٢٦‏/١٢‏/٢٠٢١، ٦:٣١ م

محلل سياسي لـ"مهر":

طهران الأكثر إلتزاماً بالإتفاق النووي أخلاقياً وسياسياً/ الجانب الأوروبي سيكون الخاسر الأكبر

طهران الأكثر إلتزاماً بالإتفاق النووي أخلاقياً وسياسياً/ الجانب الأوروبي سيكون الخاسر الأكبر

إلتزم الجانب الإيراني بالإتفاق النووي أخلاقياً وسياسياً أكثر من جميع الأطراف رغم العقوبات والحصار الجائر المفروض على الجمهورية الاسلامية، ورغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق المُبرم بشكل احادي في يوم 8 مايو عام 2018 رسمياً.

وكالة مهر للأنباء - الدكتور حسان الزين: تدحرجت المفاوضات النووية الايرانية الى الجولة السابعة وكانت كما أكد المسؤولون من جميع الأطراف المتفاوضة بأنه هناك تقدم إيجابي وتفهّم ممكن أن يُبنى عليه في الجولة الثامنة، ولعل دوافع الولايات المتحدة الأمريكية للوصول الى إتفاق أكثر من دوافع الجمهورية الإسلامية لإعتبارات عديدة أهمها:

العامل الداخلي المتأرجح لحاكم واشنطن جون بايدن وخاصة بعدما كثّف الرئيس المخلوع رونالد ترامب من إطلالاته الإعلامية والتلفزيونية، والعامل الأهم هو تفلّت السيطرة ابتداءً من النظام العالمي القائم لجمهورية الصين الشعبية الى الأزمة الأوكرانية مع روسيا.

المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة وإطلاق الصواريخ البالستية بمدلولات سياسية تفاوضية واضحة لها الأثر البالغ في ردع الأعداء عن ارتكاب حماقات أو خلط الأوراق في حسابات الإدارة الإسرائلية والأمريكية

هذان العاملان هما في هذه اللحظات الحرجة يدفعان الإدارة الأمريكية لتبنّي سياسة مرنة وتراجعية في مفاوضات فيينا، وإن كانت بنظام الخطوة بخطوة، وإذا أخذت بالحسبان الموقف الثابت للقيادة الإيرانية ومرونة الأداء للوفد المفاوض وإتقان إدارة الوقت مع قوة الثبات والحجة يمكن نستنتج بعض الملاحظات:

١- كانت المناورات العسكرية الإيرانية الأخيرة وإطلاق الصواريخ البالستية بمدلولات سياسية تفاوضية واضحة لها الأثر البالغ في ردع الأعداء عن ارتكاب حماقات أو خلط الأوراق في حسابات الإدارة الإسرائلية والأمريكية، فعندما تصل المفاوضات الى طريق مسدود وخسارات واضحة تلجأ الإدارة المركزية الى خلط عسكري يعيد لها بعض القوة المفقودة لذلك ان احتمال ضربة جزئية موجهة الى ايران وارد وإن كانت احتمالاتها ضئيلة من حيث التحليل لأن قوة الرد الإيراني الآتية على لسان القادة العسكريين أقلها بتدمير الكيان العبري ومسحه عن بكرة أبيه، ولعلّ المناورات الأخيرة أجابت على المكر البريطاني المتزايد في منطقة الشرق الاوسط.

٢- هناك جانبان في المفاوضات؛ الجانب الأمريكي هو الأهم لأن إدارة جون بايدن هي المطالبة بالضمانات للإتفاق الجديد القديم، وهذا من الصعب جداً الإقرار به أمريكياً لأن النظام الأمريكي هو نظام لا يملك أي ضمانات دستورية وقانونية لأي إتفاق فعلى الدوام هناك مناطق فراغ يستطيع الرئيس المنتخب النفاذ منها، وكذلك الكونغرس الأمريكي، فالضمانات هي أمر مستحيل حصوله أمريكياً.

أما بالنسبة الى الجانب الإيراني هو أكثر جانب مُلتزم أخلاقياً وسياسياً، وبالتالي ليس لديه مشكلة الرجوع لأنه بالأساس هو لم يخرج رغم الإجراءات المنطقية والطبيعية للموقف الرسمي والشعبي والبرلماني.

النظام الأمريكي يملك أي ضمانات دستورية أو قانونية لأي إتفاق فعلى الدوام هناك مناطق فراغ يستطيع الرئيس النفاذ منها، وكذلك الكونغرس، فالضمانات هي أمر مستحيل حصوله أمريكياً

٣- إن الإعتماد على المفاوضات من ناحية اقتصادية يكون مجازفة في المجهول، لذلك الملاحظ أن هناك تقدماً اقتصادياً غير مُنتظِر نتائج النمسا، ومن هنا نفهم بعض التحركات الإقتصادية في الجمهورية الاسلامية الايرانية.

٤- إن المفاوض الأوروبي لا يمتلك الكثير من مساحات التفاوض، وبالتالي سيكون الخاسر الأكبر إن لم يتعاطى بشكل أكثر جدية ومسؤولية.

فعلى الرغم من كل التفاؤل بالجولة الثامنة إلا أن هناك أوراق اللحظات الأخيرة التي يطرحها الأمريكي فالظاهر أن الأمور لن تكتفي بهذه الجولة فنحن على أبواب جولة تاسعة وعاشرة، ماذا يحضر الامريكي وماذا يستفيد من المماطلة والتسويف ؟ لعلها تنتظر المفاوضات المباشرة./انتهى/

رمز الخبر 1920682

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha