٠٨‏/٠٢‏/٢٠٢٤، ٧:٠١ م

كيف تعلمت ان لا احكم على النصب التذكارية

كيف تعلمت ان لا احكم على النصب التذكارية

عندما سمعت كلام محامية أيرلندية من أصل جنوب إفريقي، تستذكر كلام كاهن في كنيسة بيت لحم (بناء على شكوى ضد حكومة نتنياهو من الإبادة الجماعية للفلسطينيين أمام محكمة لاهاي)، اعادت لذهني هذه الذكرى منذ بداية الستينيات في مدينة عبادان المحاصرة وفي مركز لايواء اللاجئين في كنيسة غارابت المقدس.

وكالة مهر للأنباء، القسم العربي، يقول الكاتب حبيب احمدزاده.

كانت أول ليلة في العيد وكان عمري 16 سنة، ومضى وقت طويل و تمثال يجسد امرأة محجبة وطفل متوفي بين يديها اثر انفجار في ساحة الكنيسة يلفت انتباهي، كما كان هناك شظية واضحة قد اصابت قلب تلك السيدة، حيث كنت اعتقد لفترة طويلة ان هذا التمثال رمز للسيدة مريم وطفلها عيسى المسيح (ع)، ربما لأنه لم يكن لدي علم بالتاريخ المعاصر ولم أتمكن من فهم الكلمات العبرية أو الأرمنية ، فقط استطعت قراءة الرقم (1915) المكتوبة في أسفله ولم اتمكن من فهمه حتى. في الليلة الأولى من العيد، وبالتحديد في وقت تحويل العام ، جاء كاهنان من أصفهان إلى الكنيسة ليأخذوا أثاثهم الديني الذي بقي سليماً من الحرب، وبطبيعة الحال، تسبب لهم صوت انفجارات العدو في ردود الفعل الطبيعية التي اعتدنا عليها نحن القرويين خلال الأشهر الستة من الحصار، كانت تلك الليلة غريبة للغاية، وخاصة انها ليلة تحويل العام وفي ظل ظروف الحرب هذه بالنسبة لأشخاص مثلي، كان مدافعًا شابًا عن المدينة يعيش أول عيد بعيدًا عن اجواء العائلة، لكن في الواقع هؤلاء الكهنا لم يأتوا إلا لأخذ الأثاث ولاحقًا تحولت هذه الذكرى إلى رواية باسم (الشطرنج مع آلة يوم القيامة) حيث بدأت تضح لي الصورة، وخاصة عندما أدركت أثناء الحرب أن طبيعة هذا النصب للامرأة والطفل لم يكن له علاقة بمريم والمسيح، بل يتعلق بمجزرة قتل الأرمن في نفس التاريخ من بداية القرن، والذي كان مكتوب على اسفل هذه المنحوتة...

ويمكنكم مشاهدة تكملة القصة والدفاع الهادف للمحامي الجنوب أفريقي في محكمة لاهاي بناء على أقوال وأسئلة راعي كنيسة بيت لحم الموجهة لكل شعوب العالم، وكذلك نص الكتاب (الشطرنج مع آلة يوم القيامة) عن التمثال التذكاري في الفيديو القصير أعلاه.

حاشية: الصورة الملونة في نهاية الفيديو تتعلق بالأبطال الأربعة الحقيقيين الذين ارتكزت رواية (الشطرنج مع آلة القيامة) على حياتهم، من اليمين: أسد الله، أمير، قاسم، و(أنا الكاتب) و برويز، الذين يحملون نفس الأسماء في الكتاب.

مصور هذه الصورة: المرحوم همايون شهنواز مخرج المسلسل الذي لا ينسى (دليران تانجستان)

رمز الخبر 1941182

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha