وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه صرّح العميد باقرزاده رئيس لجنة التحري عن رفات الشهداء والمفقودين على هامش لقائه مع رئيس مكتب اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر في طهران قائلًا:
قدّم الأنبياء لنا الوصفة العلاجيّة لجميع آلام البشريّة، وأخبرونا كيف بمقدورنا معالجة هذه الآلام. يقول أبومحمّد الحراني في كتاب تحف العقول أنّ الله قال لنبيّه عيسى (ع):
يا عيسى قُل لِظَلَمة بني إسرائيل: غسلتُم وُجوهكم ودنَّستم قلوبكم أبيَ تغترّون أم تجترئون؟! تُطيّبون بالطّيب لأهلِ الدنيا وأجوافكم عندي بمنزلة الجيف المنتنة، كأنّكم أقوامٌ ميّتون!
وأشار باقرزاده إلى رواية أخرى عن عيسى المسيح (ع) حول اجتناب الحرب، وتابع قائلًا: للنبيّ عيسى وصايا عدّة، ومنها: بحقٍّ أقولُ لكم: إنّ الحريقَ ليقَعَ في البيتِ الواحدِ فلا يزالُ ينتقلُ مِن بيتٍ إلى بيتٍ حتّى تحترِقَ بيوتٌ كثيرةٌ إلّا أن يُستدركَ البيتُ الأوّلُ فيُهدَمَ من قواعدهِ فلا تَجدُ فيه النّارُ مَعملًا وكذلك الظّالمُ الأوّلُ لَو يُؤخَذُ على يديه لم يوجد من بعدهِ إمامٌ ظالِمٌ فيأتمّونَ به كما لو لم تجدِالنّارُفي البيتِ الأوّل خشبًا وألواحًا لَم تُحرِق شيئًا.
وتابع قائد لجنة البحث عن المفقودين كلامه قائلًا: يشير كلام الله لنبيّه عيسى المسيح (ع) وتوصياته للحواريّين إلى الوضع الحالي للعالم، إذ يُطلق جبابرة العالم الذين يرتدون أقنعة حقوق الإنسان البرّاقة والخادعة التصريحات، لكنّهم على أرض الواقع لا يجدون سوى التعبير عن حقدهم وكرههم للبشريّة. منذ عام ونحن نواجه يوميًّا الأحداث في غزّة ولبنان، واستُشهد في لبنان يوم أمس 500 شخص دفعةً واحدة. ولو أنّه جرى خلال حرب غزّة منع اعتداءات إسرائيل منذ البداية، لما اتّسعت رقعة الحرب لتصل إلأى لبنان، وفي حال لم تتمّ السيطرة عليها الآن، فليس من الواضح إلى أين ستمتدّ هذه الحرب، فهي قد تمتدّ لتشمل كلّ المنطقة أو العالم بأكمله، ولا توجد أيّ ضمانات في هذا الخصوص. لذلك، إنّ كلام النبيّ عيسى (ع) تحذيرٌ للمجتمع العالميّ بأسره، بمسلميه ومسيحيّيه ويهوده. يعلم المسلمون ما يتوجّب عليهم فعله ومسؤوليّاتهم واضحة. وإنّ العالم لو رغب في أن يعيش أجواء السلام، ينبغي له أن يعلم ما يقوله عيسى عليه السلام. يقول المسيح (ع) أن يجب منع الحرب، وينبغي السيطرة على الحرب حتى لا تتوسّع ولا بدّ من إخماد النار في نطفتها.
وأضاف قائلًا: نظرًا إلى المكانة الجيوسياسيّة للبنان الذي كان يربطنا منذ القدم بالعالم الغربي عبر البحر الأبيض المتوسّط، فإنّ نيران الحرب لو اتّسعت هناك، لن يكون هناك شكٌّ في أنّها ستطال أوروبا أيضًا. لذلك يجب على اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر أن تُعلن في لبنان التعبئة العالميّة إلى جانب مبادرتها إلى اتخاذ الخطوات السياسيّة الرامية إلى حلّ المشاكل الإنسانيّة هناك.
وأردف باقرزاده: نظرًا إلى مجموع الأحداث المريرة التي وقعت، ومنها انفجارات البيجر والقصف الإسرائيلي، باتت مسؤوليّة الصليب الأحمر أكثر صعوبة. فهنا لا توجد القيود المفروضة على غزّة، وأنتم قادرون على إرسال كافّة الخدمات الطبيّة والإغاثيّة إلى لبنان من أرجاء العالم عبر مطار بيروت. لا مبرّر للمحافل الدوليّة في عدم تقديمها المساعدات الإنسانيّة لأهالي لبنان.
وأعرب السيّد ونسان كاسارد، مسؤول مكتب اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر في طهران، عن تأييده لكلام اللواء باقرزاده وقال في هذا الخصوص:
لقد ارتفع منسوب العنف في المنطقة بشكل كبير وهذا مؤسفٌ ومحزنٌ للغاية، وإنّ الظروف على نحو يجعلنا عاجزين عن توقّع أيّ موعدٍ لانتهاء هذه الحرب. عليه، نحن نعتبر إغاثة الشعب اللبناني مسؤوليّتنا وبذلنا قصارى جهودنا وأقصى الضغوط السياسيّة في الأمم المتحدة للضغط على إسرائيل من أجل إنهاء الحرب.
أضاف كاسارد: نحن على اتصال يومي مع حزب الله في لبنان واللجنة الصحيّة في لبنان واستطعنا أن نكون فعّالين أكثر من كافّة المحافل الدوليّة.
/انتهى/
تعليقك