افادت وكالة مهر للأنباء - عبدالله مغامس: ان ذكرى الحرب العدوانية التي شنها نظام صدام على ايران 1980 هي فرصة لإعادة التفكير في معارف الدفاع المقدس، وجهاد الشهداء، وتضحيات المحاربين القدامى، وصلابة الأحرار الذين ضحوا بأثمن ما في حياتهم لإثبات احقية الإسلام والثورة للعالم وحب إيران، وان أسبوع الدفاع المقدس هو تذكير بعزيمة وحرية وتضحيات شعب استطاع بإيمانٍ وعشقٍ، مقاومة عدوان ومؤامرات أعداء الإسلام وإيران لسنوات وتخليد انتصاره المجيد على صفحات التاريخ، وعلى جبهات الجهاد والمقاومة رسم الشهداء والمضحّون طريق السعي للحق والعدالة والحرية، وباستشهادهم وتضحياتهم رسّخوا وروّجوا لمفاهيم وقيم الإسلام السامية، إنهم شعلة متوهجة ونموذج ثابت لمجتمعهم وكل المجتمعات الإسلامية وشعوب العالم المحبة للحرية.
وفي هذا الصدد اجرى مراسل وكالة مهر للأنباء "عبدالله مغامس" حواراً صحفياً مع رئيسة منظمة نشر اعمال وقيم مشاركة المرأة في الدفاع المقدس "مریم مجتهدزاده". وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
* نود ان نتعرف علیك خلال الحرب واليوم؟
في تلك الايام كنت طالبة فعّالة متحمّسة، ولغاية الان ما زلت خادمة للشهداء في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية.
واسعى الى تحقيق احلامي واهدافي بلا كللٍ او مللٍ، وفي رأيي ان الحرب لم تنته وما زلنا في الخطوط الامامية، ونسأل الله العون والنصر.
* كيف بدأ الحرب ولماذا ذهب زوجك إلى الحرب؟
الحرب هي قصة حزينة ومريرة، حيث لم تكن الحرب محبوبة من قبل ولن تكون الان.
الجمهورية الاسلامية الايرانية سعت وتسعى دائماً الى تحقيق اهدافها وايديولوجياتها الثقافية الدينية التي تتمحور حول السلام والازدهار والمودة والمحبة ومعرفة الاعداء.
نحن لم نبدأ الحرب، ولكنها فُرضت علينا فما كان منّا الا ان ندخل ساحة الحرب وندافع عن ارضنا وقيمنا واهدافنا، فهذا الجهاد يعدّ جهاداً واجباً علينا، واختار زوجي الطريق الصعب للحرب، فما كان من الهجمات الدولية والسياسة الاستعمارية الخبيثة الا ان حفّزت زوجي الذي لا يعرف المستحيل فقد كان يدرك هدفه، فذهب لاعلاء كلمة الله في ساحة المعركة.
* ماذا حدث للسيد موسوي وكيف وصلتك الأخبار؟
كان السيد موسوي دائما في ساحات القتال هو واصدقائه ورفاقة، حيث انتهج فكر الامام في نظرته للعالم هذا الفكر الذي لا يعرف الملل ولا الكلل، فكان دائماً على استعداد للاستشهاد.
وكان من الصعب عليّ انا ان اسمع خبر استشهاده، ولكن الطريق الذي انتهجه في سبيل تحقيق اهدافه احياني للسعي والاستمرار والصبر والمقاومة.
ان استشهاده جعلني ادرك ان هناك جبهة اخرى بدأت، وان المعركة ضد غطرسة الاعداء لم تنته، ويجب علي ان اقف واقاتل لاحافظ على فكره.
* من هو السيد موسوي؟
كان سلوكة واسلوبه مثيراً للاهتمام، حيث تم سجنه وتعذيبه عدة مرات في زمن نظام البهلوي، لكنه قام مرة اخرى وتجذّر مثل شجرة السرو.
فقد كان في الميادين والمجالات المتسحيلة حاضراً، ومنذ ذلك الوقت كان يسعى الى ايجاد طريقة لتوسيع الفكر الاسلامي الخالص وفكر الجمهورية الاسلامية الايرانية ونشر هذا الفكر في كل البلاد.
وعلمني ان أضع يديّ على ركبتي وأقوم ولااعرف التعب والكسل واجاهد دوما وان اعتمد على نفسي وألا أتعب من أجل الدفاع عن شرف وطني.
كان السيد يبحث دائماً عن حلول للتميّز، فكانت عيناه على القمّة، وكان "الأمل" و"الشغف الثوري" و"الاستعداد الدائم" من الركائز الثلاث الأساسية لشخصيته.
* هل تعتقدين أن الحرب والدفاع المقدس قد انتهى؟ هل تغير عدونا؟
نحن دائما في حالة حرب بسبب نظرتنا للعالم ورسالتنا الاسلامية العالمية التي تسعى الى محاربة الغطرسة العالمية، لذلك ستبقى ايران في حالة حرب دائمة، ونحن سنستخدم كنوز الدفاع المقدس للدفاع في حروبنا المستقبلية.
لذلك لن تنتهي حربنا أبداً حتى يظهر إمامُنا ويتم تأسيس المجتمع المهدوي الذي وُعدنا به.
اليوم عدوّنا يغير اسلوبه فقط، لكن تلك النظرة الهمجية والاستعمارية موجودة دائماً، يجب أن نكون دائماً مستعدّين، مرتدين الزي العسكري متحلّين بالإيمان والشرف لمجابهة الاعداء.
وكما يقول السيد إن هذا العالم ليس مكاناً للراحة.
* ما كان دور المرأة في الحرب؟
إن الحديث عن دور المرأة في الدفاع المقدس هو في الواقع تقارب مع العاطفة والمجد والعظمة، وكما عبّر قائد الثورة الإسلامية، فإن النساء تمكّنن من اجتياح ساحات لا يمكن للرجال حتى دخولها.
وهذا الحضور المنقطع النظير للمرأة في المجتمع صنع التاريخ في جميع المجالات، والاهم من ذلك ان هذا الحضور صنع التاريخ بفخر وعزة، فأكثر من 7000 امرأة شهيدة هو دليل حقيقي على الحضور القوي للمرأة في ساحات المعركة والجهاد وفي جميع الساحات.
وفي المقابل لا يجب علينا نسيان مكانة امهات وزوجات وبنات واخوات الشهداء الذين ضحوا بكل لذات الدنيا وبكل من يحبون في سبيل اعلاء كلمة الحق.
هذا هو واقع المرأة الحقيقي والمكانة الحقيقية للمرأة المسلمة التي صنعت المكانة التاريخية للدفاع المقدس، ان لدينا طريقٌ طويل لنقطعه للتعرّف عليها وعلى أفكارها التربوية.
ان تصميم الدورات التدريبية المختلفة لكافة المجموعات وكذلك نشر المذكرات وتاريخ المرأة في اسبوع الدفاع المقدس كانا الإجراءان الاستراتيجيان الرئيسيان لقائد الثورة الاسلامية.
فبالنسبة الى اهمية هذه المسألة (قضية المرأة) والدفاع المقدس سواء من حيث الهيكل التاريخي أو من حيث النمذجة، فلها اهمية كبيرة.
* حدثينا عن الكيان الصهيوني وكيف ستقوم الجمهورية الاسلامية الايرانية بازالته من الخارطة؟
أفضل توصيف للكيان الصهوني هو "الغدة السرطانية" أو"الورم السرطاني".
الكيان الصهيوني هو كيان زائل لا جذور له، فهذا الكيان يبحث عن الأوهام والسخافات الفكرية في المنطقة والعالم، وهذا الطريق مسدود ينغمس فيه الكيان الصهيوني كل يوم وسيغرق في النهاية.
إن الكيان المحتل الذي لا أساس له ولا مبدأ له سيدمّر وسيزول قريباً، وسيرى العالم كيف سيخيف بريق الثورة الإسلامية المعجون بدماء الشهداء والمجاهدين جميع اعداء الأمة الاسلامية بإذن الله.
/انتهى/
تعليقك