٠٤‏/٠١‏/٢٠٢٥، ١١:٢٤ ص

الجهاد العلمي للإمام الهادي (ع) في مواجهة الفرق المنحرفة، "الجامعة الكبيرة" هو التراث الخالد للتشيع

الجهاد العلمي للإمام الهادي (ع) في مواجهة الفرق المنحرفة، "الجامعة الكبيرة" هو التراث الخالد للتشيع

الحكومة العباسية من خلال دعم الفرق المنحرفة بهدف تشويه شخصية الإمام الهادي (ع) العلمية، كانت تعقد دائماً مناظرات علمية مع دعاة المذاهب الأخرى والامام الهادي وقد دحض الامام مزاعمهم بحججه البالغة.

وكالة مهر للأنباء في حوار مع حجة الإسلام ياوري، الباحث في التاريخ الإسلامي: اليوم ذكرى استشهاد الامام علي بن محمد الهادي (ع) والذي وصل إلى الإمامة في أيام الطفولة. ولد الإمام علي النقي عليه السلام سنة 212 هجرية حول المدينة المنورة، وبعد استشهاد والده الجليل الإمام الجواد (ع) وصل إلى الإمامة سنة 220 هجرية. وقد تزامنت فترة إمامة الإمام مع جزء من فترة الحكم العباسي، حيث كانت هناك أكثر من أي فترة أخرى في تاريخ الخلافة ضغوطات شاملة على أهل البيت (عليهم السلام) والشيعة.

ومن أجل تحليل إجراءات الإمام الهادي (عليه السلام) في هداية الأمة الإسلامية خلال هذه الفترة، كان لنا حوار مع أحد علماء الدين، يمكنك قراءة نتيجته أدناه:

وقال حجة الإسلام ياوري، الباحث في التاريخ الإسلامي: لقد كان الأئمة المعصومين (ع) کلهم بحرا من الفضائل الأخلاقية وحاولوا في عصرهم نشر التعاليم الإسلامية النقية وشرح معتقدات الشيعة. كما حاول الإمام الهادي (ع) أن يشرح للناس موقف الإمامة والولاية، وهي الفكرة المركزية في التشيع، في ظل الظروف السائدة والهجمات التي يتعرض لها الفكر الشيعي.

وأضاف: ولذلك استغل النبي فرصة العيش في المدينة المنورة وبدأ بعض طلابه في املاء الحديث والعلوم الدينية. وكانت جهود الإمام واسعة النطاق لدرجة أن الحاکم العباسي كتب إلى المتوكل: «إن كنتم في حاجة إلى الحرم بمكة والمدينة فافصلوا عنه علي بن محمد؛ لأنه يدعو الناس إلى نفسه وقد اهتدى إليه كثيرون. إن نشاطات الإمام الهادي (ع) الواسعة في المدينة وسامراء دفعت يحيى بن أكثم إلى سؤال المتوكل بأنه لا يريد أن يُسأل عن الإمام الهادي شيئاً من الآن فصاعداً لأنه عندما ينكشف علمه يقوى الشيعة.

قال ياوري: كان المتوكل أحد الخلفاء العباسيين الذين كان لهم عداوة كبيرة للإمام والشيعة، وفي هذه الفترة نمت الطوائف المنحرفة مثل غلاة، والمفوضية، والمشبهة بشكل ملحوظ. كما دعم العباسيون حركة أهل الحديث وعقائدهم ودروسهم في مدينة بغداد التي كانت مقر إقامة الشيعة، كما قام الغلاة بنشر معتقداتهم وتشويه الشيعة في إيران والعراق. ولهذا الغرض، عمل الإمام على توعية الشيعة للتعامل مع هذه الاتجاهات المنحرفة.

وتابع هذا الباحث في التاريخ الإسلامي: وكانت الحكومة العباسية، ومع توسع الفرق المنحرفة بهدف تشويه وتحدي شخصية الإمام الهادي (ع) العلمية، تعقد دائماً مناظرات علمية مع دعاة المذاهب الأخرى.

وذكر ياوري إحدى مناظرات الإمام الهادي (ع) المشهورة فقال: ومن المناظرات الشهيرة للإمام الهادي (ع) المناظرة مع يحيى بن أكثم، وفي هذه المناظرة سأل يحيى بن أكثم الإمام أسئلة معقدة وصعبة، لكنه بعد سماع إجابات الإمام اعترف بشخصيته العلمية العالية. فمثلاً سأل يحيى بن أكثم الإمام عن آصف بن برخيا أو سبب سجود يعقوب ليوسف والبحار السبعة وكلام الله وأكل آدم من الشجرة المحرمة وشهادة القابلة وغيرها.

وذكر ياوري أن زيارة الجامعة الكبيرة والغديرية هي من الآثار العلمية لذلك الإمام. وقد تم شرح المحاور الأساسية في عقيدة الشيعة في الجامعة الكبيرة والغديرية. لذلك كان من أعمال الإمام الهادي (ع) الأساسية للنهوض بمدرسة أهل البيت نقل تعاليم الشيعة الصرفة في شكل الصلاة والزيارة، ويعتبر زيارة الجامعة الكبيرة من التراث الخالدة للشيعة.

وذكر هذا الخبير في التاريخ الإسلامي أن مكانة الإمام وولاية الأمة الكبرى قد تم شرحها بشكل جيد في زيارة الجامعة الكبيرة. كما ورد ذكر ضرورة الإيمان برجعة الأئمة (ع) وأهمية زيارة قبورهم في زيارة الجامعة. ويقول العلامة المجلسي أيضًا عن هذه الزيارة إنها من أصح الزيارات سندا وأفصحها لفظا وبلاغة.

/انتهى/

رمز الخبر 1952565

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha