وكالة مهر للأنباء_ نسرين نجم: هم من مدرسة الثورة الاسلامية المباركة، ممن يؤمنون في عقيدتهم بالإسلام المحمدي الاصيل وبالمبادىء الحسينية في الدفاع عن المظلومين والمستضعفين في أنحاء العالم، حملوا هم غزة في كل مكان وعلى كل منبر عالمي رفعوا الصوت عاليا بأحقية الشعب الفلسطيني بأرضه وبضرورة وقف الإبادة في غزة، حتى قبل الاستشهاد بساعات قليلة كان الرئيس الشهيد الدكتور ابراهيم رئيسي وفي زيارته الأخيرة لاذربيجان يتحدث عن القضية الفلسطينية، وهو الذي كان يقول دائما : " ان بلاده لا تستطيع التوقف عن دعم فلسطين".
شخصيات عظيمة استثنائية استشهدت في حادث مفجع، وعظمتها ليست مرتبطة بموقعها الرسمي او السياسي الذي تحتله، بل لانسانيتها ولايمانها الحقيقي ولخدمتها للناس، فالرئيس الشهيد قبل استشهاده كان في زيارة تنموية خدماتية هامة جدا للشعب الايراني من خلال توقيع اتفاقيات لمشاريع حيوية كالسد المائي مع اذربيجان، السيد رئيسي الذي رغم قصر مدة رئاسته استطاع ان يحقق الكثير من الانجازات لصالح المواطنين الايرانيين، ويخفض من نسبة البطالة ويرفع منسوب تأمين فرص العمل للشباب عبر فتح الاف المصانع، ورغم العقوبات والحصار لعب دورا اساسيا وحيويا في تعزيز الاقتصاد المقاوم عبر إنشاء مشاريع تنموية خدماتية صناعية طبية... الخ في مختلف المحافظات الإيرانية وصولا الى القرى النائية، أدخل إيران بمنظمتي شنغهاي والبريكس ونحن نعلم ما لهاتين المنظمتين من انعكاسات اقتصادية نقدية مؤثرة بشكل كبير على ازدهار اقتصاد الجمهورية الاسلامية، أضف الى ذلك دشن أكبر مشروع للسكك الحديدية، ونجح بتطوير النظام القضائي وصانه من الفساد لحماية الاقتصاد.
وايضا لا ننسى انه في عهده حصلت "عملية الوعد الصادق" التي شكلت صفعة مؤلمة وقاسية للعدو الاسرائيلي غيرت الموازين والمعادلات، ونحن كلبنانيين لا يمكن ان ننسى مواقفه المشرفة في دعم المقاومة، وزياراته الى لبنان والوقوف مع المقاومين في القرى المواجهة للعدو الصهيوني.
بالطبع هذا غيض من فيض عطاءاته وانجازاته، وقد عرف عنه تواضعه الشديد وانه لا يمتلك أموالا في المصارف كما غيره من رؤساء الجمهوريات ولا املاكا، بل كان يعيش في بيت للايجار، وحتى انه كان لا يحب الشهرة والاضواء والبروباغندا الاعلامية، كان قريبا من الفقراء والمساكين يزورهم في قراهم وبلداتهم ويتحاور معهم ويتابع قضاياهم، لذلك أظهر هذا الشعب محبته لهذا الرئيس الاستثنائي ووفائه له، بمجرد ما علم بوقوع الحادثة المؤلمة نزل الشعب للشوارع ليصلي ويدعي بعودة رئيسه والوفد المرافق سالمين غانمين، وهذا ان دل على شيء دل على مدى الترابط والثقة والمحبة بين المواطنين والرئيس الشهيد، وهذا ليس بغريب عليه وهو من أفنى حياته في حب وخدمة الامام الرضا (ع)، وهو الذي نجح في انتخابات الرئاسة وعين رئيسا عام 2024 في يوم مولد الامام الرضا (ع)، واستشهد بحادثة مفجعة مع وزير الخارجية وامام تبريز وثلة من المؤمنين بذكرى مولد الامام الرضا (ع).
كان الرئيس الشهيد الدكتور رئيسي يجمعه الكثير من النقاط المشتركة مع الوزير الشهيد الدكتور حسين امير عبد اللهيان، وكيف لا وهما من نفس المدرسة المحمدية الخمينية الثورية الخامنائية السليمانية الاصيلة، وقد عرف عن الدكتور حسين عبد اللهيان بأنه الوجه الناعم لقوة إيران الصلبة، وبديلوماسيته الراقية وحنكته الذكية، برز دوره الفاعل في العديد من الازمات على الصعيدين الدولي والإقليمي سيما في حرب غزة، فلم يترك منبرا ولا ميدانا سياسيا قانونيا ديبلوماسيا إعلاميا الا وكان فيه وعبر من خلاله على دعم فصائل المقاومة وحق الشعب الفلسطيني في تقريب مصيره وحقه في دولته التاريخية، حتى انه اعتبر وزيرا لمحور المقاومة لكل دول محور المقاومة، وهو الذي كان يزور لبنان دائما ويشارك بتشييع شهداء المقاومة الاسلامية ويزور عوائل الشهداء، وكان لديه مكانة محبة كبيرة في قلوب اللبنانيين، ولا يمكن أن نغفل عن دوره في تقريب المسافات وتوطيد أواصر الصداقة بين إيران ودول شعوب المنطقة سيما مع السعودية، فضلا عن نجاحه في تشكيل علاقات خارجية بناءة مع روسيا والصين انطلاقا من قناعته بسياسة التوجه شرقا.
الدكتور عبد اللهيان لديه العديد من المؤلفات في مجال العلاقات الدولية والسياسة، ولديه ايضا الكثير من المسؤوليات العلمية والبحثية، وهو استاذ محاضر في كلية "دراسات العالم" بجامعة طهران.
مما لا شك فيه انه فقد مؤلم لهكذا شخصيات مرموقة فذة، لكن ما يخفف عنا بأنهم افنوا حياتهم بخدمة المحرومين والمستضعفين والمظلومين، وفي سبيل الله ومن اجل احقاق الحق، وعزاؤنا بأن على رأس هذه الدولة السيد القائد خامنئي حفظه الله فبحكمته وشجاعته وورعه وحنكته لا خوف على إيران الاسلام، إيران دولة صاحب العصر والزمان (عج)، إيران الولّادة دائما لطاقات وشخصيات استثنائية، لذلك هي دائما بعين الله... رحم الله الشهداء الابرار.
/انتهى/
تعليقك