٠٩‏/١٠‏/٢٠٢٤، ٧:١٠ ص

صحفي فلسطيني في حوار مع وكالة مهر:

طوفان الأقصى دمّر ردع الكيان الصهيوني وضرب مفهوم الحسم لديه ووضعه على مسار الانهيار

طوفان الأقصى دمّر ردع الكيان الصهيوني وضرب مفهوم الحسم لديه ووضعه على مسار الانهيار

أكد الصحفي الفلسطيني " قاسم قاسم" أن عملية "طوفان الأقصى" وضعت الكيان على مسار الانهيار، بسبب تدمير المبادئ التي قام عليها وروج لها انه المكان الامن ليهود العالم، وبسبب فشل سياسة الحسم السريع للحروب.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: السابع من أكتوبر هو يوم تاريخي مفصلي في القضية الفلسطينية وفي تاريخ حركات التحرر والمقاومة.

عامٌ من الانجازات البطولية والتضحيات العظيمة ومن العدوان والإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الذي يملك أحدث الأسلحة مقابل مقاومة لا تملك الا القليل من الأسلحة والكثير من الايمان و الإنجازات والبطولات.

السابع من أكتوبر كتب بداية النهاية للكيان اللقيط، وحتما ستثمر دماء شهداء غزة ومحور المقاومة نصرا عزيزا مؤزٌرا.

بمناسبة مرور عام على طوفان الأقصى، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفياً مع الصحفي الفلسطيني "قاسم قاسم"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

عام كامل مر على طوفان الاقصى! العملية التي زلزلت كيان الاحتلال وافقدته توازنه، وبمعزل عن مجريات الصراع وما خلفه من مآس هي نتيجة العدوان الصهيوني المستمر، ما هي انعكاسات هذا اليوم التاريخي على القضية الفلسطينية وهي محور الحدث من قبل ومن بعد؟ وما دلالاتها على صعيد الارادة الفلسطينية المتجددة لتحرير فلسطين؟

أكدت عملية طوفان الأقصى ان الشعب الفلسطيني حي، وانه لا يمكن لأي طرف أن يجعله ينسى قضيته. ففي السنوات الماضية حاولت "إسرائيل" ومن خلفها الولايات المتحدة والأنظمة العربية المطبعة، جعل القضية الفلسطينية قضية ثانوية، معتقدين انهم يمكنهم انهائها ببعض المساعدات المالية او ببعض التحفيزات الاقتصادية، لتحول الشعب الفلسطيني من شعب يقاوم لاجل ارضه وكرامته الى شعب يستجدي لقمة العيش. الا ان ما جرى صباح السابع من أكتوبر أكد ان الشعب الفلسطيني حي، وانه لا يمكن تطويعه وتحويله إلى شعب يستجدي المساعدات انما هو شعب صاحب قضية. وسيكون السابع من أكتوبر يوم مفصلي في تاريخ الشعب الفلسطيني، وسيخطه التاريخ كيوم تأسيسي لانحدار دولة إسرائيل.

كيف يمكن ان تصنف هذه العملية البطولية، في سياق الصراع التاريخي من اجل فلسطين؟ وهل يمكن القول ان هذه العملية غيرت مسار الاحداث والمشروع الصهيوني في المنطقة ؟

كانت المنطقة العربية قبل السابع من أكتوبر تتجه صوب التطبيع، وكانت اكبر الدول العربية والإسلامية المملكة العربية السعودية قاب قوسين او ادنى من التطبيع، وهو ما عبر عنه صراحة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والمسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين. وكان لتطبيع السعودية مع إسرائيل تداعيات سلبية على المنطقة وعلى الدول الإسلامية وعلى القضية الفلسطينية بشكل أساسي. اذ كانت عملية التطبيع ستنهي القضية الفلسطينية وتجعلها مجرد قضية شعب يريد تأمين قوت يومه فقط. الا ان ما جرى صباح السابع من أكتوبر أعاد الحياة للقضية الفلسطينية وجعلها على اجندة دول العالم، ودفعت الكثير من دول العالم للضغط للاعتراف بدولة فلسطينية او تنادي لحل الدولتين، مع عدم اعترافنا به. ما يجري اليوم بعد السابع من أكتوبر قسم العالمين العربي والإسلامي الى قسمين ووضع المشروعين الموجودين في المنطقة في حالة صدام مباشر، مشروع ينادي بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر ومشروع اخر يقول ان إسرائيل كيان طبيعي في المنطقة يمكن التعايش معه.

عملية طوفان الاقصى مثلت صدمة عنيفة وبالغة الاثر على الوعي الشعبي ووعي النخبة في طرفي النزاع.. فكيف استجاب كل طرف لنتائج هذه العملية؟ وهل صحيح ان الفلسطيني استعاد شعوره بامكانية التحرير بينما فقد المستوطن الاسرائيلي ثقته بالبقاء في هذه الارض؟

أظهر السابع من أكتوبر ضعف الكيان الإسرائيلي وهشاشته، وسهولة تدمير فرقه. ففي غضون ساعات تمكنت المقاومة الفلسطينية من تدمير فرقة غزة والتي هي من اقوى فرق جيش العدو الإسرائيلي. كما أظهر ذلك النهار ان جنود العدو الإسرائيلي ليسوا كما رُوج له، انه الجندي الذي لا يقهر، اذ أظهرت مشاهد السابع من أكتوبر ضعف ذلك الجندي وخوفه وكفاءة المقاومين الفلسطينيين. اما ابرز نجاحات السابع من أكتوبر وتأثيره على وعي الجمهور الإسرائيلي هو تدمير فكرة السور الحديدي والسور الواقي وان الحدود "الإسرائيلية" لا يمكن خرقها وان المستوطنين يمكنهم العيش بأمان. اذ ضرب السابع من أكتوبر فكرة الأمن لدى المستوطنين، وضرب فكرة الردع الذي سعى جيش العدو الإسرائيلي الى زرعه في وعي شعوب المنطقة. ببساطة ما جرى في السابع من أكتوبر هو تدمير الردع الإسرائيلي، وافقاد المستوطنين الشعور بالأمن، وضرب مفهوم الحسم، اذ نحن نعيش اليوم ذكرى عام على طوفان الأقصى ولم يستطع العدو الإسرائيلي انهاء المقاومة كما كان يتمنى.

خاض العرب حروبا عديدة على خلفية هذا الصراع مع كيان الاحتلال الا ان النظام الرسمي العربي انحرف عن مسيرة المواجهة وتعطل دور الجيوش العربية في هذا المجال، فهل ترى ان معركة طوفان الاقصى عززت دور المقاومة على الصعيد العربي كبديل ناجع عن الجيوش النظامية من اجل التحرير ؟

خاضت الجيوش العربية اخر حروبها عام 1973، ومنذ ذاك الوقت لم تتواجه الجيوش العربية مع العدو الإسرائيلي بشكل مباشر. وبعد اتخاذ الرئيس المصري السابق أنور السادات خيار السلام مع العدو الإسرائيلي، اثبت ذلك ان لا خيار امام الشعوب العربية سوى المقاومة التي تواجه العدو الإسرائيلي بإمكانيات بسيطة مقارنة بالأسلحة التي تملكها الجيوش العربية. وما جرى في السابع من أكتوبر أكد ان من يملك الإرادة يمكنه تحقيق الكثير ولو بامكانيات بسيطة.

ما هي العوامل الذاتية والموضوعية التي انتجت هذا الابداع الثوري وهذه القدرة القتالية لدى المقاوم الفلسطيني ؟ وما اثر هذه العملية البطولية الاستراتيجي على مستقبل العمل لتحرير فلسطين واستعادة المقدسات الاسلامية؟

يقول المثل العربي "الحاجة ام الاختراع" وبسبب الحصار الإسرائيلي الطويل على قطاع غزة، وبسبب طبيعة غزة المنبسطة فإن المقاومة الفلسطينية استطاعت تطويع ما تملكه من مقدرات ومواد أولية لتصنيع سلاحها والابداع فيه حتى وصل الامر الى تصنيعها بنادقها وصواريخها. لذلك فإن الحصار والقصف والحروب الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة حتمت على المقاومة الفلسطينية العمل بأبسط الإمكانيات لمواجهة ماكينة الموت الامريكية.

أما على صعيد عملية طوفان الأقصى وتأثيرها استراتيجيا على كيان العدو، فإن هذه العملية وضعت الكيان على مسار الانهيار، بسبب تدمير المبادئ التي قام عليها وروج لها انه المكان الامن ليهود العالم وفشل سياسة الحسم السريع للحروب، وهو يعيش اليوم حربا استمرت عام، وفشل في سياسة الردع، فهو لم يخيف المقاومة في فلسطين او فصائل محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، كما فشل في سياسة الإنذار المبكر وهو لم يكن يعلم بالسابع من أكتوبر او بعملية الوعد الصادق ٢، التي ابلغه الأمريكي عنها قبل ساعات ومع ذلك فشل في التصدي لها.

/انتهى/

رمز الخبر 1949391

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha