وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: حسبما اعلن رئيس البرلمان السوري، فانه من المقرر اجراء الانتخابات الرئاسية بسوريا في 26 أيار الجاري، فيما ستجري الانتخابات الخاصة بالسوريين المقيمين في الخارج في 20 أيار، وتعتبر هذه الانتخابات الرئاسية الثانية في سوريا منذ تعديل الدستور السوري في عام 2012.
تجري الانتخابات الرئاسية السورية في وقت لا تدّخر فيه واشنطن جهداً لنزع الشرعية عن حكومة هذا البلد وعن البنية السياسية السورية. واللافت للنظر انه ترشح للانتخابات السورية المقبلة قرابة الـ50 مرشحا، وافقت المحكمة الدستورية بعد المراجعات التي قامت بها لدراسة وتدقيق طلبات المرشحين، بشكل نهائي على ترشيح ثلاثة منهم فقط للمشاركة في هذه الانتخابات، وهم الرئيس "بشار الاسد" و"عبدالله عبدالله" و"محمود مرعي"، كما ان اجراء الانتخابات وفي الوضع الراهن يحمل في طياته رسائل مختلفة، ومن اهمها ان سوريا فضلا عن تثبيت قدراتها في الميدان فانها على الساحة السياسية كذلك، تمضي نحو شاطئ الاستقرار والامان، في حين ان بعض الدول التي لم تعرف صناديق الاقتراع في بلدانها، تنتقد الانتخابات في سوريا.
وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء مقابلة مع الدكتور "شفيق ديوب"، سفير الجمهورية العربية السورية في طهران،وتطرق خلالها إلى الاجواء العامة للانتخابات والإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية لإجرائها، بما في ذلك عدد المرشحين وظروف الناخبين كما استعرض موضوع اعتداءات الكيان الصهيوني على سوريا وكيفية تعامل دمشق معها.
وأعرب السفير السوري في حديثه عن ثقته بأن هناك مستقبلا زاهيا ومشرقا ينتظر سوريا ومحور المقاومة.
واليكم نص الحوار:
*كيف هي الاجواء العامة للانتخابات الرئاسية السورية؟ وكم عدد المرشحين ؟
هذه الانتخابات الرئاسية التعددية الثانية في ظل الدستور الحالي الذي تم المصادقة عليه في عام 2018، وهذه الانتخابات ستجري في موعدها الدستوري يوم السادس والعشرين من هذا الشهر (شهر ايار).
بالنسبة للسوريين المتواجدين خارج سورية ستجري انتخاباتهم في السفارات السورية حول العالم يوم الخميس الموافق 20 من أيار الجاري. ووفقاً للدستور السوري، ولقانون الانتخابات لعام 2014 وتعديلاته؛ يحق لكل مواطن سوري اتم الثامنة عشر من العمر المشاركة في هذه الانتخابات.
ما يلفت الانتباه وما هو مثير في هذه الانتخابات هو كثافة وعدد المترشحين لها؛ حيث تقدم 51 مواطن سوري بطلبات ترشحهم للانتخابات من بينهم ما يقارب 7 سيدات مترشحات وهذه سابقة جميلة في تاريخ سوريا الحديث
في الحقيقة ان ما يلفت الانتباه وما هو مثير في هذه الانتخابات هو كثافة وعدد المترشحين لها؛ حيث تقدم 51 مواطن سوري بطلبات ترشحهم للانتخابات، وما هو ملفت أيضاًأن بينهم 7 سيدات وهذه سابقة جميلة في تاريخ سوريا الحديث.
المحكمة الدستورية العليا هي المخولة وفقا للدستور ولقانونها الخاص بأن تتلقى طلبات الترشيح وتحيلها إلى مجلس الشعب السوري،للحصول على تأييد أعضاء المجلس للمترشحين وبعد ذلك يعيدها مجلس الشعب إلى المحكمة الدستورية للنظر فيها وتدقيقها ، ووفقا للدستور ولقانون الانتخابات يجب ان يحصل كل مترشح على تأييد 35 عضوا من اعضاء مجلس الشعب، ولا يحق لعضو مجلس الشعب ان يؤيد اكثر من مرشح واحد.
النقطة الثانية المهمة ايضاً؛ في موضوع الشروط التي يجب توفرها في المترشحين هي ان يكون عمر المترشح اربعين عاما.
الان تم انجاز كل هذه الاجراءات ودققت اللجنة الدستورية وفحصت طلبات المترشحين بعد عودتها من مجلس الشعب ووافقت على ترشيح 3 مرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة.
باعتقادي انه خلال ساعات قليلة سيصدر قرار عن اللجنة الدستورية بعد نظرها في الطعون التي قُدّمت من بعض المترشحين الذين لم تقبل طلبات ترشيحهم بسبب عدم توفر الشروط القانونية والدستورية المنصوص عليها، لتثبيت أسماء المرشحين بشكل نهائي.
بعد ذلك سيتم تحديد فترة 10 ايام للدعاية الانتخابية وتبدأ بعد ذلك العملية الانتخابية في مواعيدها باذن الله. اما بالنسبة الى الاجواء والاجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية؛ فأؤكد لكم ان الحكومة السورية عازمة ومصممة على اجراء الانتخابات في موعدها، وقد اتخذت كل الاجراءات والتسهيلات اللازمة لاجراء انتخابات شفافة وديموقراطية تتيح للمواطن السوري التعبير عن حريته في اختيار رئيس الجمهورية للمرحلة القادمة.
*ماهي توقعاتكم للمشاركين في الانتخابات ؟
نحن نأمل بأن يشارك الشعب السوري على اوسع نطاق في هذه الانتخابات، لان مشاركته فيها تعكس ارادته الحقيقية في المساهمة في صنع مستقبل بلده، فموضوع الانتخابات هو شأن داخلي سيادي سوري والمشاركة فيه تعكس شعور السوريين بأهمية هذه المسألة وتعكس شعورهم بالمسؤولية تجاه وطنهم ومستقبلهم ايضا.
*هل هناك مشاكل في المناطق المنكوبة والمأزومة بالنسبة للانتخابات ؟
كل المناطق التي تخضع لسيطرة الدولة الاوضاع الامنية فيها مستقرة ولا توجد مشكلة على الاطلاق والحياة عادت فيها الى طبيعتها وبامكان الشعب السوري المشاركة في هذه الانتخابات بشكل سلس ومريح في ظل الاجراءات المتكاملة التي اتخذتها وتتخذها الحكومة لاتمام وانجاز العملية الانتخابية.
*في بدايات الازمة السورية كان اكثر المحللين يعتقدون ان النظام السوري سيسقط خلال اسبوعين او شهرين على اكثر تقدير، الان الدولة السورية تقوم باجراء الانتخابات الثانية في ظل هذه الازمة وفي ظل الظروف الصعبة؛ هل هناك رسالة واضحة الى الدول الغربية والى امريكا والى الدول التي لم تقف الى جانب سوريا والى جانب الشعب السوري؟ ما هي رسالة هذه الانتخابات ؟ ففي بعض الدول العربية لا توجد مثل هذه الانتخابات ويمكن ان يكون هذا هو الذي يزعجهم ويؤرقهم ؟
النقطة الاولى؛ ان رسالة الشعب السوري من هذه الانتخابات هي ان السوريين انتصروا على الارهاب، وانهم مصممون على الدفاع عن وحدة بلدهم وسيادته واستقلاله، وأنهم لن يسمحوا لاحد بالتدخل في شؤونهم الداخلية، فقد قدموا تضحيات كبيرة للدفاع عن هذا البلد وعن سيادته.
النقطة الثانية الهامة جدا هي انه في ظل الظروف الحالية ستجري هذه الانتخابات الرئاسية وهي الثانية، منذ بدء الحرب على سورية، ما اود الاشارة اليه الان هو ان الانتخابات الحالية ستجري في ظروف افضل من العام 2014.
سوريا ماضية في مكافحة الارهاب حتى هزيمته وحتى تحرير كل حبة تراب من الاراضي السورية سواء من الاحتلال التركي او الامريكي او من كل وجود اجنبي غير مشروع على اراضيها
فسوريا صمدت بسبب التفاف شعبها حول جيشها وقيادتها وبفضل تضحيات الجيش العربي السوري تمكنت من استعادة السيطرة على معظم الاراضي السورية، وهي ماضية في مكافحة الارهاب حتى هزيمته وحتى تحرير كل حبة تراب من الاراضي السورية سواء من الاحتلال التركي او الامريكي او من كل وجود اجنبي غير مشروع على الاراضي السورية.
اذا الان تجري هذه الانتخابات في ظروف افضل من الظروف التي جرت بها انتخابات عام 2014.
اما بالنسبة الى الدول الغربية وبعض دول المنطقة من التي لا تعرف صندوق الانتخابات كانت تطالب بتحقيق الديموقراطية في سوريا.
وهناك نقطة مهمة يجب الاشارة إليها وهي ان بعض الدول التي ساهمت ودعمت الحرب الظالمة والتي استهدفت تدمير سوريا وتقسيمها وتهجير السوريين، حاولت بعد ان فشلت في تحقيق اهدافها والضغط لإفشال الانتخابات الرئاسية القادمة في سوريا.
والمدهش في الموضوع انهم اعلنوا قبل اشهر من موعد الانتخابات وحتى قبل تحديد موعدها بشكل رسمي، ان هذه الانتخابات ليست شرعية وليست ديمقراطية؟! لم ينتظروا حتى تجري هذه العملية الانتخابية لينظروا فيما اذا كانت شرعية ام لا، وفيما اذا كانت شفافة وديموقراطية ام لا، وفيما اذا شارك فيها الشعب السوري ام لا. بكل الحالات الشعب السوري ماض في خياراته الاستراتيجية، ماض في الدفاع عن وطنه، ماض في تنفيذ هذا الاستحقاق الدستوري والسيادي. شاء من شاء وابى من ابى.
*نحن نعلم ان بعض الدول في المنطقة اخطأوا في حساباتهم تجاه سوريا، منذ بداية الازمة وها هم هؤلاء يحاولون ان يرجعوا العلاقات مع سوريا؛ هناك انباء عن وفود امنية وغير امنية سافروا الى سوريا من اجل ارجاع العلاقات مع سوريا ؟
في الحقيقة سمعت بهذه الاخبار، وان كنت تشير الى الخبر الذي نشر عن زيارة الوفد السعودي الى دمشق فانا لا اؤكد ولا انفي صحة هذا الخبر، لكن ما استطيع ان اؤكده الان وبكل ثقة؛ اولا ان سوريا تجاوزت الازمة.
ثانيا ان الوضع القائم في العلاقات السورية - السعودية هو وضع شاذ واستثنائي ولا يخدم لا مصالح سوريا ولا السعودية ولا مصالح الشعبين في البلدين، كما ان هذه المواقف التي اتخذت خلال الفترة الماضية من قبل بعض الدول العربية الشقيقة لم تخدم مصالح العرب ولم تخدم مصالح شعوبهم بل بالعكس كانت سلبية على الجميع.
ما اجزمة ايضا بان الوقت قد حان لاعادة النظر في المواقف التي اتخذت سابقا، وما اؤكده لكم ايضا ان اية خطوة ستُتخذ في الاتجاه الصحيح ستكون موضع ترحيب في دمشق.
*نحن نعرف انه في الاوساط السياسية ان جزء كبير من الازمة في سوريا كان بسبب دعم سوريا للمقاومة والمجاهدين ولمحور المقاومة، وهذه الازمة هي ثمن وقوف سوريا الى جانب محور المقاومة، لماذا يحاول الغرب والكيان الصهيوني بنسف الشرعية في هذه الانتخابات من خلال ممرسات سياسية واعلامية ؟
لان هذه الانتخابات واجراءها في موعدها ومشاركة السوريين الواسعة فيها ستشكل تتويجا سياسيا مهما للانتصارات التي حققتها سوريا بتضحيات جيشها وشعبها في المجالات العسكرية والاقتصادية وفي كل المجالات.
هذه الانتخابات ستكون شاهدا واضحا وحاسما على فشل المشروع الذي استهدف وحدة سوريا واستقلالها.
*بالنسبة الى انتهاكات الكيان الصهيوني للسيادة السورية، ان مشاكل الكيان الصهيوني داخليا والتحديات الموجودة بالطبقة السياسية والاقتصادية لديه، كيف تفسرون هذه الاعتداءات من قبل الكيان الصهيوني المستمرة ؟ على المستوى الاستراتيجي في سوريا كيف ستكون ردود الفعل ؟
دعني اؤكد امراً مهماً، وهو ان الكيان الصهيوني شريك اساسي في العدوان على سوريا منذ بداية الازمة عام 2011، وقددعم وسهل ومول عمل التنظيمات الارهابية التي عاثت فسادا في سوريا والامثلة على ذلك كثيرة.
الكيان الصهيوني هو شريك اساسي في العدوان على سوريا منذ بداية الازمة عام 2011، ووقف ودعم وسهل ومول عمل التنظيمات الارهابية
نحن نذكر جيدا ان الكيان الصهيوني استقبل الارهابيين وعالجهم في مشافي الكيان ، وهناك وثائق دولية واخرى إسرائيلية مؤكدة تشير وتثبت بان اسرائيل قدمت مساعدات عسكرية ومالية ولوجستية للتنظيمات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش وجبهة النصرة، وخاصة خلال الفترة التي كانت هذه التنظيمات تسيطر على المنطقة الجنوبية من سوريا ومنطقة الجولان.
نذكر جميعا ان داعش اختطفت في عام 2014 اربعين عنصرا من وحدة "في جي" في قوات الاندوف العاملة في الجولان امام مرأى ومسمع القوات الاسرائيلية، مما اضطر قوات الاندوف التي تعمل في الجولان العربي السوري في منطقة الفصل منذ عام 1974 بموجب اتفاقية فصل القوات وبموجب قرار مجلس الامن رقم 350، للانسحاب من المنطقة.
واكثر من هذا هناك تقرير صادر عن الامين العام للامم المتحدة في عام 2017 حول عمل الاندوف في ذات العام، يشير بوضوح الى ان قوات الاندوف لاحظت وجود تواصل بين قوات الاحتلال الاسرائيلي وبين التنظيمات الارهابية في منطقة الجولان العربي السوري وقدمت مساعدات عسكرية ومادية وغيرها من المساعدات.
أضف الى ذلك أن الكثير من الوفود مما يسمى "المعارضة" السورية زارت الكيان الصهيوني وزارت تل ابيب واجرت مباحثات هناك، وبعض هذه الوفود طالبت من تل ابيب بوضع سوريا تحت الوصاية وطالبت بتقسيم سوريا.
اذا اسرائيل لا تعتدي اليوم فقط على سوريا بل هي شريك اساسي في العدوان على سوريا منذ عام 2011. التطور الذي حدث لأن هو ان الانجازات المهمة التي تم تحقيقها، واقتناع الاسرائيليين وغيرهم من الذين تآمروا على سوريا، في المرحلة الماضية بأن اللعبة تكاد تنتهي وأصبحت قاب قوسين او ادنى من النهاية، وبأن التنظيمات الارهابية على وشك الهزيمة التامة لذلك بدأت اسرائيل اعتداءاتها التي نشاهدها بين الحين والاخر؛ وهذه الاعتداءات تجري بالتنسيق مع التنظيمات الارهابية والمجموعات الانفصالية التي تعمل في سوريا وهناك مؤشرات تؤكد ان هناك تنسيق أيضاً بين الكيان الصهيوني وبين امريكا وتركيا في شن هذه الاعتداءات أو بعضها.
ما اود ان اؤكده ان هذه الاعتداءات اولا تشكل انتهاكا لاتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974 كما اشرنا سابقا ولقرار مجلس الامن رقم 350، كما تشكل انتهاكا واضحا لميثاق الامم المتحدة ولاحكام القانون الدولي.
اكد السفير السوري ان احد اهداف الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا هو دعم التنظيمات الارهابية ورفع معنوياتها
وقد طلبت الجمهورية العربية السورية مرارا من مجلس الأمن الدولي ومن الامين العام للامم المتحدة ادانة هذه الاعتداءات والعمل على وقفها، وفي نفس الوقت نحن ندرك ان احد اهداف هذه الاعتداءات هو دعم التنظيمات الارهابية ورفع معنوياتها.
واذا كنا نلاحظ ونتابع فيمكن ان نتذكر بدقة بأن الاعتداءات كانت على الدوام تتزامن مع الهزائم التي تتعرض لها التنظيمات الإرهابية،وهدفت أيضاً ومازالت تهدف الى تشتيت جهد واهتمام القوات المسلحة السورية وارباك عملها في مواجهة التنظيمات الارهابية.
على كل حال سوريا لا تقف مكتوفة الايدي، بل تتصدى دفاعاتهاالجوية لهذه الاعتداءات بشكل دائم وتسقط الكثير من الصواريخ الصهيونية، يضاف الى ذلك أن "الرد السوري" قادم ان شاء الله في الوقت المناسب، وسوريا لن تتخلى ابدا عن سيادتها ولا عن حقوقها على الاطلاق.
*كيف اربك الصاروخ الذي ضرب ديمونة حسابات الكيان الصهيوني ؟
الصاروخ سبب ارباكا كبيرا للكيان الصهيوني رغم أنهم اعتبروه "طائشاً" وعليهم ان يعتبروا ويفكروا جيداً.
لاحظ ماذا يفعلون في القدس الشريف وهم مستمرون في سياساتهم وفي انتهاكاتهم لحقوق الشعب الفلسطيني وفي تهجير الفلسطينيين وفي سياسة الاستيطان ضاربين بعرض الحائط كل المبادئ واحكام القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة ولكن مع ذلك اؤكد لكم ان الغد سيكون افضل من اليوم.
*ما هي فرص اعادة الاعمار في سوريا ومشاركة ايران فيها ؟
اولا اسمحلي ان اشير الى ان العلاقات بين الجمهورية الاسلامية وسوريا هي علاقة صداقة بنيناها بالعرق والجهد خلال عقود ووصلت الى مستوى العلاقات الاستراتيجية والى مستوى التحالف الاستراتيجي.
العلاقات بين ايران وسوريا هي علاقة نموذجية تم بناؤها بالعرق والجهد خلال عقود
وانا في هذا السياق، اود ان اغتنم هذه الفرصة لأعبر باسم سوريا قيادة وحكومة وشعبا عن الشكر والتقدير للجمهورية الاسلامية الايرانية قيادة وحكومة وشعبا على موقفها النبيل والشريف في الوقوف الى جانب سوريا خلال هذه الفترة الصعبة التي عشناها.
واؤكد ايضا انه وكما ان الشعب الايراني لم ينس وقوف سوريا الى جانبه في الحرب العراقية الايرانية وقدر ذلك كثيرا، فان السوريين لن ينسو وقوف الجمهورية الاسلامية الى جانبهم في ظل هذه الظروف الصعبة. العلاقات السورية الايرانية هي علاقات نموذجية وليس لها مثيل وليس لها بديل.
الان لدينا تحديات كبيرة في سوريا ومن ابرز هذه التحديات التعامل مع نتائج وتداعيات هذه الحرب الظالمة، وفي مقدمة هذه التحديات موضوع اعادة اعمار ما دمرته الحرب في كل المجالات، والعمل على تشجيع وتسهيل عودة المهجرين السوريين الذين هجرهم الارهاب من منازلهم؛ تأمين عودة آمنة وكريمة لهؤلاء السوريين الى بلدهم والى منازلهم لاستعادة حياة طبيعية وللمساهمة في اعادة اعمار البلاد.
الان في العلاقات السورية – الايرانية احدى اولويات الحكومتين تعزيز العلاقات في المجالات التجارية والاقتصادية والعلمية والصحية والتكنولوجية وغيرها بهدف الارتقاء بهذه العلاقات الى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين.
ان مشروع اعادة اعمار سوريا هو مشروع ضخم وكبير جدا، ونأمل بأن نرى الشركات الايرانية في مقدمة الشركات التي ستسهم في اعادة اعمار سوريا، والحكومة السورية ستقدم التسهيلات اللازمة للشركات الايرانية وللشركات من الدول الصديقة التي وقفت الى جانبنا خلال السنوات السابقة.
*بالنسبة الى التطورات السورية لقد رأينا خلال الاشهر السابقة ان الاعلام الغربي والامريكي اوجد اسفين التفرقة بين سوريا وايران وبين حزب الله وروسيا؛ كيف تقيمون هذه المحاولات الاعلامية الفاشلة ؟
ان محور المقاومة واصدقاء وحلفاء سوريا وفي مقدمتهم الجمهورية الاسلامية الايرانية وروسيا وحزب الله، كان موقفهم مهم وكبير ومساعد في الدفاع عن سوريا في مكافحة الإرهاب، وانشاء الله سيكون دورهم مهم ايضا في اعادة الاعمار.
إن اعداء سوريا تفاجئوا بالموقف الذي اتخذه محور المقاومة و اتخذته روسيا بقيادة الرئيس بوتن الى جانب سوريا والى جانب العدالة ودفاعا عن القانون الدولي، وبدون شك كان العمل على الاساءة الى العلاقات بين الدول الاعضاء في محور المقاومة فيما بينهم وبين روسيا، احد الاهداف الرئيسية التي عملت عليها القوى المعادية لسوريا والمعادية لروسيا ولمحور المقاومة.
فقد نشروا الكثير من المعلومات المضللة وغير الصحيحية بهدف التشويش على هذه العلاقات وارباكها وبهدف زرع بذور عدم الثقة بين اطرافها، لكن ما اؤكده لكم ومن خلالكم لجمهوركم الكريم، هو ان العلاقات بين محور واعضاء محور المقاومة هي في افضل حالاتها.
والعلاقة بين محور المقاومة وروسيا علاقة جيدة ومتينة، والعلاقة بين سوريا وروسيا علاقة جيدة قائمة على الثقة والتفاهم والتنسيق المشترك كما هي العلاقة ايضا بين سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية. ان كل ما نسمعه يعكس امانيهم ويعكس خيبة املهم.
*الحكومات الغربية كانت ولازالت تؤكد انه لا بد ان تخرج قوات حزب الله من سوريا في ظل ان هذا التواجد يأتي باقتراح من الحكومة السورية ؟
ان من يجب ان يغادر الاراضي السورية فورا هو القوات الامريكية والتركية الموجودة بشكل غير شرعي على الاراضي السورية والتي تدعم النتظيمات الارهابية وتسرق النفط والقمح السوري وتدعم مجوعات انفصالية مختلفة في البلاد.
القوات الروسية والوجود الاستشاري الايراني في سوريا وقوات حزب الله الموجودة في سوريا فهي موجودة بدعوة من الحكومة السورية ووجودها شرعي
اما القوات الروسية والوجود الاستشاري الايراني وقوات حزب الله الموجودة في سوريا، فهي موجودة بدعوة من الحكومة السورية ووجودها شرعي، وهو نتيجة وليس سببا؛ السبب في وجودها هو وجود الارهاب على الاراضي السورية، التي قادتها الدول الغربية واسرائيل وبعض دول المنطقة على سوريا بهدف اضعاف دورها وضربها وتقسيمها وتهجير ابنائها كما سبق واشرت في بداية الحديث.
هذه هي الاسباب التي ادت لتواجد القوات الصديقة والشقيقة على الاراضي السورية؛ اذا وجودها هو نتيجة وليس سببا وعلى أولئك الذين يطالبون بانسحاب هذه القوات اولا ان يسحبوا قواتهم هم القوات الموجودة على الاراضي السورية بشكل غير شرعي، وثانيا ان يوقفوا دعمهم للارهاب وتآمرهم على سوريا.
*ما هو دور الحاج قاسم سليماني في مكافحة الارهاب ؟
ان العلاقات السورية – الايرانية كما اشرنا تعمّدت بالدم،فلدينا شهداء مشتركون وعلى رأسهم الشهيد الحاج قاسم سليماني، الحاج قاسم سليماني له ايادي بيضاء في مكافحة الارهاب ومحاربة الظلم والاحتلال ليس فقط في سوريا وحدها بل ايضا وفي فلسطين والعراق و المنطقة كلها.
انا افضل هدية نقدمها لروح الشهيد سليماني هي الاستمرار في دعم محور المقاومة والاستمرار في دعم ثقافة المقاومة والاستمرار في تعزيز علاقاتنا الثنائية في كل المجالات
اعتقد باننا يجب ان نستمر في تعزيز علاقاتنا كما كان يتطلع إليها الحاج قاسم سليماني، ويمكن ان تكون افضل هدية نقدمها لروح الشهيد سليماني هي الاستمرار في دعم محور المقاومة والاستمرار في دعم ثقافة المقاومة والاستمرار في تعزيز علاقاتنا الثنائية في كل المجالات.
في النهاية انا اشكركم باسمي وباسم زملائي في السفارة السورية على اتاحة هذه الفرصة واتمنى لوكالتكم المزيد من التوفيق وارجو ان تكونوا مطمئنين بان الامور بخير وباننا نتجه الى المستقبل بكل ثقة، مع التأكيد.
على أن لدينا تحديات كثيرة، والرئيس القادم للجمهورية العربية السورية، لديه ملفات كثيرة مهمة ومعقدة، وربما يكون من ابرزها اولا العمل على اجلاء القوات المحتلة للاراضي السورية، بالاضافة الى المضي في مكافحة الارهاب، ومعالجة نتائج وتداعيات العقوبات القسرية الاحادية الغير شرعية والغير قانونية التي فرضتها امريكا والاتحاد الاوروبي على الجمهورية السورية، وبالاضافة الى جائحة كورونا، يضاف الى ذلك موضوع اعادة اعمار سوريا واعادة المهجرين الى بيوتهم.
ومع صعوبة هذه الملفات وهذه التحديات اؤكد بان سوريا بشعبها وبجيشها وقياتها، قادرة على التعاطي مع هذه التحديات والتعامل معها بنجاح وعلى الانتقال الى مرحلة جديدة مزدهرة نعيد فيها ازدهار الاقتصاد والصناعة في لبلاد.
شكراً لكم واتوجه من خلالكم بالتهنئة الى ايران قيادة وحكومة وشعبا بحلول عيد الفطر السعيد، وكل عام وانتم بخير، واتمنى لكم ولبلدكم المزيد من التقدم والازدهار./انتهى/
تعليقك