وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: مهندس وقائد محور المقاومة كتب تاريخا مشرفا للمنطقة لا بل لكل الاحرار الشرفاء في العاام، انجازات قلبت موازين الحروب والمعارك، ولا يزال اسمه حتى الان يرعب الاعداء تاركا خلفه تراثا ضخما في السلوك الاستراتيجي حتى سمي بالمدرسة السليمانية.
حول انجازات الشهيد الكبير القائد الحاج قاسم سليماني وعلى ضوء الذكرى السنوية الخامسة على استشهاده، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع رئيس الرابطة الدولية للخبراْء والمحللين السياسيين الدكتور، محسن صالح، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
في الذكرى السنوية لاستشهاد القائد الكبير الفريق الحاج قاسم سليماني، اين وصل المحور بعد خمس سنوات من استشهاد هذا القائد العظيم الذي اسس لهذا المحور ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
شهيد محور المقاومة، القائد الحاج قاسم سليماني (رض)، شكل أيقونة اسلامية تاريخية وجهادية للثورة الإسلامية المباركة في إيران. شابا مجاهدا ذهب إلى جبهات الدفاع المقدس في مواجهة الحرب المفروضة على إيران الثورة.
سريعا، بعقله الفذ وارادته الحديدية وادارته الموهوبة، قفز إلى مراتب قيادة التخطيط الاستراتيجي ونجح، مع إخوانه من قادة حرس الثورة، في صد العدوان والانتقال إلى مرحلة الهجوم.
توقفت الحرب المفروضة وخسرت قوى العدوان "العالمي" على الجمهورية الفتية، ولم تستطع ان تزلزل او تضعف عزيمة الثورة من متابعة الوجود العزيز والقوي، في إيران والمنطقة.
الشهيد سليماني بذهنه الوقاد وقدراته الميدانية في ساحات الوغى اهلته للوصول إلى قيادة فيلق القدس وأصبح مسؤولا عن العلاقة مع قوى المقاومة في المنطقة. قضايا التحرر والمواجهة مع الاستكبار الصهيو اميريكي لبنان وفلسطين والعراق وسوريا، وبعد ذلك اليمن وغيرها من الساحات الدولية، اضحت مرام وأهداف في صياغة السياسات والاستراتيجيات التي تمكن حركات المقاومة من الانتصار فيها ومنها. هذه الرؤيا السليمانية، التي كان أساسها توحيد قوى المقاومة في التصدي للعدوان الأمريكي الدائم على منطقة غرب آسيا.
المدرسة السليمانية كيف تبلورت أكثر فأكثر في عملية "طوفان الاقصى ؟
في السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣ حصل زلزال شديد القوة عندما هاجمت المقاومة الفلسطينية مواقع وأهداف ومستوطنات صهيونية محاذية لقطاع غزة...حققت عملية طوفان الأقصى أهدافها ومزقت ادعاءات العدو الصهيوني بالأمن والردع. هذه العملية النوعية، غير المسبوقة ضد العدو، أعادت الاعتبار لنظرية المقاومة ورسخت قوة الفكر الاستراتيجي للحاج قاسم سليماني.
الهلع والذهول لم يصب العدو الصهيوني فحسب، إنما خرجت أميركا وحلفاؤها عن طورهم، وازبدوا وارعدوا وتجهزوا لضرب المقاومة واجتثاث الفكرة العميقة للحاج قاسم. خاضوا حربا بربرية بأحدث الأسلحة الفتاكة والقاتلة واستخدموا كل المخابرات التي لديهم مع الأجهزة المتقدمة.
قتلوا الأطفال والنساء وارتكبوا المجازر والتجويع والتدمير.
لكن جباليا وبيت لاهيا في شمال القطاع لا زالت تقاوم
والمقاومة في لبنان لا زالت قوية وتسطيع ان توقف العدو في كل بقعة من الجنوب الابي. في هذه السنوات الخمس، وخاصة ٢٣-٢٤ مر محور المقاومة بظروف صعبة نتيجة لهذه الحرب العالمية عليه لكنه بقي صامدا قادرا على مواصلة الطريق. ان روح ودماء شهداء محور المقاومة ستبقى خالدة في أرواح المقاومين. هذه الأرواح لا تموت هي حية في الأحياء كما رسالات الانبياء، وكما كربلاء الإمام الحسين عليه السلام.
عندما يذكر سماحة السيد القائد الامام علي الخامنئي (حفظه الله) ان " هزيمة مخطط داعش الامريكي إحدى النتائج الاخرى للتواجد السريع والحاسم للحاج قاسم في الميدان" نسأل عن الدور الذي اداه في مواجهة امريكا ولو كان حاضرا بيننا الان ما الذي كان سيتغير؟
حقق القائد الشهيد الحاج قاسم إنجازات عظمى شكلت القواعد الايمانية والجهادية مرتكزاتها المتينة والجوهرية.
في لبنان، وبالتعاون الأخوي والشريف والمعطاء والزاخر مع سماحة شهيد الأمة السيد حسن نصرالله، أصبحت المقاومة الإسلامية في لبنان قوة اقليمية كبرى يهابها العدو الصهيوني لأنها استطاعت ردعه في كل المعارك منذ نشأتها حتى الآن. جهود الحاج قاسم والسيد نصرالله جعلت التمكين الثوري أمرا ممكنا وفاعلا ومنتصرا.
في فلسطين عانت المقاومة الفلسطينية من مؤامرات متتالية، غربية، أمريكية وطبعا صهيو عربية، منذ ما قبل الثورة الإسلامية العظيمة. استطاع الحاج قاسم، وبالتعاون مع حماس وحركة الجهاد الاسلامي، ان ينقل القضية الفلسطينية ومقاومتها إلى بنية حية موحدة الأهداف والعزيمة من أجل تحرير القدس الشريف، واضعاف العدو الصهيوني حتى القضاء عليه.
نجحت المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني في عدة حروب: ٢٠٠٨/٢٠٠٩، ٢٠١٢، ٢٠١٤، ٢٠٢٢، كل ذلك حصل بفضل الله و بفضل قوة ارادة وتدبير الحاج قاسم في التسليح والتخطيط والتوحيد بين الفصائل.
في العراق استطاع الحاج قاسم رد الهمجية الداعشية الإرهابية، والتي انتجتها العقلية النازية الامريكية، أكان لناحية تشويه صورة الإسلام او لناحية طريقة القتل وبشاعتها، المرذولة اسلاميا وانسانيا، أو لناحية تسعير الفتن بين المسلمين في جميع البلدان الاسلامية وحماية أكراد شمال العراق.
والحشد الشعبي العراقي، الذي شكل رافعة العمل المقاوم ضد الإرهاب الصهيو داعشي، ما كان ليتوحد ويقوى، لولا الجهود المباركة للحاج قاسم سليماني.
في كل الجبهات حول القائد سليماني الحلم إلى حقيقة.
حتى قال ماك كريستول، قائد قوات تحالف الاحتلال في العراق: "هناك شخص وحيد يقوم برسم شرق أوسط جديد هو الحاج قاسم سليماني."
اما في اليمن الذي زلزل عروش الطغاة فقد كان للحاج قاسم الباع الطويل في تمكين انصار الله وقيادتهم الحكيمة والشجاعة من مواجهة اعتى عدوان عربي غربي صهيوني امريكي. اصبح انصار الله والجيش اليمني قوة شديدة البأس، قوية المبادىء، مخلصة الشعارات، متمرسة في الميدان والمواجهة.
استشهد الحاج قاسم، رضوان الله عليه، الاسطورة والعزة والكرامة ونصرة المستضعفين وترك تراثا ضخما في التنظير والسلوك الاستراتيجي تنهل منه القوى العالمية المكافحة ضد الاستعمار والاستكبار.
سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي دام ظله تحدث عن مميزات الشهيد القائد سليماني: الشجاعة والتدبير.
هذه الشجاعة قلبت موازين الحروب والمعارك مع أميركا والكيان الغاصب. وهذا التدبير أدى إلى وجود محور المقاومة. سيبقى هذا المحور، فكرة ونهجا وسلوكا، يقود الثوار المقاومين في المنطقة والعالم حتى تتحرر فلسطين..شهداؤنا لا يموتون: يستشهدون باصطفاء الهي او ينتصرون بإرادة ربانية.
/ انتهى/
تعليقك