وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه لم تمض ساعات على اعلان السيد مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي حتى صعدت جماهير التيار الصدري من مواقفها، اعتصام البرلمان تمدد ليتحول الى اقتحام للقصر الحكومي والتوجه صوب نقاط اخرى مهمة داخل المنطقة الخضراء قبل ان تتدخل القوات الامنية لتفريق المتظاهرين، نتائج التصعيد وفق مصادر امنية عشرات القتلی والجرحی في صفوف القوى الامنية والمتظاهرين.
واصدر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اوامر بفتح تحقيق عاجل في الاحداث التي شهدتها المنطقة الخضراء، وفرضت الحكومة العراقية حضراً شاملاً للتجوال وشددت اجراءاتها الامنية في بغداد وبقية المحافظات مع التزام الجيش والقوى الامنية اقصى درجات الانذار الذي رافقه انتشار مكثف لا سيما بالقرب من الدوائر الحكومية والمصارف تحسبا لأي تصعيد مستقبلي.
ان دعوات للحوار والابتعاد عن العنف او المساس بمؤسسات الدولة هي المحاور التي كثفت القوی السياسية المختلفة المطالبة بها وبينها الاطار التنسيقي والرؤساء الثلاثة وكذلك الحال مع فحوى بيان خرجت به بعثت الامم المتحدة في العراق.
وسط هذا التصعيد الخطر بدأ السيد مقتدی الصدر اضراباً عن الطعام حتی يتوقف العنف واستعمال السلاح وذلك وفقاً لما أعلنه رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة حسن العذاري الذي أضاف ان ازالة الفاسدين لاتعطي أحداً مهما كان مسوغاً لاستعمال العنف من جميع الاطراف.
وحذر وترقب يسود الشارع العراقي جراء التطورات المتسارعة للاحداث والتي تزامنت مع بدء سريان حظر شامل للتجول، تطورات يصفها مراقبون بأنها الأكثر خطورة على النظام السياسي القائم منذ العام 2003.
فرنسا تطالب بإيقاف "الاشتباكات الدامية" في العراق
أعربت فرنسا، اليوم الثلاثاء، عن "بالغ قلقها" بعد أحداث المنطقة الخضراء ببغداد، فيما طالبت بـ"اقصى درجات ضبط النفس وإيقاف الاشتباكات الدامية".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها نقلته وكالة فرانس برس إن "فرنسا تشعر بقلق بالغ إزاء الأحداث الجارية في بغداد وفي العديد من المحافظات، والتي أوقعت العديد من الضحايا".
وأضافت أن "فرنسا تدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتطالبهم بتحمل المسؤولية ووقف الاشتباكات الدامية على الفور".
كما دعت الخارجية الفرنسية "جميع القادة السياسيين العراقيين إلى إعادة تأكيد تمسكهم بالإطار الدستوري العراقي واحترام نزاهة المؤسسات العراقية التي يجب أن تعمل دون عوائق".
وشدد البيان الفرنسي على "ضرورة أن ينخرط جميع الفاعلين السياسيين العراقيين في حوار وطني حقيقي وبناء ويخدم مصلحة الشعب العراقي لتلبية تطلعاته إلى السلام والاستقرار والأمن".
السيد حسين السيد اسماعيل الصدر يدعو الجميع للحوار والتهدئة
دعا آية الله الفقيه السيد حسين السيد اسماعيل الصدر، جميع العراقيين إلى الحوار والتهدئة.
وقال السيد الصدر في بيان تلقته وكالة الانباء العراقية (واع)، "ندعو جميع أبنائنا إلى الحوار، وإلى التهدئة، وإلى حمل مطافئ الحريق ضد نيران الفتنة، وإن كان لا بدّ فالصمت أولى، والجلوس في البيت أنفع وأتقى".
أدناه نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ۖ وَٱعْلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
صدق الله العليّ العظيم
أبناءنا العراقيين الأكارم..
في هذا الوضع المتوتر والملتبس، وفي ظلّ التوترات والاحتراب الداخليّ، لا يسعنا إلا أن نقدّم كلامنا لكلّ سامع، وندعو جميع الأطراف السياسية والمجتمعية المتوترة، إلى سحب السلاح وإيقاف كل التشنجات والاستهدافات، والتي أسفرت حتى الآن عن سقوط ضحايا ومصابين في مناطق مختلفة من العراق، الأمر الذي آلمنا وأوجع قلوبنا.
أبناءنا الأكارم..
يُنتظرُ منكم أحزاباً وفعالياتٍ مجتمعية بناء العراق، لا إذكاء النيران، وأن التشنجات السياسية مهما عَلَت واشتدّت فهي أفضل من رصاص وكراهية لا يُسهم إلا بمزيد من التدمير والثكالى والأرامل واليتامى، وأن الله جلّ وعلا ينظرُ لكل كلمة، وأن التاريخ لا يرحم، فمَن يُنتظر منه تقديم أفضل ما باستطاعته لبناء مجتمعه، لا يُنتظر منه أن يسحب سلاحه ويوجهه لأخيه الذي يشاطره الجنسية والدين والمذهب والرقعة الجغرافيّة.
يا أبناء عليّ والحسين، امتزجت دماؤكم بمعارك التحرير ضد الإرهاب، وتنتمون لذات القبائل الكريمة، وترفعون أياديكم بالدعاء تحت ذات القباب، فما عدا ممّا بدا؟ وكيف يمكن للتشنجات السياسية أن تفعل هذا بسكان البيت الواحد؟
إنكم من أب واحد وأم واحدة، وفي وقت يُمكن أن يُفهم فيه الانشطار السياسي، لكن من غير المنطقي أو الإنساني، بل ليس من الدين من شيء، أن تكون هناك حرب بين الأخوة، فلا يظنّن أحد منكم أن الرصاصة الخارجة من بندقيته إنما تتجه لآخر، بل هي منطلقة من سلاحه إلى صدره نفسه، ومن أخيه لأخيه.
ندعو جميع أبنائنا إلى الحوار، وإلى التهدئة، وإلى حمل مطافئ الحريق ضد نيران الفتنة، وإن كان لا بدّ فالصمت أولى، والجلوس في البيت أنفع وأتقى.
وآخر دعوانا أن يحفظ الله العراق والعراقيين وأن يجنّبهم كل سوء وشر.
السلطات العراقية تؤكد تعرض المنطقة الخضراء لقصف بـ4 صواريخ
أعلنت خلية الإعلام الأمني الحكومية، اليوم الثلاثاء، تعرض المنطقة الخضراء لقصف بأربعة صواريخ أدى الى اضرار بمجمع سكني.
وقالت الخلية في بيان إن "المنطقة الخضراء ببغداد تعرضت لقصف بأربعة صواريخ سقطت في المجمع السكني".
وأضافت الخلية أن القصف "أدى الى حدوث أضرار في المجمع، حيث كان مكان انطلاقها من منطقتي الحبيبة والبلديات شرقي العاصمة".
وكان مصدر امني إنه نتيجة القصف اقدمت السفارة الأمريكية على تفعيل صفارات الإنذار من دون معرفة تفاصيل أكثر.
ووجه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، مساء الاثنين، بتعطيل الدوام الرسمي ليوم غد الثلاثاء، في جميع محافظات البلاد، واستمرار حظر التجوال الشامل، وذلك على خلفية التطورات الأخيرة وصدامات المنطقة الخضراء.
وتدور اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في المنطقة الخضراء التي تضم مقاراً حكومية وبعثات دبلوماسية، حيث تعرض محيط مبنى السفارة الأمريكية إلى قصف بخمسة صواريخ هاون، كما أجلت السلطات الهولندية، موظفي سفارتها في بغداد إلى مكان آخر نتيجة توتر الأوضاع.
وحتى الآن، سقط عشرات القتلى والجرحى من المتظاهرين وقوات الأمن العراقية، نتيجة الصدامات التي جرت داخل المنطقة الخضراء، منذ أن بدأت قوات مكافحة الشغب محاولة فض احتجاجات الصدريين في القصر الحكومي.
/انتهى/
تعليقك