وكالة مهر للأنباء - عبدالله مغامس: يتصاعد التوتر بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بعد صدامات جديدة في الايام السابقة في القدس الشرقية ومظاهرات في الضفة الغربية وإطلاق صواريخ وقصف في قطاع غزة. وتجددت صدامات في محيط البلدة القديمة للقدس غداة ليلة اندلعت فيها مواجهات بين متظاهرين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية جرح خلالها أكثر من مئة فلسطيني وعشرين شرطيا إسرائيليا.
وتأتي هذه الصدامات عقب مظاهرة ليهود يمينيين متطرفين هتفوا "الموت للعرب" أمام باب العمود، أحد مداخل القدس الشرقية.
ان إلغاء زيارة الوفد الاسرائيلي برئاسة رئيس الاركان راف ألوف افيف كوخافي، عقد جلسة تشاور امنية ونتج عنها إلغاء الزيارة التي كانت مقدرة الى الولايات المتحدة لايصال رسالة اخيرة كما تم نشره على وسائل الاعلام الاسرائيلية على المستوى السياسي والامني والاسرائيلي؛ "أن اسرائيل تعارض أي اتفاق مع ايران وهيه تحاول ان تثني الولايات المتحدة عن التوقيع عن هذا الاتفاق".
الاحتلال يقرأ هذه الأحداث بمنظور مختلف، بأن مشروعه يتآكل والمشروع الفلسطيتي يترسخ وهناك تراجع واضح للحالة الإسرائيلية، يقابله حالة متقدمة من شعبنا. حيث يرى الفلسطينيين أن إجراء الانتخابات في القدس تحصيل حاصل وأمر مفروغ منه وإقحام المدينة بهذا الملف ربما هدفه تعطيل الانتخابات وليس نصرة المدينة.
فالكثير يرى ان القدس ستشارك بطريقة خاصة ولديها القدرة على المشاركة حتى لو الاحتلال منع ذلك، واستخدامها كشماعة هي محاولة للهروب من الانتخابات وليس انتصارا لها.
ووضّح الخبير بالشأن الامني الفلسطيني "عبدالله العقاد" في حوار صحفي مع وكالة مهر للأنباء عدة نقاط كان اهمها:
** الترجيحات بالغاء الانتخابات أو تأجيلها
قال الكاتب والمحلل السياسي ان "قرار التأجيل يبدوا انه قد اتخذ في تقديراتنا لارتباطات ليست متعلقة بالقدس أو غيرها، بل بعدم استعداد حركة فتح لعملية الانتخابات داخلياً". فقد شهدت الحركة تفسخاً واضحاً، والتشدد من ناحية تعدد القوائم، كل هذا جعل فتح تتوجه الى تعطيل هذا المسار الوطني.
واضاف، اما بالنسبة الى الاحتلال الصهيوني؛ هو معني بأن يُفشل العملية الانتخابية، الكيان الصهيوني ضغط على ابو مازن وعلى السطلة بألا يسير في هذا المسار. ( لانه مش معقول عندهم انه في الوقت الذي يقوم به الفلسطينيين بتشكيل قيادة فلسطينية محل اجماع، هم لا يستطيعون تشكيل حكومة اسرائيلية بعد انتخابات الرابع )، ولا زالت الامور متعثرة عندهم وقد تكون هناك جولة انتخابات خامسة، وليس في الافق هناك ما يمكن ان يشكل حكومة عندهم لانه لا زالت الخطى السياسية الشائكة في المجتمع الاسرائيلي هي هي. بعد انعكاس عن خلل بنيوي في المجتمع الاسرائيلي.
** غزة ومواجهات القدس
قال الخبير بالشأن الامني الفلسطيني ان المواجهات التي شهدتها القدس الشريف لاقت اثراً كبيراً وصدى واسعاً في كل الاوساط الفلسطينية وفي كل المكونات الفلسطينية وفي كل المجتمع الفلسطيني، وكذلك شهدت تصعيداً حيث قدّرت الفصائل الفلسطينية في غزة ان هذا الاعتداء المستمر من طرف الاحتلال وقطع المستوطنين الطريق عن المسجد الاقصى عن المصلين؛ كان لا بد من اسناد المقدسيين.
وتابع، الفلسطينيين في القدس برد رسائل نارية للاحتلال حتى يتعقّل، ويُلجم قِطعان المستوطنين وحالة العبث التي يقوم بها ضد المسجد الاقصى وضد مقدساتنا الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
** امكانية التصعيد
الاحتلال ليس جاهزا لهذا التصعيد ولا جاهزا لدفع فواتيره؛ اضف الى ذلك عدم تماسك بنيته السياسية والحكومية المتهالكة
قال عبدالله العقاد، ان امكانية التصعيد كبيرة جداً، لكن الاحتلال ليس جاهزا لهذا التصعيد ولا جاهزا لدفع فواتيره؛ اضف الى ذلك عدم تماسك بنيته السياسية والحكومية المتهالكة.
اضف الى ذلك ان النظام السياسي للعدو الصهيوني بحالة ضعضعة وتكاليف الحرب ستكون مؤلمة جداً. ولا يمكن لاي تصعيد ان يحقق اهدافاً لا سياسية ولا ميدانية.
** ضرب مفاعل ديمونه / الغاء الزيارة
قال الكاتب الفلسطيني انه كان للصاروخ الذي خرج من الاراضي السورية قبل بضعة ايام وضرب مفاعل ديمونة كان له اثرا كبيرا جدا على الحالة النفسية لهذا الكيان المحتل وعلى حساباته. لان الرسالة كانت بليغة جدا.
ضرب مفاعل ديمونة كان له اثرا كبيرا جدا على الحالة النفسية لهذا الكيان المحتل وعلى حساباته
واشار الى ان هذا الصاروخ استطاع ان يتجاوز جميع اجهزة الدفاع الجوية المتطورة والحديثة والمتعددة والقُبب الحديدية المختلفة؛ كل هذه المنظومة لم تستطع ان توقف هذا الصاروخ. هذا الصاروخ احدث اِرباكا كبيرا للكيان الصهيوني في حال فكرت اسرائيل في التصعيد؛ لربما يكون هذا التصعيد في اكثر من جبهة.
واكد ان اسرائيل غير جاهزة للحرب، وان الغاء الزيارة ما هي الا خشية ان تتّسع المواجهة. فالمقاومة في غزة لن تُمرّر اي اعتداء صهيوني لا على غزة ولا على القدس الشريف ولا على الضفة.
** اوسلو
قال المحلل السياسي انه بالنسبة للفلسطينيين بكل تأكيد هم تجاوزوا كل معنى او جوهر لهذه الاتفاقية الهزيلة " اوسلو "، هذه الاتفاقية التي جرّمت النضال الفلسطيني وجرّمت ذروة هذا النضال "الكفاح المسلح". وبالتالي ان استمرار عمل الفصائل بكل قوة ولاسيما في غزة وكذلك في الضفة بعد انتفاضة الاقصى؛ كانت انتفاضة مسلحة شاركت فيها جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركت فتح.
واضاف، انه لا بد من الانسلال كلياً من هذا الاتفاق اللعين الذي جرّم النضال الفلسطيني. هي فرصة ان يقوم الفلسطينيون بالاشتراك في مشروع مقاومة موحدة تتصدى للاحتلال، مقاومتنا هي عنوان شرفنا وكرامتنا.
واكد ان شرف الثائر في ثورته، وشرفنا في استمرار هذه المقاومة بكافة الاشكال. وبتقديرات معينة يمكن للشارع الفلسطيني ان يقوم بثورة كبيرة يرتعد لها الكيان الصهيوني، لان هذا الكيان الصهيوني وهذا الاحتلال الغاشم لم يبقي لنا منفذا الا ان نثور في وجهه. هو ينتهك كل شيء؛ لم يبقي لا ارضا ولا بيتا ولا كوخا ولا شجرة ولا غصنا الا ودمّره.
اضف الى ذلك وجود ادوات اخرى تسايره وتساند ممارساته الاجرامية بحق مقدساتنا الاسلامية والمسيحية.
** ارادة الشعب الفلسطيني باجراء الانتخابات
قال عبدالله العقاد: " يجب ان تُجرى الانتخابات في القدس باي شكل من الاشكال، وان تُشكّل في القدس حالة تحدي وحالة تصدي للاحتلال، وهنا يمكن اجراء انتخابات في القدس، وان تكون للقدس الشريف قوائم وتُمثّل. وتبقى القدس في حالة التحام، لانه لا يوجد اي معنى من ان تُجرى الانتحابات في القدس عبر البريد. لانه بهذه الطريقة تُشعر الناس انهم عبارة عن جاليات تعيش في غير مكان".
وتابع، الشكل التي تُجرى فيه الانتخابات، او الذي اوجدته اوسلو شكل لا يخدمنا ولا يعطينا الحق في القدس بل على العكس تماماً وكأن الفلسطينيين رعايا في دولة اجنبية. لكن في الحقيقة انه نعتبر ان المبدأ الذي تم التوافق عليه ان تُجرى الانتخابات في أي مكان يمكن يُجرى فيها وما لا يمكن ان يجرى فيها يتم التوافق عليه بحيث يُمثّل الفلسطينيون وهم في حالة التحام.
قال الكاتب الفلسطيني ان فترة الإدلاء بالاصوات فترة مواجهة والتحام مع الاحتلال
واوضح ان التمثيل الفلسطيني في القدس هو في حالة الثورة، وليس في حالة ان يأتي الفلسطينيون ليُدلوا باصواتهم وهم في مراكز بريد تابعة للاحتلال الصهيوني؛ فهذه ليست ارادة فلسطينية ولا تمثيلا فلسطينيا. الحق ان يُعطى الفلسطيني في القدس في وثيقة رسمية يُمثّل فيها، وتُضاعف التمثيل في القدس لاعتبارات كثيرة لاهمية هذه المدينة الشريفة وقدسيتها.
واكد انه يجب ان تكون فترة الإدلاء بالاصوات فترة مواجهة والتحام مع الاحتلال. اما ان يُدلي الشعب الفلسطيني باصواتهم في صناديق الاقتراع، فهذا شكل يُشكل مهزلة وكأننا رعايا نعيش في ارض ليست لنا.
** المجتمع الدولي
قال الكاتب الفلسطيني انه للأسف الشديد المجتمع الدولي لا زال رهين مصالحة، ومصالحة لازالت قائمة مع هذا الاحتلال الذي اوجده والذي يمُدّه باسباب بقائه، هناك اصوات ضعيفة لكنها ليست قوية لتدين هذا الاحتلال وتدين جرائمه، لكنها لم ترقى بعد لان تشكّل هذه الادانه حالة معاقبة لهذا الاحتلال وتجريم لهذا الاحتلال.
اسناد غزة للمقدسيين بالنار كان رسالة قوة للمقدسيين، وتهديد واضح للاحتلال
واكد ان المقدسيون قادرون ان يحموا المقدسات ولاسيما عندما يجدوا اسنادا فلسطينياً.
ونوّه الى ان اسناد غزة للمقدسيين بالنار كان رسالة قوة للمقدسيين، وتهديد واضح للاحتلال، وهذا ما اربك الاحتلال وحدّ من تفحّشه وقيّده وغلّ من يده في ملاحقة الفلسطينيين في القدس، لانه يعلم ان غزة عندما ارسلت الرسائل النارية كانت تقول "انها ستذهب الى ابعد من ذلك ان استمر هذا العدوان"، ويجب ان توقفوا هذه الاعتداءات وهذا التصعيد. وان اردتم ان توقفوا تداعي هذا التصعيد، اوقفوا الاعتداء على المصلين وانتهاكاتكم لحرمات المسجد الاقصى من خلال قطعان المستوطنين الذين يمارسون همجيّتهم ضد الشعب الفلسطيني.
/انتهى/
تعليقك