وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: اشتدت التظاهرات الشعبية في الشارع العراقي في الآونة الاخيرة بعد مصادقة القضاء العراقي على نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، حيث قضت المحكمة الاتحادية في العراق، في وقت سابق اليوم الإثنين، برد الطعن المقدم من رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري بشأن نتائج الانتخابات التشريعية، وذكرت المحكمة خلال تلاوة القرار، أن للحزب السياسي الحق بالطعن بقرار المجلس خلال 3 أيام من الإعلان الرسمي.
واشار المتظاهرون بأن العملية الانتخابية شابهها الكثير من التزوير والتلاعب، مؤكدين ان الطعون التي قدمناها إلى المحكمة الاتحادية كانت مُحكمة ومنطقية ومقبولة، ولو قدمت لأي محكمة دستورية في أي بلد يحترم الديمقراطية لكان كافياً لإلغاء نتائج الانتخابات، مطالبين الاتحادية بعدم الرضوخ للضغوط الخارجية والداخلية.
وفي هذا الشأن عقدت وكالة مهر ندوة خاصة حول التحولات والتطورات الأخيرة على الساحة العراقية "تطورات الشارع العراقي ما بعد الانتخابات" ومحاولة بعض الدول لاستغلال الفجوة بين الحكومة العراقية والشعب لزعزة الامن والاستقرار في العراق، وتمت مناقشة آخر المستجدات الإقليمية، وآخر التطورات في العراق، حيث عُقد هذا الاجتماع بقاعة المؤتمرات بوكالة مهر وتحدث في هذه الجلسة مدير مؤسسة ألوان للحوار والباحث والخبير الأكاديمي العراقي الدكتور "حيدر البرزنجي"، وأشار الى عدة نقاط مهمة كان أهمها:
** تداعيات نتائج الانتخابات العراقية على الشارع العراقي وعلى المشهد السياسي
قال الخبير والاكاديمي العراقي: "في البداية كان للتظاهرات دور أساسي ورئيسي في مرحلة من الاستنزاف التي حاولت الولايات المتحدة وحلفائها أن تقسم الكتل السياسية التي أنشأت وساهمت وشكّلت الحشد الشعبي، فخرج المُتظاهرون لكي يُعبّروا عن اعتراضهم وامتعاضهم من نتائج الانتخابات التي يتواجد فيها ملفات قانونية تُثبت بأنه تم التلاعب بها وأن هناك تزوير".
وأضاف: "فلولا هذه التظاهرات التي وُجهت بعنف كبير مما ادى الى استشهاد شخصين في هذه التظاهرات، وبالتالي كان يُراد من هذه التظاهرات بأن تكون سطحية ان صح التعبير، لكنها اخذت طابع جماهيري أكبر بعد ان تم استئناف المُتظاهرين".
** مخرجات الانتخابات العراقية
اكد الدكتور حيدر البرزنجي ان الانتخابات ومُخرجات الانتخابات ليست هي المُتحكم الوحيد في تشكيل الحكومة، فهناك اعتبارات سياسية وإقليمية ودولية تدخل في صلب تشكيل الحكومة العراقية.
ونوّه الى ان البعض يقول: لماذا هذا التدخل ؟ اقول لهم ان هذا ليس تدخلا انما هو عبارة عن تجالبات، ونحن جزء من منظومة، ولا يُمكن أن ننفصل عن هذه المنظومة، وبالتالي أعتقد ان هذه الحكومة (توافقية وليست أغلبية وطنية) وبتشكيلاتها ذهبت بإتجاه التوافق.
** تأثير المنظمات غير الحكومية الامريكية على المشهد السياسي ومستقبل العراق
اشار مدير مؤسسة ألوان للحوار الى ان الولايات المتحدة الامريكية أنشات ودعمت ثلاثة آلاف من منظمات المجتمع المدني خصوصاً في الوسط والجنوب وان كان البعض منها في شمال العراق، كانت وما زالت الغاية من هذه المنظمات هو بث روح الفتنة والتفرقة والتغيير الديموغرافي للعادات والتقاليد الاسلامية والعربية. وبالاضافة الى ذلك قضايا دعم المرأة ودعم حقوقها التي سُلبت في الغرب قبل أن تُسلب في الشرق، كل هذه تأتي وتصب من اجل اثارة وإباحة الكثير من الفواحش الفكرية والعُرفية والاجتماعية بين المُجتمع على ان تكون قضية طبيعية.
المنظمات الامريكية كان بها دور في تنشئة جيل جديد بمِقياسات ومَقاسات مُعينة بهدف اِبعاد هذا الجيل عن العادات والتقاليد والاسلام تحديداً، حتى لا يأتي جيل جديد مقاوم يبحث عن حقّة وحقوقه
واكد انه كان دور هذه المنظمات هو تنشئة جيل جديد بمِقياسات ومَقاسات مُعينة بهدف اِبعاد هذا الجيل عن العادات والتقاليد والاسلام تحديداً، حتى لا يأتي جيل جديد مقاوم يبحث عن حقّة وحقوقه. وبالتالي نجد ان هذه المنظمات ما زالت تعمل وتُدعم بالأموال ويُغدق عليها، وهي للأسف عناصر جذب لمجموعة كبيرة من الشباب.
وذكر ان هدف هذه المنظمات وما يُراد منها هو ان تكون هناك مجاميع مختلفة من الشباب لدفعها باتجاه المشاركة بالعملية السياسية. فعندما انطلقت التظاهرات كنا نرى اغلب هذه التظاهرات هم من برنامج "ايدل" الذي انشأته امريكا ودرّبتهم على القيادة حتى يزجّوا بهم داخل المؤسسات الحكومية، ثم يُسيطروا على الواقع المجتمعي و السياسي، وبعدها ينتهي دور الشيعة ودور المقاومة، وهذا جزء من الحرب الناعمة التي تستخدمها الولايات المتحدة الامريكية.
** ذكرى استشهاد قادة النصر
قال الدكتور حيدر البرزنجي حول "الشهيدين المهندس والحاج قاسم سليماني رضوان الله عليهم، وهذا الحضور المبارك للشهيد قاسم سليماني وللحضور المبارك للجمهورية الاسلامية ومساعدتها للعراق بكل ما يحتاجه عتاد وسلاح ودعم لوجستي ومن خبراء".
ان خلال هذه المدة وخلال هذه الفترة التي كان فيها الحضور المبارك للشهيد قاسم سليماني ليس فقط في منطقة واحدة بل في جميع المناطق والمحافظات، وانتصار مدينة آمرلي يجب ان يُكتب بماء الذهب، لانها انتصار لم يُسبق ان حُقّق من قبل، حيث ثبتوا وثُبّتوا شيباً وشباباً ونساءً واطفالاً محاصرون من جميع الجهات والجوانب، ولم يستسلموا بل انهم صبروا وصمدوا ولم ينهاروا حتى جاء الشهيد قاسم سليماني وتم تحريرها على يد هذا القائد الهُمام واعلن فيها النصر بحنكته وبفكره وبجهوده".
الشهيدين "قاسم سليماني" و"ابو مهدي المهندس" كانا بطلين مغوارين تشهد لهما ميادين القتال وساحات المعارك، ويشهد لهما الوجدان وكل انسان
واضاف: "ماذا أقول فيمن قال فيه "اللهم إنّا لا نعلم منه إلا خيراً"، ماذا أقول بمن لم ولن يشهد له التاريخ الحديث. هؤلاء رجالٌ تشهد لهم ميادين القتال وساحات المعارك، ويشهد لهم الوجدان وكل انسان، هؤلاء هم الثلّة الطيبة الطاهرة النقية التي ينطبق عليها مصداق اصحاب الحسين سلام الله عليه، فقال اللهم اني لا أعلم أصحاباً أوفى وأنكى وأرقى من أصحابي".
ونوّه الى ان قادة النصر هم مصداق لهذا الأمر، فهم خرجوا من أجل الدفاع والدفع بالدين وبالإنسانية، فدافعوا عن المُستضعفين، ولم يأخذوا بعين الاعتبار الاعتبارات المذهبية فقد كانوا للسّنة قبل أن يكونوا للشيعة، وكانوا للمسيحيين وللايزديين قبل ان يكونوا للمسلمين، ويشهد لهم القاصي والداني بما قدّموا". هذه الدماء الزكية هي احد اهم اسباب الانتصارات التي سطّرها التاريخ الحديث ولن يُسطّر مثلها.
وفي الختام يسرني ويسعدني ان اكون اليوم في وكالة مهر في طهران ذات الرصانة الحقيقية التي تعتمد المصادر الحقيقية الخبرية بلا تزييف ولا تحريف ولا تعتمد على المصادر الوهمية، لا تُظلّل ولا تُقلّل من أي خبر، هذه الوكالة تمتلك امكانات صحفية كبيرة وطاقات غير محدودة في جميع أقسامها.
/انتهى/
تعليقك