وكالة مهر للأنباء-فاطمة صالحي: أثارت التطورات التي حدثت في السعودية في الأيام الماضية إهتمام كبير من المحللين السياسيين حيث قامت السلطات السعودية في خطوة مفاجئة بإقالة فهد بن تركي قائد القوات المشتركة باتهام الفساد.
وعلى مايبدو أن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي يستخدم جميع إمكانياته لشطب خصومه السياسيين وصولا إلی عرش الحكم، وكما تم تداول تقارير إعلامية حول إتفاق الإمارات والكيان الصهيوني علی إنشاء قواعد عسكرية في جزر يمنية وتحديداً "سقطري" جنوبي البلاد.
وفي شأن هذه التطورات أجرت مراسلة وكالة مهر للانباء "فاطمة صالحي" مقابلة حصرية مع مدير عامّ الشّؤون القانونيّة بوزارة التّربية والتّعليم المحامي والناشط الحقوقيّ اليمنيّ "عبدالوهاب الخيل". وفيما يلي نص الحوار:
* برأیك ما هی أسباب قيام السعودية باقالة الأمير فهد بن تركي قائد القوات المشتركة بزعم اتهامات الفساد المالي؟، وهل يسعی بن سلمان لتهميش كل منافسيه على الحكم في السعودية؟
من غير المنطقي أن يتحدث النظام السعودي عن محاربة الفساد وهو غارق فيه، وخاصة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي انطلق من خلال هذا الشعار لإحكام سيطرته على كرسي السلطة، وهو يهيّئ نفسه ليتولى مقاليد الحكم في السعودية خلفاً لأبيه بوعود أمريكية.
وتأتي إقالة الأمير فهد بن تركي قائد القوات المشتركة للعدوان على اليمن في هذا الإطار، سيما وان القرار قد شمل نجله عبدالعزيز، كما أن هذا القرار قد كشف عن الصراع الذي يدور في اروقة قصور آل سعود، ولا يستبعد أن هناك حراك للانقلاب على الملك سلمان وابنه اللذان اوصلا المملكة الى الانهيار بعد العدوان على اليمن.
قرار إقالة قائد القوات المشتركة للعدوان على اليمن وإحالته الى التحقيق هو إقرار بالهزيمة وإعلان بفشل قوات تحالف العدوان المشتركة.
واذا ما نظرنا الى قرار إقالة قائد القوات المشتركة للعدوان على اليمن وإحالته الى التحقيق من منظور عسكري بحت، سنجده إقرار بالهزيمة وإعلان لفشل قوات تحالف العدوان المشتركة في مواجهتها مع اليمنيين خاصة بعد الانتصارات التي حققها الله بفضله على ايدي ابطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية بتحرير مساحات شاسعة من قوات الغزو والاحتلال وأدواتهم الرخيصة، ومنها تطهير محافظة الجوف بالكامل وهي المحافظة الغنية بالثروات النفطية والمعدنية وغيرها من الثروات.
وضف الى ذلك اقتراب قوات الجيش اليمني ولجانه الشعبية من تحرير وتطهير محافظة مأرب، وهي لا تقل في اهميتها عن محافظة الجوف بالنسبة للسعودية.
وكما أن تطهير مساحات شاسعة بمحافظة البيضاء اليمنية من العناصر التكفيرية والإرهابية ( داعش والقاعدة ) التي كانت ترتبط ارتباط وثيق بالسعودية وقوى تحالف العدوان بحسب الأدلة الدامغة التي كشفها ووثّقها الإعلام الحربي عقب دحرهم من تلك المناطق، اصاب السعودية وحلفائها بالإحباط والشعور بالعجز والفشل، لأنها تعتمد بشكل كبير على الإرهابيين في معركتها مع أبناء اليمن.
* كیف تقيم قيام الإمارات و الكيان الصهيوني بالاتفاق حول إنشاء القواعد في الجزيرة اليمنية "سقطری"؟
العدوان على اليمن واحتلال اراضيه هو في الأساس خدمة للكيان الصهيوني، حيث كانت قوى تحالف العدوان وعلى رأسها السعودية والإمارات تواري هذا المشروع خلف شعارات كاذبة وزائفة ومكشوفة، ومنها إعادة الشرعية و محاربة إيران في اليمن، الا أن كل تلك الشعارات سرعان ما سقطت امام ثبات وصمود واستبسال أبناء اليمن في مواجهة العدوان لـلستة أعوام متواصلة.
العدوان على اليمن هو عدوان صهيو-امريكي منذ اليوم الاول.
ولذلك اضّطرت امريكا و الكيان الصهيوني بعد فشل ادواتهما لإسقاط الأقنعة وإعلان تطبيع الإمارات الكامل مع الكيان الصهيوني بشكل علني، وانكشاف النظام السعودي على حقيقته، هذا كله يؤكد أن العدوان على اليمن ومشروع إحتلال اراضيه هو عدوان صهيوني أمريكي منذ اليوم الأول.
وقد تواجد الكيان الصهيوني في الجزر اليمنية وأهمها "سقطرى" عندما تواجدت فيها الإمارات والسعودية، وبعد اعلان التطبيع بات الكيان المحتل يتحرك بشكل علني وصريح، وقد أعلن موقع" ساوث فرونت" (SOUTH FRONT) الأميركي عن سعي الكيان الصهيوني لإنشاء مرافق عسكرية واستخباراتية في جزيرة "سقطرى".
* ما هي اهمية الجزيرة بالنسبة للكیان الصهيوني؟
جزيرة "سقطري" اليمنية تكتسب أهمية عسكرية واستراتيجية وحيوية وهذا ما جعل الكيان الصهيوني يركز على احتلالها والسيطرة عليها فهي تلبي طموحاته.
انشاء قاعدة عسكرية على جزيرة "سقطري" يمثل سيطرة استراتيجية على اليمن والجزيرة العربية والخليج الفارسي والقرن الإفريقي ويسهّل التدخل العسكري في جميع دول المنطقة.
فمن حيث الأهمية العسكرية، فإن انشاء قاعدة عسكرية متطوّرة فيها، يمثل سيطرة استراتيجية على اليمن والجزيرة العربية والخليج الفارسي والقرن الإفريقي ويسهّل له التدخل العسكري في المنطقة.
وأما أهميّتها الحيوية، فذلك لكونها تقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وخطوط تدفق نفط دول الخليج الفارسي إلى خارج المنطقة، وخطوط الملاحة الدولية عموما، وكما أن هذا الموقع الاستراتيجي لسقطرى، يُمكِّن السفن من الرسو فيها، مع ما توفّره طبيعة سواحلها المتعرجة من حماية للسفن من الرياح العاتية.
/انتهى/
تعليقك