١٦‏/٠٤‏/٢٠٢٤، ١٠:١٩ ص

عملية "الوعد الصادق"... خبرات اكتسبتها إيران لصالحها ودروس لقنتها لإسرائيل

عملية "الوعد الصادق"... خبرات اكتسبتها إيران لصالحها ودروس لقنتها لإسرائيل

بعض الأشخاص الذين اعتبروا في السابق أن الهجوم المباشر على إسرائيل غير مرجح بسبب "تخوف إيران من رد محتمل"، يعتبرون الآن عدم سقوط ضحايا في هذا الهجوم سببا لفشله.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انها ردت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على اعتداء الكيان الصهيوني على قنصليتها في دمشق، لأول مرة من أراضيها من خلال تنفيذ عملية "الوعد الصادق"، واستخدمت في هذا الهجوم مجموعة محدودة من الأسلحة بعيدة المدى لإظهار قوتها على استهداف أي جزء من الاراضي الفلسطينية المحتلة من أي جزء من البلاد.

في غضون ذلك، فإن بعض الأشخاص الذين كانو يعتقدون في السابق أن الهجوم المباشر على إسرائيل غير مرجح بسبب "خوف إيران من رد محتمل"، والآن بعد أن تم تنفيذ مثل هذا الهجوم على عكس توقعاتهم، يدلون بتصريح كاذب في الفضاء الإلكتروني ويجادلون بأنه "نظرًا لأن هذا الهجوم لم يسفر عن أي إصابات، فهو لم يكن ناجحًا!"

هذا وان يكن لدى الشخص أقل معرفة بالجغرافيا السياسية للمنطقة، فهو يعلم أن استهداف اسرائيل بشكل لن يؤدي إلى مقتل أحد أو خسائر كبيرة، يكون أصعب بكثير من الاستهداف بشكل يؤدي إلى الخسائر والضحايا، بسبب الافتقار إلى العمق الاستراتيجي بمعنى آخر، في أراض لها عرض جغرافي محدود وكثافة سكانية عالية وقرب المناطق الحضرية والصناعية من الحدود، فإن إصابة حتى صاروخ غير مستهدف يمكن أن تسبب خسائر في الأرواح، فلذلك من المؤكد أن تحديد المناطق العسكرية غير المأهولة هو يعبر من جانب، عن وجود إشراف استخباراتي إيراني بشكل كامل على الخريطة الجغرافية للكيان الصهيوني ومن جانب اخر يظهر الدقة العالية للصواريخ التي تم إطلاقها.

ومع ذلك، وبغض النظر عما إذا كان رد إيران التاريخي على الكيان الصهيوني أدى إلى سقوط ضحايا على الأرض أو ما إذا كانت إيران قد حددت أهدافًا بشرية في سيناريو هذا الهجوم أم لا، فإن نفس هذا الهجوم كان قيما لعقيدة إيران الدفاعية والأمنية لأسباب عدة، فهي:

1- أظهرت إيران بصواريخها بعيدة المدى وطائراتها المسيرة، لديها القدرة على استهداف أي نقطة في الأراضي المحتلة؛ وبمعنى آخر، أنها أظهرت للعالم قدراتها الصاروخية بعيدة المدى بشكل عملي لأول مرة.

2- أنها أظهرت لا تخشى المواجهة المباشرة مع إسرائيل، وعلى عكس المزاعم الباطلة، فإنها لم تختبئ وراء حرب بالوكالة مع الكيان الصهيوني.

3- وحدها (وبدون دعم واستخدام قدرات فصائل المقاومة) تستطيع مواجهة أعدائها.

4- بهجوم مركب وواسع النطاق (بالصواريخ والطائرات المسيرة) انها تستطيع بسهولة اختراق نظام الدفاع الإسرائيلي متعدد الطبقات (القبة الحديدية، نظام آرو، نظام مقلاع داوود والطائرات المقاتلة) ونظام باتريوت الأمريكي المساند لإسرائيل.

5- من الآن فصاعدا، ترد الجمهورية الاسلامية الايرانية على أى عدوان صهيوني من أراضيها وهذا يعني رفع مستوى الردع أمام التهديدات الإسرائيلية.

6- انها تستطيع _متى شاءت_ أن يغير قواعد اللعبة، بما يتجاوز توقعات الخبراء وأجهزة المخابرات.

7- لا يزال عدم التمتع بالعمق الاستراتيجي (قرب الحدود من المناطق الحضرية والصناعية بسبب محدودية خطوط العرض) أكبر مشكلة ونقطة ضعف لدى الكيان الصهيوني، مما يجعل جبهته الداخلية معرضة بشكل كبير للهجمات الجوية.

وبالنظر إلى هذه النقاط، يمكن القول إن الدروس والخبرات التي اكتسبتها إيران من هذا الهجوم والرسالة التي حملتها للكيان الصهيوني ومؤيديه خارج الأراضي المحتلة كانت أكثر أهمية وقيمة بكثير من الخسائر البشرية التي كان يمكن ان تسفر عن مثل هذا الهجوم.

/انتهى/

رمز الخبر 1943308

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha