وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه صرح تقرير للمركز الفلسطيني للاعلام؛ يبدو طريق أبو صفية كـ”درب الآلام”، كيف لا وقد صمد لنحو عام ونصف في وجه الإبادة متحصناً بدرعه القماشي الأبيض، وفقد ابنه شهيدا، ونال منه الجوع والعطش والتعب. بُح صوت أبو صفية وهو ينادي العالم المتأهب للاحتفال “بميلاد المسيح”، مرة تلو أخرى بأن يغيثوا المستشفى الوحيد في شمال قطاع غزة، وقد أسمع لو ناد حياً ولكن لا حياء ولا حياة لمن ينادي.
انتشرت الصورة التي التقطها المصور مهند المقيد، كالنار في الهشيم على منصات التواصل، فقد شبه مغردون الصورة بالحالة التي يعيشها القطاع منذ أكثر من عام من حرب الإبادة الإسرائيلية، وعلق أحدهم عليها قائلا “وحيدا.. مثل غزة”.
وتعليقا على مشهد الدكتور أبو صفية في مواجهة دبابات الاحتلال قال مغردون “هكذا هم رجال غزة، اغتالوا ابنه وأصابوه وقصفوا مستشفاه وأحرقوه فلم يبرح المستشفى وعاد لمزاولة عمله في إنقاذ المرضى والجرحى، وها هو في المشهد الأخير قبل اعتقاله يمضي متسلحا بمعطفه الأبيض نحو دبابة مصفحة ومدججة بأحدث أسلحة الفتك والقتل، إنه الدكتور حسام أبو صفية جبل صمود آخر في غزة.
وكتب محمد جميل: “كم هو عظيم الطبيب حسام أبو صفيه لم تقتصر مهمته على تضميد جراح الجسد، إنما نراه هنا يضمد جروح النفس الغائرة وهو يواسي الدكتور هاني بدران الذي فقد 17 فردا من عائلته بعد قصف منزلهم بمحيط مستشفى كمال عدوان”.
وعبر آخرون عن أسفهم حيال العالم الذي أشاد بصمود الدكتور أبو صفية، ثم تركه وحيدا يواجه مصيره ولم يوفروا له الحماية، تخاذلاً وتواطؤاً مع الاحتلال الإسرائيلي.
وطالب مدونون بإطلاق حملة على منصات التواصل تسلط الضوء على وضع الدكتور حسام أبو صفية وباقي طاقمه الطبي بالقول “إذا كان هناك من يهتم لحياة الدكتور حسام أبو صفية ينبغي عليه أن يقدم خطوات حقيقية لإسناده، من خلال تحرك قانوني وإعلامي ضاغط للإفراج عنه وضمان سلامته، مع العلم أنه يحمل الجنسية الروسية، واختتم أحدهم تغريدته كاتبا “حياة الدكتور حسام أبو صفية في خطر حقيقي”.
وقد اقتحم جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان، قبل أن يضرم النار فيه ويخرجه تماما عن الخدمة، ولم يكتف بذلك، بل احتجز مئات الاشخاص كانوا داخله، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحا ومريضا ومرافقيهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
ولاحقا، أفرجت قوات الاحتلال عن نحو 400 شخص، بينهم كوادر طبية كانت قد اعتقلتهم لدى اقتحامها للمستشفى، في حين أبقت مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية رهن الاحتجاز دون الإفصاح عن أي معلومات بشأنه.
وأدلى المفرج عنهم بشهادات عما تعرضوا له داخل المستشفى من تنكيل وضرب بأعقاب البنادق، وإبقائهم ساعات طويلة على الأرض في البرد القارس.
/انتهى/
تعليقك