وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن الرئيس السوري، قال في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، ردا على سؤال حول إمكانية زيادة عدد القواعد العسكرية الروسية في سوريا، إن "النظرة إلى القواعد العسكرية لا يجب أن ترتبط بموضوع مكافحة الإرهاب، مكافحة الإرهاب هي أمر قائم حاليا ولكنه سيكون مؤقتا، ولا يمكن للوجود العسكري الروسي في أي دولة أن يبنى على شيء مؤقت، نحن نتحدث عن توازن دولي، وجود روسيا في سوريا له أهمية مرتبطة بتوازن القوى في العالم".
وأضاف "نعتقد أن توسيع الوجود الروسي في سوريا هو شيء جيد يخدم هذه الفكرة، وإذا كان هذا التوسع في دول أخرى ربما في مناطق أخرى سيخدم نفس الفكرة، فنعم نقول إن هذا شيء قد يكون ضروريا في المستقبل".
وتابع قائلا: "لا يمكن للدول العظمى اليوم أن تحمي نفسها أو أن تلعب دورها من داخل حدودها، لابد أن تلعب الدور من خارج الحدود، من خلال حلفاء موجودين في العالم أو من خلال قواعد (عسكرية)".
كذلك أكد الرئيس السوري، على أهمية أن تكون القواعد العسكرية الروسية في سوريا مسلحة بأفضل الأسلحة كي يكون لها تأثير رادع.
وتعليقا على إمكانية نشر أسلحة وصواريخ فرط صوتية في القواعد العسكرية الروسية في سوريا، قال الأسد: "طبعا إذا كنت ستبني قواعد فليس الهدف أن تكون القواعد ضعيفة من الناحية العسكرية، يفترض أن تكون القواعد كي يكون لها تأثير بالردع أو بالتوازن أن تسلح بأفضل الأسلحة، هذا هو الشيء الطبيعي والمنطقي، سواء كانت صواريخ فرط صوتية أو أية أسلحة أخرى أكثر تقدما".
ورفض الأسد الكشف عما إذا كانت موسكو ودمشق قد اتفقتا على تصدير أنظمة دفاع جوي إضافية إلى سوريا قائلا: "كما قلت حصل لقاء اليوم بين وزيري الدفاع ناقشا فيه كل الجوانب العسكرية ولكن لا يمكن أن نعلن عن القضايا العسكرية التخصصية التي نوقشت خاصة ما يتعلق بموضوع الأسلحة".
وتمتلك روسيا قاعدتين عسكريتين في سوريا، وهما قاعدة حميميم الجوية التي تقع في محافظة اللاذقية، وقاعدة طرطوس البحرية، حيث استخدمت القوات الروسية القاعدتين في عملياتها العسكرية لمكافحة الإرهاب على الأراضي السورية.
ووصل الرئيس السوري إلى العاصمة الروسية موسكو أول أمس في زيارة رسمية، هي الأولى من نوعها منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وجدد على "دعم سوريا لروسيا في حربها ضد النازية التي يدعمها الغرب".
كما شدد على "ضرورة إعادة التوازن إلى العالم اليوم وإلا سيتجه إلى الانفجار والدمار".
الأسد: سألتقي بأردوغان في حالة واحدة فقط
كما أكد الرئيس السوري ، أن إمكانية عقد لقاء مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، مرتبطة بخروج تركيا من الأراضي السورية، والتوقف عن "دعم الإرهاب".
وقال الأسد، إنه "بالنسبة للقاء مع الرئيس أردوغان فهذا يرتبط بالوصول إلى مرحلة تكون تركيا فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب في سوريا.. هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين أردوغان، عدا عن ذلك ما هي قيمة هذا اللقاء ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟".
وأضاف الأسد، أن سوريا "تثق بالطرف الروسي، الذي لعب دور الوسيط لتسهيل الاتصالات ولكن ضمن الأسس التي تستند إليها السياسة الروسية، وهي احترام القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، ونبذ الإرهاب، ووحدة الأراضي السورية، وسيادة الدولة السورية على أراضيها، وخروج القوات الأجنبية غير الشرعية من الأراضي السورية".
وتابع الأسد أن "أي شيء يمكن أن يغير مسار الحرب باتجاه إنهاء هذه الحرب مع استعادة كامل الحقوق السورية واستعادة الأراضي المحتلة واستعادة سيادة الدولة السورية كاملة، نحن لا بد أن نسعى باتجاه تجريبه.. وهذا ما تعمل عليه روسيا بالتعاون مع سوريا".
الأسد: روسيا وسوريا تخططان لأربعين مشروعا استثماريا
كما اشار الرئيس السوري في مقابلة مع وكالة نوفوستي، ان سوريا وروسيا ستوقعان اتفاقية تعاون اقتصادي خلال الأسابيع المقبلة، وستتضمن 40 مشروعا استثماريا في مجالات الطاقة والصناعة والنقل وبناء المساكن.
وأضاف الأسد: "خلال سنوات الحرب في سوريا كانت اللقاءات بيننا مع الرئيس الروسي تتطرق إلى ملفات وكل الزيارات السابقة كانت هامة لكن هذه الزيارة تتميز بشيء أكثر أهمية من جانبين.. الجانب الأول، هو الجانب السياسي، وهو اللقاء الأول بيني وبين الرئيس بوتين بعد بدء الحرب الأوكرانية، وربما بعد انتهاء أزمة كورونا. لأن كورونا والحرب الأوكرانية، هما اللذان أثرا على مجمل الوضع العام في العالم، الآن نرى بأن التحالفات في العالم تغيرت، والاصطفافات في العالم تغيرت. كان لا بد من القيام بالنقاش، لتحليل هذا الوضع لنضع تصورا مشتركا سوريا روسيا، نحدد فيه كيف نتعامل مع المرحلة المقبلة. هذا من جانب. من جانب آخر، اجتمعت اللجان المشتركة عدة مرات بين الطرفين الروسي والسوري ولكن لم تكن النتائج بمستوى الطموحات، هناك تبادل تجاري، وتطور، ولكنه ما زال ضعيفا".
وتابع الأسد قائلا: "في هذه المرة اجتماع اللجنة المشتركة، كان مختلفا، ركز على نقاط محددة، تحديدا على المشاريع الاستثمارية، حتى الاتفاقية التي سيتم توقيعها، تتجه نحو 40 مشروعا استثماريا محددا في مجالات الطاقة، والكهرباء، والنفط والنقل في مجال الإسكان، في المجالات الصناعية، في مجالات مختلفة أخرى كثيرة".
وأوضح الأسد: "حاليا تمت دراسة المشاريع، وسيتم توقيع الاتفاقية لاحقا خلال أسابيع، ولكن هذه النقطة تركت لكل مشروع ولكل شركة على حدة، فكل مشروع سيقيم بشكل منفصل لاحقا، هذا جزء من آلية متابعة المشاريع وإنجاحها، ولكن تأتي لاحقا.. الفكرة كانت هي أهداف الاتفاقية أكثر ما هي الأرقام حاليا".
المصدر: سبوتنيك+ وكالات
/انتهى/
تعليقك