وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: يجمع باحثون سياسيون ان الموقف البناني تجاه مسالة ترسيم الحدود موقف موحد من الحكومة البنانية والجيش والمقاومة اساسه عدم التنازل عن الحقوق والثروات والسيادة اللبنانية.
وتشير التقارير الى أن هناك حدثين هما الذين رتبوا لزيارة هوكشتاين التي اتت تحت ضغط الوقائع وليس ضمن المسار التي تسير فيه حركة اموس، حيث انه ليس سراً ان حركة اموس كانت قد وصلت لطريق مسدود بزيارته الاخيرة، والتي استند فيها الرد اللبناني الرسمي الى الاجتماع الثلاثي الذي عقد في القصر الجمهوري في الثامن عشر من شهر اذار هذا العام والذي لازال هذا اللقاء يشكل المرتكز الاساسي للموقف الموحد الذي سيسمعه اموس هوكشتاين من رئيس الجمهورية اللبنانية.
فالحدث الاول هو وصول المنشأة الغازية الضخمة "ENERGEAN POWER" الى سواحل شمالي فلسطين، والحدث الثاني هو اطلالة سماحة السيد حسن نصر الله منذ ايام وحجم الزلزال الذي احدثته في حركية هذا المسار سياسيا على الاقل.
وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج "محمد رعد"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** ما هو تقييمكم للمرحلة السياسية القادمة، على ضوء تحديد موعد الإستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس القادم؟، وهل حسم حزب الله أمره من حيث اختيار إسم لرئاسة الحكومة؟
بطبيعة الحال ستكون المرحلة السياسية القادمة هي مرحلة تثبيت القوى لخياراتها وفعاليتها بعد الإنتخابات النيابية المحلية، وفي ضوء تطور الأوضاع الإقليمية والدولية، والتداخل، والتعقيد هو سمة المرحلة المقبلة؛ لأن مواجهة التسلط والهيمنة الأمريكية هي مواجهة محلية وإقليمية ودولية.
وعلى قوى المواجهة ان تحسن توزيع الصدمات، والتركيز على مكامن الضعف لدى العدو من إنهاكه، وإشغاله، وإحراز التقدم ضد مشروعه، وفرض الإنكفاء عليه؛ وهذا يتطلب صموداً ووعياً لخطوات العدو واستهدافاتها، وجرأة في الإقدام، والإلتفاف على تلك الخطوات، واستخدام عنصر المفاجأة المتسارع والمدروس.
محلياً؛ نتجه خلال الايام الفاصلة عن موعد الاستشارات النيابية الملزمة لحسم تسمية رئيس الحكومة المكلف المطلوب ان لا يكون عبئا في مسار المواجهة بالحد الادنى ، فضلا عن ان يكون عاملا مساعدا في مواجهة مشروع فرض الهيمنة على البلاد.
** ما هو تقييم حزب الله للأداء الرسمي خلال زيارة أموس هوكشتاين الأخيرة، وهل لدى الحزب قناعة أنّ هذا المسار سيفتح جديّاً على استحصال لبنان لِحقه في مياهه وثروته؟
نحتفظ بتقييمنا لما حصل حتى الآن في التعاطي مع مسألة ترسيم الحدود البحرية ونترقب المجريات، وضوابط موقفنا تتلخص في اعتبار أن استخراج العدو للغاز من المنطقة المتنازع عليها هو عدوان مدان ومرفوض قطعاً، وان الترسيم هو شأن رسمي وطني من مسؤولية الدولة اللبنانية المعنية بالحرص على التمسك بحق لبنان في كل حبة تراب ونقطة ماء ضمن سيادته.
وندرك ان العدو لن يستجيب بسهولة لهذا الحق، لذا فإن المقاومة تضع نفسها في موقع الحامي والمدافع عن سيادة لبنان لتعزيز الموقف الرسمي والوطني العام للبلاد.
** في ظل ارتفاع الهمس عن حرب قادمة قد تبدأ شرارتها من الإحتكاك النفطي مع العدو، وتتسع لتشمل المنطقة بأكملها، إلى أي مدى يعتبر حزب الله أنّ ظروف هكذا مواجهة تلوح في الأفق؟
في كل مراحل مقاومتنا نستلهم قول أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب (ع): "لا تتمنوا الحرب، لكن كونوا لها على أهبة".
العدو هو الذي يبدأ الحرب عادة والمقاومة هي دفاع مشروع عن النفس وعن الوطن، وفي تقديرنا ان العدو الصهيوني لن يستسهل التورط في حرب الان بل سيعمد الى توظيف اقصى الضغوط التي يمكن ان يحث الامريكي على استخدامها ضد لبنان من اجل وضع يده على اوسع مدى نفطي يستطيع اختلاسه منه.
ونعتقد ان لبنان بتضامنه الوطني العام وبمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة" قادر حتماً على تحمل تلك الضغوط ومواجهتها دون خضوع.
** في ظل الإطلالة الأخيرة لسماحة السيد حسن نصرالله والتي رسم فيها خريطة الطريق التي يراها حزب الله وطنياً لمقاربة هذا الملف، برأيكم ما هو الهامش الزمني الذي يعتقده حزب الله مُتاحاً، قبل الدخول بمرحلة جديدة من المواجهة، خاصةً أن تسويف الوقت لم يعد ممكناً، كما قال سماحته؟
طالما ان العدو يجانب رغماً عنه التورط في العدوان، ويمتنع عن استخراج الغاز من المنطقة المتنازع عليها، فإن سيف الوقت يعمل لصالح لبنان وليس لصالح الكيان الصهيوني وراعيه الامريكي.
نعم حين يبدأ العدو باستخراج الغاز غير مبال بموقف لبنان، حينئذ لن يبقى هامش لاضاعة الوقت.
** بعد أن نجح حزب الله وحلفائه في تثبيت يوم الإنتصار الطويل، بإنتخاب المجلس وهيئته، وبعد أن نال غسان سكاف ٦٠ صوتاً في لحظة اجتماع للخصوم... هل لدى الحزب إيمان بإعادة تثبيت التجربة في تسمية رئيس الحكومة؟
ما يحصل مرةً يمكن أن يتكرر كل مرة طالما أن إرادة حصوله قائمة وإن المصلحة تقتضي ذلك، طبعاً المسألة لا تحصل استنساخاً إنما نتيجة توفر جملة وقائع ومعطيات بين يدي الحزب تسمح له بإعادة تثبيت ما يخدم مصلحة البلاد.
** ماذا عن المقاومة في عيدها الأربعين؟
المقاومة الإسلامية حين تبلغ الأربعين عاماً من عمرها يفوح نهجها المعتق بالخبرة والنضج والتضحيات أريجاً يملأ فضاء الناس المكافحين في سبيل رفع الظلم، وردع العدوان، وانجاز التحرر، وتحقيق السيادة، واستشعار الكرامة بطعمها الحقيقي.
وبمقدار ما تغدو متجذرة في المجتمع قيَماً وأصولاً ومعادلات، بمقدار ما تظلل فروعها الوارفة اعراف الإنتصار وآليات العيش المطمئن والطليق في حركة الإنتاج والتطوير والإبداع والتعبير عن المكنونات الحضارية لانساننا اللائق بالحياة الحرة والكريمة.
/انتهى/
تعليقك