٠٦‏/٠١‏/٢٠٢٥، ١٠:٤٧ ص

تحول مفاجئ..موقف اردوغان من أوجلان.. السيطرة على الأكراد على جدول الأعمال

تحول مفاجئ..موقف اردوغان من أوجلان.. السيطرة على الأكراد على جدول الأعمال

تسعى حكومة أردوغان إلى استغلال قدرات عبد الله أوجلان في ظل ظروف اصبح فيه السيطرة عل الأكراد السوريين هدفا استراتيجيا لتركيا.

وكالة مهر للأنباء: يتكرر في الأونة الأخيرة، في المحافل السياسية ووسائل الاعلام التركية عن عمليتي السلام والمفاومضات ويقال إن الهدف النهائي من هذه المفاوضات هو نزع سلاح جماعة حزب العمال الكردستاني الإرهابية (PKK) وإنهاء الصراع طويل الأمد الذي بدأ عام 1984 وما زال مستمرا حتى الان.. لكن المحللين السياسيين يعتقدون وهم في حالة من الشك حول هذه القضية ويعتقدون أن توقيت هذا القرار الجديد من قبل أردوغان يرتبط ارتباطا وثيقا بالتطورات السياسية في سوريا. لأنن وفي العقود القليلة الماضية اتخذ كل من حزب العمال الكردستاني (PKK) والحكومة التركية خطوات متكررة نحو عمليتي المفاوضات ووقف إطلاق النار لكن المحادثات لم تسفر عن أي نتيجة مرجوة.

اعلنت صحيفة سوزجو باعتبارها الأكثر تداولا في تركيا أن اوجلال ابرق برقية إلى أردوغان عبر ممثلين من الأكراد مطالبا ان على الحكومة أولا الافراج عن 4500 سجينا من أعضاء حزب العمل الكردستاني وأنصارهم فيما نفى رئيس تحرير صحيفة "حريت" التركية "احمد هاكان" الأمر واعتبره إشاعة لا أساس لها من الصحة وفي الوقت نفسه صرح أحد المحللين المعروفين والمقربين من أردوغان "عبد القادر سلوى" أن المسؤولين السياسيين والعسكريين لحزب العمال الكردستاني والقادة في جبل قنديل لا يريدون الانصياع لمطالب أوجلان ويعتبرون نزع السلاح مسألة خطيرة يجب أن يسبقه بعض الشروط المسبقة.

تحول أردوغان المفاجئ حول الأسد وأوجلان

اتسم السياسي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب العدالة والتنمية بأن تكون تحولاته السياسية غالبا سريعة ومفاجئة. وحتى قبل شهرين أصر مرارا وتكرارا على أنه يريد يلتقي مع بشار الأسد في إسطنبول أو أنقرة لإعادة العلاقات التركية السورية إلى طبيعتها وفي إحدى المرات ردا على أسئلة الصحفيين حول إمكانية استئناف محادثات السلام مع حزب العمال الكردستان قال: إن هجمات الجيش التركي ضد هذه الجماعة الإرهابية ستستمر بكامل قوتها وليس للحكومة هدف سوى القضاء الكامل على هذه الجماعة. فيما بعد مدة سمح أردوغان باقتراح من شريكه السياسي أي زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف (MHP) "دولت بهجلي"، لوسائل الإعلام بالتعليق على الظروف المحتملة للإفراج عن أوجلان.

وقبل بضعة صرح أردوغان في حوار مع قناة (خبر) التركية، أنه لا يوجد شيء اسمه "مشكلة كردية" في تركيا وانما هي "مشكلة الإرهاب" وهي التي يجب حلها بالقوة القسرية. كما استخدم أردوغان مصطلحا جديدا مثل "كردستان" وعلق عن البنية السياسية للأكراد في شمال سوريا قائلا: "لن نسمح بتأسيس دولة إرهابية بالقرب من حدودنا" ولكن الآن حصل تحول بنسبة 180 درجة أُعلن أنه سيلقي خطابا في يومي 11 و12 كانون الثاني/يناير أمام أهالي المدينتين الكرديتين ديار بكر وشانلي أورفاوسيطلع الشعب على خطط حزبه وحكومته لتلبية مطالب الأكراد.

وبعد التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا أبدى أردوغان بسرعة دعمه لتنظيمي تحرير الشام والجولاني الإرهابيين وتم إرسال اثنين من أعضاء البرلمان إلى سجن إمرالي للقاء عبد الله أوجالان. عضوا الوفد المكون من شخصين الذي التقى أوجالان في سجن، بروين بولدان وسيري ثريا أوندر هما ممثلان عن "حزب الديمقراطية والمساواة" (DEMPARTI). يذكر انه في عام 2013، قام هذان الممثلان في احتفالات عيد النيروز في ديار بكر بقراءة رسالة أوجلان أمام الاهالي ووسائل الإعلام لإنهاء الأنشطة المسلحة لكن لم يستغرق الأمر وقتا طويلا حتى استمرت الحرب والصراع ولذلك ليس هناك ضمانة للحصول على نتيجة واضحة هذه المرة.

وبعد لقائهما مع أوجلان، نقل الممثلان المذكوران رسائله إلى المسؤولين الحكوميين والأمنيين، وفي الوقت نفسه، ذهبا مع بداية العام الجديد للقاء قادة الأحزاب السياسية الأخرى في تركيا للحصول على دعمهم.

وتحدث "دولت بهجلي" المعروف بالسياسي القومي اليميني المتطرف، عن ضرورة "السلام والأخوة التركية الكردية" خلال لقاء مع وفد الممثلين الأكراد في البرلمان. وفي الوقت نفسه، خلال محادثات السلام في عام 2023، اتهم أردوغان بالتواطؤ مع الإرهابيين لتقسيم تركيا. ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ هنا أن أحمد ترك، السياسي الكردي التركي الشهير، هو أيضًا عضو في الوفد الذي يلتقي برؤساء الأحزاب التركية. وفي تقرير نشرته صحيفة أنقرة "هناك الكثير من التناقضات بشأن موقف حكومة أردوغان". وكان أحمد ترك رئيس بلدية مدينة ماردين الكردية، وتم فصله منذ شهر بتهمة دعم الإرهاب، والآن يعتبر سفير السلام والأخوة. وليس من الواضح ما هو مبرر الحكومة للقيام بهذه التصرفات".

وبطبيعة الحال، ليس هذا هو المثال الوحيد على سلوك حكومة أردوغان المتناقض تجاه الأكراد، لأنه في الأيام والأسابيع الأخيرة، استخدمت القوات الجوية التركية وجهاز استخبارات الأرصاد الجوية بشكل متكرر هجمات الطائرات بدون طيار وإطلاق النار عن بعد على عدة نقاط من مراكز تجمع الميليشيات. وشن الأكراد هجمات في شمال سوريا، كما احتلت القوات التركية مدينة عفرين الكردية الواقعة غرب نهر الفرات منذ فترة طويلة.

ومن المفترض أن يلتقي ممثلو الأكراد، استمراراً لمحادثاتهم مع رؤساء الأحزاب السياسية الكردية، برؤساء جميع الأحزاب، لكن درويش يازفان أوغلو، زعيم الحزب القومي "الصالح"، أعلن فتح الأبواب حزبه مغلق أمام هؤلاء الأشخاص وهو مستعد ولا يريد مقابلة أعداء تركيا.

وتتركز الآن عيون المعلقين السياسيين الأتراك على مسألة ما يقدمه الفريق السياسي والأمني للمؤسسة الرئاسية التركية لسوريا عشية وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة دعمت علناً حتى الآن الميليشيات الكردية التابعة لـP.K. ودعمت قواتها في شمال سوريا ولم يتمكن الجيش التركي من مهاجمة مناطق شرق الفرات برا بسبب تواجد قوات الاحتلال الأمريكي. بمعنى آخر، فإن أهداف أردوغان ودوافعه السياسية فيما يتعلق بالمفاوضات مع الأكراد واستخدام دور عبد الله أوجلان لها علاقة واضحة بتصرفات ترامب المستقبلية.

لذلك، يمكن للمرء أن يفكر في هذا السيناريو المحتمل، وهو أنه إذا أمر ترامب بالانسحاب الكامل للقوات العسكرية الأمريكية من شمال سوريا، فلن يرى فريق أردوغان سببًا لمواصلة المفاوضات مع الأكراد. لكن إذا صحت أنباء نقل المعدات العسكرية واللوجستية إلى مدينة كوباني لبناء قاعدة عسكرية أمريكية جديدة، فإن تركيا ستحاول احتواء الأكراد في شمال سوريا من خلال مفاوضات طويلة.

رمز الخبر 1952628

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha