وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال الرئيس الأسد في مقابلة متلفزة مع صحفي روسي نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) ردا على سؤال بشأن ما يحصل في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي "إذا تحدثنا عن حالة غزة، فالفلسطيني أولاً ليس دولة تعتدي على دولة من الناحية القانونية، وليس شعباً آخر يأتي ليحتل دولة أو أراضي شعب آخر في دولة مجاورة، هو صاحب هذه الأرض، وهو الذي احتُلت أرضه، وهو الذي يُقتل منذ نحو ثمانين عاماً تقريباً، فلا نستطيع أن نتحدث عن الوضع اليوم من دون أن نتحدث عن المشكلة عموماً، لا نستطيع أن نتحدث عن غزة وحدها، فهي جزء من الموضوع الفلسطيني".
وأضاف، “إسرائيل” معتدية، تقتل الفلسطينيين لأنهم يدافعون عن أنفسهم، هذا هو بالمختصر، فلا يوجد أدنى مبرر لا سابقاً ولا حالياً لاستخدام “إسرائيل” القوة ضد الفلسطينيين، بخلاف الواقع الفلسطيني الذي يدافع عن نفسه، فهو يستطيع أن يستخدم القوة لكي يحمي أرواح أبنائه، بالرغم من أنه ليس دولة، هم مجموعات من المدنيين لديهم سلاح كمقاومة، ولكن لا يوجد لديهم لا دولة ولا جيش، فلا يمكن المقارنة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني في هذه الحالة.
وفيما يتعلق بإقامة حوار جديد مع الغرب، قال الرئيس الأسد "نحن نحاول أن نبني علاقات جيدة مع الغرب منذ خمسين عاما، وكان هناك مسؤولون جيدون عاقلون، البعض منهم لديه أخلاق ولكنهم لم يتمكنوا من فعل شيء لأن المنظومة السياسية عندهم هي منظومة بيع وشراء وليست منظومة مصالح مشتركة كما يقال".
وردا على سؤال آخر فيما إذا كان هناك تغير عالمي تجاه سوريا، قال الرئيس السوري، عندما تتمسك بمصالحك الوطنية وبمبادئك فربما تدفع ثمناً وتتألم، وربما تخسر على المدى القريب، لكن على المدى البعيد سوف تربح. سوف تربح الوحدة الوطنية ولاحقاً لا بد أن تتغير الأحوال وتربح كل شيء تطمح إليه في وطنك.
وأضاف، تجارب الدروس الموجودة من خلال العلاقة مع أمريكا من شاه إيران إلى ما بعد، كلها نماذج تدل على أن العلاقة مع الغرب هي علاقة مؤقتة، فإذا قدمت للغرب كل ما يريد فهو سيستخدمك وسيدعمك، ولكن عندما ينتهي دورك سوف يلقي بك في سلة المهملات، انتهى دورك، هذا حصل مع شاه إيران وحصل مع كثير من الأسماء التي لا أريد أن أذكرها الآن في عدة دول لأنها ربما ستثير حساسيةً، البعض منها في دول عربية لأشخاص وقفوا مع أمريكا في كل مفصل وعندما احتاجوا أمريكا لم تقف معهم، بكل بساطة هذا هو الغرب، فالغرب لا يستخدم الأخلاق بينما أنت عندما تقف مع مصالحك الوطنية فالشعب سيقدر هذا الشيء ولو كان مختلفاً معك بالسياسات.
وتابع، بالنسبة لموضوع الديكتاتورية والديمقراطية لا يمكن لدول قتلت عشرات الملايين بعد الحرب العالمية الثانية، أنا لا أتحدث عن الحرب العالمية، من الحرب الكورية حتى اليوم عشرات الملايين من المواطنين أو الأبرياء قتلوا في العالم بسبب السياسات الغربية وبشكل مقصود، هجموا واحتلوا العراق فأفغانستان وليبيا وسورية وغيرها من الدول، هل يحق لهؤلاء أن يتحدثوا بالديمقراطية أو بحقوق الإنسان، أو بالقانون الدولي أو بالأخلاق، فإذا سمعت تقييماً من هؤلاء فهو لا يختلف عن شخص لص في الشارع يأتيني ويشتمني، أقول له لا قيمة لكلامك، الحقيقة أن كلام المسؤولين الغربيين ليس له قيمة، لم يعد له قيمة، لذلك علينا ألا نضيع وقتنا في تقييمهم هم أقل من أن يقولوا من هو جيد ومن هو سيئ.
ورد الأسد مازحا على سؤال حول ما إذا كانت العقوبات التي يفرضها زيلينسكي قد انعكست عليه: "تسببوا لي في اضطراب عصبي".
وأكد الأسد: "إنه ممثل كوميدي، وهذه كانت مهنته قبل الرئاسة، وبالمناسبة، كان أكثر نجاحا في دور الممثل الكوميدي، من زعيم للأمة".
وقال الرئيس الاسد خلال المقابلة مجيبا على سؤال عن الجهة الغربية التي يمكن بناء حوار معها: "إذا قررت أن تتواصل مع شركة تجارية ــ على سبيل المثال ــ من أجل بناء علاقة تجارية ستجد أن الشركة تتألف من مسؤولي مبيعات، ومدراء أقسام مختلفة، وهؤلاء جميعا يخضعون لمدير تنفيذي. وأخيرا هناك مجلس إدارة يمثل المالكين".
"في ما يتعلق بالغرب، وبخاصة الولايات المتحدة، نجد أن رؤساء أمريكا هم مديرون تنفيذيون، لكنهم ليسوا مالكين. فإذا تحدثت مع المدير التنفيذي، فسوف يلتفت إلى رئيس مجلس الإدارة لمعرفة رأيه وقراره".
"أما الرؤساء الأوروبيون فهم مدراء إدارات ولن يفعلوا أي شيء، إلا بعد الرجوع للمدير الأعلى (التنفيذي). هؤلاء لا يتخذون أية قرارات، بل يفعلون كل ما يقوله المدير".
"ومن يشغلون مقاعد مجلس الإدارة، هم من يملكون الحق باتخاذ القرار، وهم من يمكنهم مناقشة القضايا السياسية، لكن المشكلة تكمن في أنهم تجار حروب، وهم مهتمون فقط بإشعالها".
"إذا دعوتهم للحرب سيدعمونها ويعطونها المال، أما خلاف ذلك مما لا يحقق لهم مكاسب، فلا يعنيهم".
وأشار الرئيس السوري، إلى أن "المحرك الأساسي في الغرب هو “المصالح اللحظية والمؤقتة والشخصية ومصالح الجماعات". وخلص الأسد إلى استنتاج أن “كل شيء هناك يتمحور حول المال والنفوذ الشخصي”.
/انتهى/
تعليقك