المعركة في الجنوب مفتوحة ويمكن أن تتحول لحرب شاملة إذا توفّرت شروطها

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: صرّح الامين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، انه في الايام الأخيرة، تم استخدام نوع جديد من المسيّرات والصواريخ، وأوضح سماحته انه حصل ارتقاء في العمل المقاوم، كمي ونوعي، من ناحية الأسلحة والعمق.

وأضاف سماحته خلال كلمته: هذه المرة الأولى التي نستخدم المسيّرات الانقضاضية وصواريخ البركان حيث زنة المتفجرات فيه ما بين 300 إلى 500 كلغ تنزل على رؤوس قوات العدو.

وفي هذا الصدد، صرح سيادة العميد الركن الطيار "بسام ياسين" أنه هنالك تطور نوعي في حجم الاعتداء وبعمق الاعتداء وبالتالي هذه معركة مفتوحة ممكن ان تتحول الى حرب شاملة عندما تتوفر الشروط الواقعية لهذه الحرب، كأن يطور " الاسرائيلي" هذه المعركة ويفتح الجبهة من قبله بشكل كبير، عندها تجد نفسها المقاومة مضطرة للرد وفقا لهذا التطور.

ولأهمية التطورات الأخيرة الحاصلة في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، ولبحث مآلاتها وإمكانية تطورها، اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة "وردة سعد" حواراً صحفياً مع سيادة العميد الركن الطيار "بسام ياسين" وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

ما تعليقكم على المسيّرات التي ضربت مؤخراً منطقة الجليل، وبحيرة طبرية، وهل هذا تطور كبير في قواعد الإشتباك ، خاصة بعد سقوط سبعة شهداء من المقاومة في غاره على منطقة تدمر ؟

مما لا شك فيه ان الغارة التي حصلت على منطقة تدمر والتي ارتقى على إثرها شهداء من المقاومة، كان لها رد من المقاومة بواسطة مسيرات تجاوزت المنطقة المسماة قواعد الاشتباك، ولان الفعل كان على مسافة بعيدة جدا عن الجبهة كان الرد بنفس الطريقة، قواعد الاشتباك تم انتهاكها لعدة مرات وبعمق متتالي، وسماحة السيد تحدث عن هذا الموضوع، قواعد الاشتباك اصبحت ساقطة اصبح هناك تجاوز لها ولمنطقة العمليات بالعمق ولمسافات كبيرة حتى بالنوعية ان كان بالمسيرات او بالصواريخ وحتى بصواريخ الكاتيوشا التي طالت 20 كم من منطقة الجبهة، هذا الرد هو رد طبيعي على الاعتداء والعمق الذي وقع فيه تم تجاوز كل قواعد الاشتباك التي كانت موضوعة سابقا.

هي حرب حقيقيه تحدث على جبهة الشمال، يقول إعلام العدو، ما إمكانيات تدحرج هذه الحرب المحدوده، إلى مواجهه شامله، ربطا بالميدان الفلسطيني، وتقييم محور المقاومه للمعطيات والتطورات القادمه ؟

بدون أدنى شك منذ الثامن من أكتوبر كل يوم هناك عمليات على جبهة الشمال.. هذه العمليات على جبهة الشمال هي حرب حقيقية يومية يصدر عنها عمليات متعددة ان كان على المراكز العسكرية المعادية او حتى على التجمعات السكنية المعادية في المستعمرات ومن كيبوست، بكل الاحوال تطور هذه العمليات مشروط بأمرين:
* تطور الامور في غزة، سيما ان هناك تمادي في الحرب من قبل العدو، والتوغل البري بدأ منذ اسبوعين على غزة ومسلسل الإجرام على غزة فاق كل التوقعات رغم صمود المقاومين.
* الجبهة الشمالية الفلسطينية _جنوب لبنان_، هناك تطور نوعي في حجم الاعتداء وبعمق الاعتداء وبالتالي هذه معركة مفتوحة ممكن ان تتحول الى حرب شاملة عندما تتوفر الشروط الواقعية لهذه الحرب، كأن يطور " الاسرائيلي" هذه المعركة ويفتح الجبهة من قبله بشكل كبير، عندها تجد نفسها المقاومة مضطرة للرد وفقا لهذا التطور. لن نكون البادئين بتوسيع هذه المعركة الى معركة شاملة انما نحن بموقع الدفاع وبنفس الوقت موقع الدعم للمقاومة الفلسطينية والضغط على الجبهة الداخلية "الاسرائيلية".

المعركه البريّه بعد عشرة أيام على بدءها من قبل العدو ، ما هو التشخيص الدقيق لِواقع هذه المعركه ، وحدود التقدم الذي أحرزه العدو وفعاليته ؟

المعركة البرية العدو كانت متوقعة، وكان متوقع ان يتم شطر قطاع غزة الى شطرين شمالي وجنوبي نتيجة واقع الارض، الارض تسمح بتوغل الدبابات من الشرق الى الغرب وهذا ما قام به العدو مع بدء هجوم من الشرق ومن المال ومن البحر بنفس الوقت.
حجم التوغل الاسرائيلي لا زال في المناطق المفتوحة والمناطق المحاذية للمناطق المأهولة مع بعض الاختراقات في بعض الاماكن، وكان هناك استدراج للعدو ببعض الاماكن سيما بمحيط مستشفى الشفاء للدخول بسهولة ليتم وضع كمائن كبيرة نتائجها ستظهر خلال اليومين المقبلين، لان الاسرائيلي حتى الان لم يفصح عن خسائره وفي بعض الامكنة هناك تراجع لانه يجد نفسه بين فكي كماشة، بالتالي صمود غزة هو الاساس، صمود المقاومين في غزة هو الاساس، إلحاق الاذى بالقوات المتقدمة والمتوغلة هو الاساس، وهذا ما تعمل عليه المقاومة في الليل والنهار بالرغم من كثافة القصف المدفعي والجوي والمراقبة في الجو والبحر".

المقاومه وصمودها حتى الأن ، وضعية التحكم والسيطره ، إطلاقات الصواريخ، معارك الشوارع ضد الدروع ، والإجهاز على دبابات العدو من النقطه صفر ، أفق الثبات والاستمرار بالمواجهه بالنسبة للمقاومة؟

كل إمكانات المقاومة والصمود الذي تمتلكها حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية مفعلة بإتجاه غزة ومنع الهجوم البري، حتى هناك عمليات مشتركة تقوم بها بعض الفصائل مع بعضها البعض في عدة محاور، حتى الان يمكن ان أجزم ان غزة صامدة في وجه العدوان رغم كل الخسائر رغم كل الدمار رغم كل الجراح رغم كل الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي، الا ان غزة صامدة وصمودها هو مفتاح الفرج وان شاء الله يكون هناك فرض لوقف اطلاق النار، وتوقف الاعتداء على غزة..
لا يوجد أدنى شك ان المقاومة أعدت نفسها جيدا لمقاومة الاحتلال في غزة، وما نشهده يوميا من عمليات منها ما يتم الاعلان عنها ومنها ما لم نعرف بها، وهذا دليل على صمود غزة في وجه الاعتداءات، حتى الان لا يوجد اي نصر كبير في غزة، كل ما يقوم به هو عمليات تدمير جرائم بحق المستشفيات، بحق السكان.
من يتحكم بالميدان حتى الان المقاومة الموجودة في غزة، وستكون ان شاء الله منتصرة وتمنع العدو من تحقيق اهدافه، قتال الشوارع هو قتال صعب جدا، والقتال في الامكنة التي فيها مباني ليس سهلا حتى على القوات الاسرائيلية التي تدخل الى غزة، حتى الفرق الدمرعة ستجد نفسها مطوقة حكما لان حجم الدمار الواقع في غزة يمنع من تحرك هذه الآليات الكبيرة، ولذلك يتم الاستعانة بالجرافات لتحاول فتح الطرقات او لتسد انفاق، ولتساعد القوات المتوغلة، الا ان المقاومة في عملياتها للتصدي امام العدو تقوم بالحاق ضررا كبيرا بالجرافات والاليات وبالقوى المتوغلة وحتى قوى المشاة المرافقة للدبابات تجد نفسها عرضة للنيران وعرضة للاشتباك من اماكن غير معروفة من قبلهم، وهنا دور المقاومة في الخروج من الخنادق والالتحام على مسافات قصيرة جدا مع العدو، العامل المعنوي عند المقاومين مرتفع جدا هناك معركة جهادية كبرى تقوم بها المقاومة في غزة وان شاء الله تكون منتصرة.

/انتهى/