وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم كل عام بمولد النبي محمد صل الله عليه و آله وسلم، الذي بعث ليتمم مكارم الأخلتعاليم التوحيد الأساسية.
يعتبر يوم ميلاد النبي محمد، الذي ولد في اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول، فرصة لكثير من الناس للإشادة بأخلاقه الحميدة ورسالته المقدسة، وتخليد ذكرى وجوده.
ومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم - الذي يصل نسبه إلى النبي إسماعيل بن النبي إبراهيم عليهما السلام ولد في مدينة مكة في شبه الجزيرة العربية يوم الجمعة، اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول القمري، سنة 570 م في عائلة نبيلة كان آباؤها وأجدادها من زعماء قريش. ونشأ محمد صل الله عليه وآله وسلم ليصبح شاباً جيداً. وعُرف بحسن أخلاقه، لقب بالأمين.
وبحسب الشيعة الاثني عشرية، فإن بعثة النبي (ص) بدأت في 27 رجب/ 25 يونيو 610. وفي السنوات التي سبقت البعثة، أمضى محمد (ص) الكثير من الوقت في عبادة الله. وكان يسكن شهرًا في غار يقال له حراء في الجبال، ويعبد الله هناك. وفي سن الأربعين، نزل جبريل الأمين على محمد (صلى الله عليه وسلم) أثناء اعتكافه في الكهف وتلا عليه أول ما نزل من القرآن وأخبره أنه نبي الله.
وبفضل جهود النبي (ص) انتهى عصر الجاهلية، وتحول المجتمع العربي المشرك إلى مجتمع توحيدي في وقت قصير. وفي نهاية حياة النبي، كان كل شخص في شبه الجزيرة العربية تقريبًا قد اعتنق الإسلام. واستمر عدد المسلمين في النمو منذ ذلك الحين، وأصبح الإسلام الآن الدين الأسرع نموًا على مستوى العالم.
وقد أوصى النبي (ص) أتباعه بالتمسك بتعاليم القرآن وأهل البيت (ع). وقد عين الإمام العلى(ع) خلفاً له في مناسبات مختلفة طوال حياته، بما في ذلك حادثة الغدير.
ويُنظر إلى الأئمة الأبرار على أنهم خلفاء النبي الشرعيون، ليس لأنهم أقرباء إليه، بل لأنهم يمتلكون الصفات الأساسية للقيادة الدينية والسياسية.
في كل عام، وفي يوم ذكرى المولد النبوي، يجتمع المسلمون من جميع أنحاء العالم للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة وإحياء ذكراها. وبحسب روايات أهل السنة فإن المولد النبوي هو يوم 12 ربيع الأول. وهذا العام، احتفل الفلسطينيون في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، الخميس، بذكرى ميلاد النبي صل الله عليه وآله وسلم وسط قيود مشددة.
نظمت دائرة الأوقاف الإسلامية حفلا دينيا في الحرم الإبراهيمي تخللته خطب وأناشيد دينية احتفالا بالحدث. كما تم تزيين البلدة القديمة في الخليل بالبالونات والحبال الخفيفة واللافتات بمناسبة المولد النبوي الشريف.
كما احتفل المسلمون في مصر بالمولد النبوي الأسبوع الماضي. توافد المسلمون من جميع الأعمار إلى المساجد للصلاة وقراءة القرآن وتلاوة القصائد المخصصة للنبي. كما تم تنظيم الحفلات الموسيقية والمعارض والبرامج الدينية هناك.
وفي إيران، كما هو الحال في البلدان الإسلامية الأخرى، يتم الاحتفال بهذه المناسبة كل عام بمشاركة حشود كبيرة من الناس. وفي إيران، ستقام فعالية بين يومي 12 ربيع الأول و17 من الشهر القمري، تعرف باسم أسبوع الوحدة الإسلامية. تم الاحتفال به لأول مرة في إيران في منتصف الثمانينيات وبناءً على مرسوم الإمام الراحل الخميني، ويحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بأسبوع الوحدة الإسلامية بين هذه التواريخ.
كما يتم الاحتفال بالسابع عشر من ربيع الأول بذكرى ميلاد شخصية أخرى مهمة في الإسلام، وهو محي تعاليم وسنة النبي، الإمام السادس للمسلمين الشيعة، الإمام جعفر الصادق (ع).
أشرقت شمس وجود الإمام جعفر الصادق في السنة 83 للهجرة في المدينة المنورة. والإمام جعفر الصادق (ع) له نفس تاريخ ميلاد نبينا الكريم محمد(ص)، والمسلمون في جميع أنحاء العالم يحتفلون بذكرى ولادة الإمام الصادق إلى جانب الإحتفال بذكرى ولادة النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم.
للإمام جعفر بن محمد(ع) ثلاثة ألقاب؛ الصادق، والفاضل، والطاهر. وكان أبوه الإمام محمد الباقر (ع) سعيداً جداً ومسروراً بولادة ابنه. وأمه أم فروة حفيدة محمد بن أبي بكر أحد أصحاب الإمام علي (ع).
من أجل تدريب طلابه، استفاد الإمام الصادق (ع) من الوقت الذي لم تكن فيه دكتاتورية وقسوة، لأن العباسيين والأمويين كانوا في صراع سياسي مع بعضهم البعض على السلطة.
وبهذا سار الإمام الصادق (ع) على خطى أبيه. المدرسة التي أنشأها الإمام الباقر (ع) تم توسيعها على يد الإمام الصادق (ع). لم يقتصر تلامذة الإمام الصادق على الشيعة؛ بل إن أهل السنة أيضاً استفادوا من علمه. وكان العديد من الزعماء السنة المعروفين من تلاميذ الإمام بشكل مباشر أو غير مباشر.
بدأت حياة الإمام الصادق (ع) المضطربة سنة 83 هـ وانتهت سنة 148 هـ، وقضى 31 سنة من حياته في حضرة أبيه الكريم.
/انتهى/
تعليقك