأحادية؟
يمكن تشكيل حلف جديد، على غرار حلف عدم الإنحياز الذي لا جدوى في إعادة أحيائها لفقده مقومات سياسية متعددة، لكن هذا الأمر يتطلب إجراءات وتوحيد رؤية سياسية ثابتة وليس كحلف الأطلسي الذي يهتز أفراده لمجرد بعض المصالح الآنية. والحلف الجديد يجب أن يكون مبني على أفقية في الأفكار والمقترحات وليست عامودي حيث هناك تعددية في بعض الأفكار خصوصاً الدينية منها. قد يكون هناك دول ملحدة ودول متدينة ودول لها أفكار سياسية من واقع ديني صرف، لذلك توحيد واقع فكري استراتيجي يخدم المجتمعات ولا يخدم الأفراد.
تعليقك