وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه استغرب مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا، محمد مرندي، تسريباتِ الجانب الغربي التي اتهمت إيران بـ"وضع شروطٍ ومطالبَ جديدةً في كلِّ مرةٍ نكاد نصل فيها الى اتفاق".
وقال مرندي إنَّ "تقييم الأوساط الغربية ليس دقيقاً، والقضايا التي نطرحها موجودةٌ منذ اليوم الأول من المفاوضات"، كما استغرب الحديث الغربي عن التوصل إلى 98% من التفاهمات، والقول إنَّ "حل الباقي يقع على عاتق الإيرانيين".
وذكر مرندي في حديث للميادين أنَّه "ما لم يقبل الأوروبيون متطلبات إيران، والوفاء بالاتفاق النووي الذي يتضمن رفع العقوبات والتحقق من رفعها، وكذلك تقديم الضمانات، فلا يمكننا عقدُ صفقةٍ".
وأضاف أنَّه "بدلاً من محاولة لعب حربٍ نفسيةٍ وإعطاء معلوماتٍ خاطئةٍ لوسائل الإعلام، يمكنهم معالجة القضية الحقيقية، ثم يمكننا عقد صفقة عاجلاً أم آجلاً".
وأوضح مرندي، ردّاً على سؤالٍ حول العقد التي لا تزال مستعصيةً على الحل، أنَّ "هذه العقد ليس جديد، وقد ظهرت الخلافات والمشاكل منذ اليوم الأول"، متابعاً: "لقد تمَّ حل بعض القضايا، لكن البعض الآخر لا يزال قائماً، ويتعين على الأوروبيين والأميركيين القبول بأنَّ إيران لن تمنحهم تنازلاتٍ لإعادة خرق الاتفاق النووي مرةً جديدةً".
وأشار مستشار الوفد الإيراني المفاوض في فيينا إلى أنَّ وفد بلاده "يأمل أيضاً بالتوصل إلى اتفاقٍ قريباً، وأن يتمَّ حلُّ العديد من القضايا"، ولكنه استدرك أنَّه "لا تزال هناك مشاكلُ مهمَّةٌ، وما لم تحل تلك المشاكل لا يمكن للإيرانيين الموافقة على صفقةٍ، لأن تلك المشاكل ستصبح فيما بعد قضايا كبيرةً ستمنع تنفيذ الصفقة".
كما أوضح أنَّ "الأوروبيين والأميركيين لا يستطيعون أن يغمضوا أعينهم عن الواقع، وعليهم قبول التنفيذ الكامل، ولكي يكون التطبيق مقبولاً ومعقولاً من جميع الأطراف، يجب عليهم حل القضايا المتبقية، وليس محاولة الضغط على إيران لقبول شيءٍ ليس في صالحها".
وعن المهلة الزمنية التي حددها الجانب الأميركي للتوصل الى اتفاق قبل نهاية الشهر الجاري، علّق مرندي أن "الأميركيين والأوروبيين تحدّثوا بالفعل عن العديد من المواعيد النهائية، والإيرانيون تجاهلوهم، فالمواعيد النهائية ليست مهمةً بالنسبة لنا".
وأشار إلى أنه "نريد صفقةً في أسرع وقتٍ ممكنٍ لأنَّ الأوروبيين والأميركيين يحاولون معاقبة النساء والأطفال، ونريد تحرير النساء والأطفال من العقوبات الغربية".
وتابع: "نحن في عجلةٍ من أمرنا، لكننا لن نندفع نحو صفقةٍ سيئةٍ. لذا، إذا كان الأمر يستغرق يومين أو أسبوعين أو شهرين أو عامين، فهذا لا يُحدث فرقاً، لأن الصفقة السيئة هي صفقةٌ سيئةٌ".
وبيّن مرندي أنَّه "إذا أظهر الأميركيون والأوروبيون مرونةً وعقلانيةً، فيمكن حل القضايا المتبقية بسرعةٍ كبيرةٍ، ولكن إذا كانوا يريدون الاستمرار في التباطؤ، فسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً"، وشدَّد على أنَّ "الأمر يتوقّف عليهم، لأن إيران لم تترك الصفقة ولم تنتهكها، هم من فعل ذلك، وعليهم الآن الاتفاق على صفقة يمكن أن تطمئن الإيرانيين بأن التاريخ لن يتكرر".
وكانت أوساط غربية مشاركة في المفاوضات قد قالت للميادين إنَّ الحوار مع الجانب الإيراني وصل إلى مراحلَ حاسمةٍ ومفصليةٍ، وأن الأمور قد تترجم بسرعة الى اتفاقٍ نهائيٍّ "في حال قرر الجانب الإيراني وقف شروطه وطلباته التي لا نستطيع تقديمها أحياناً".
وأضافت أنَّ "الإيرانيين وفي كل مرة تصل الأمور إلى خواتيمها، ونعتقد أننا قد ننجز الاتفاق، يُخرجون شروطاً ومطالبَ إضافيةً، وأحياناً مستحيلة التطبيق".
وقالت هذه الأوساط إنَّ "98% من الخلافات قد توصلنا إلى مخارجَ وحلولٍ لها، وما تبقى هو فقط ما يصر الجانب الإيراني على تحقيقه".
ورفضت هذه الأوساط تحديد مهلةٍ زمنيةٍ لنهاية العملية التفاوضية، لكنَّها أكَّدت أنَّ "هدفنا هو اختتام المفاوضات قبل نهاية الشهر الجاري، وإذا استطعنا الاتفاق قبل هذا الوقت فلن نتأخر، والمسألة متعلقةٌ بالجانب الإيراني".
/انتهى/
تعليقك