وكالة مهر للأنباء، ان الإمام محمد الجواد عليه السلام، (195-220 هـ) هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر، المعروف بـالجواد أو جواد الأئمة، تاسع أئمة أهل البيت عند الشيعة الإثني عشرية. وكنيته أبو جعفر وأشهر ألقابه الجواد، ومما يُعدّ سبباً لاشتهار الإمام بهذا اللقب هو كثرة ما أسداه من الخير والبر والإحسان إلى الناس.
واستمرت إمامته 17 سنة. ولد في المدينة المنورة في سنة 195 هـ، وکان في الثامنة من عمره عندما تولى الإمامة بعد استشهاد أبيه الرضا عليه السلام، فأدّى صغر سنه إلى أن يتردد جمع من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام في إمامته، فمنهم ذهبوا إلى إمامة عبد الله بن موسى الكاظم عليه السلام ومنهم قالوا بإمامة أحمد بن موسى الكاظم عليه السلام، ومنهم مالوا إلى الواقفية إلا أنّ معظم الشيعة اعتقدوا بإمامة الجواد عليه السلام خلفاً لأبيه.
وكان الإمام يتواصل مع شيعته عبر وكلائه وعن طريق المكاتبات. وكانت فرق أهل الحديث، والواقفة، والزيدية، والغلاة لها نشاط في فترة إمامة الإمام الجواد عليه السلام فكان الإمام عليه السلام يكافح معتقداتهم، وينهى الشيعة عن الصلاة خلفهم، ويلعن الغلاة.
وقد حصلت في حياة الإمام الجوادعليه السلام عدة مناظرات بينه وبين علماء البلاط العباسي وهي من مناظرات أئمة الشيعة المعروفة والتي أدّت إلى إعجاب خصوم الإمام وكذا العلماء والمفكرين الإسلاميين شيعة وسنة. وقد أشار الإمام خلال تلك المناظرات إلى المسائل الكلامية مثل موقف الشيخين (أبو بكر وعمر) والمسائل الفقهية مثل حكم قطع يد السارق وأحكام الحج.
استشهد في بغداد، وله 25 سنة على يد المعتصم العباسي؛ وعليه كان أقل أئمة أهل البيت عليه السلام سِنّاً حينما استشهد، ودفن في حرم الكاظمية إلى جوار قبر جدّه موسى بن جعفرعليه السلام.
وبمناسبة ولادة الامام الجواد عليه السلام اجرت وكالة مهر حوارا صحفيا مع حجة الإسلام والمسلمين "ناصر رفيعي"، أحد أساتذة الحوزة، ونص الحوار فيما يلي:
قال حجة الإسلام والمسلمين رفيعي إن الإمام الجواد عليه السلام يتمتع بعدة خصائص لا تتوفر لدى غيره من الأئمة وقال: أولاً: إن أولا الإمام نال مرتبة الإمامة وهو أصغر الأئمة الذين نالوا مرتبة الإمامة في شبابه، أي أنه استشهد وعمره 25 سنة، وهو أيضاً الابن الوحيد للإمام الرضا (ع). ومن مميزات الإمام الجواد أيضاً أنه قال الامام الرضا (ع) في حق الإمام الجواد (ع) هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه .
وأضاف: إن أم الإمام الجواد (عليه السلام) كانت تدعى سبيكة أو خيزران. كانت امرأة فاضلة عفيفة، ومعروفة في المصادر الإسلامية بأنها من النساء الكريمات المؤمنات. الإمام الجواد (عليه السلام) هو الإمام التاسع عند الشيعة، وكان لوالدته دور مهم في تربيته وتعليمه.
وقال رفيعي إن فرقة الوقفية من الفرق المهمة في تاريخ الإسلام التي ظهرت في عهد الإمام الجواد (ع) وخاصة في العصور التي بعده، وكان واضحاً: إن هذه الفرقة نشأت بسبب الاعتقاد أن الإمامة انتهت بالإمام موسى الكاظم (ع)، وسمي انقطاع الإمامة في جيله بهذا الاسم . وبعبارة أخرى، كان أتباع هذه الطائفة يعتقدون أنه لا يوجد إمام بعد الإمام موسى الكاظم (ع)، وأن المهدي الموعود يجب أن يكون هو الإمام موسى الكاظم نفسه، وأنه لا يمكن الاعتقاد بالإمام علي بن موسى الرضا (ع) أو الإمام الجواد (ع) .
وأضاف: إن الإمام الجواد (عليه السلام) كانت له ردود أفعال مختلفة تجاه هذه الطائفة. في البداية حاول أن يستخدم علمه ومعرفته ليجعل هذه المجموعات تدرك خطئها. وقد ورد في روايات عديدة أن الإمام الجواد (عليه السلام) أكد على أصول الشيعة الإثني عشرية وأثبت إمامته رداً على اعتراضات هذه الطائفة. وأكد على ضرورة متابعة الأئمة بعد الإمام موسى الكاظم (ع) وإثبات استمرارية الإمامة.
وتابع القول أستاذ الحوزة: إن الوقفية لم تكن فعالة في زمن الإمام الجواد (عليه السلام) فحسب، بل كانت حاضرة في تاريخ الشيعة لعدة قرون بعده. وقد استطاعت هذه الطائفة أن تكتسب نفوذاً مؤقتاً في بعض المناطق في بعض الفترات، بل إن بعضهم أصبحوا من أتباع الإمام علي بن موسى الرضا (ع) والإمام الجواد (ع) في مجموعات مختلفة في فترات لاحقة، وأصبحوا من الذين استوحيت الإلهام من تلك الحقبة.
وأشار إلى أن الاعتقاد بزوال الإمامة في نسل الإمام موسى الكاظم (ع) قد سقط فيما بعد، وقال: "إن الفرقة الوقفية تمثل أحدي التحديات التاريخية التي واجهت الشيعة في عهد الإمام الجواد (ع)". وبعد ذلك، ومن خلال الطعن في المبادئ الأساسية للإمامة وخلافة الأئمة المعصومين، حاولوا خلق مكانة جديدة للإمامة عند الشيعة. ورغم أن هذه الطائفة فشلت في ترسيخ مكانتها في تاريخ الشيعة، إلا أنها كانت مؤشراً على التوترات العلمية والفقهية التي كانت موجودة داخل المجتمع الشيعي في أوقات مختلفة.
ويقول هذا الأستاذ الحوزة: إن الإمام الجواد (عليه السلام) الإمام التاسع عند الشيعة كان محترماً ومكرماً من قبل الشيعة وحتى من قبل بعض غير الشيعة خلال حياته القصيرة (25 سنة) بسبب علمه وورعه وعبادته. وقد أظهر معجزات كثيرة، وهذه المعجزات المذكورة في المصادر الشيعية المختلفة تدل على مكانته الروحية والإلهية.
واشار رفيعي الى أشهر معجزاته: "ومن أبرز معجزات الإمام الجواد (عليه السلام) إجاباته الحكيمة العلمية على الأسئلة الفقهية والكلامية والعلمية المعقدة، وهو طفل صغير". وقصة مناظرته مع يحيى بن أكثم القاضي العباسي الشهير وهو في التاسعة من عمره دليل واضح على هذه الكرامة. وفي هذه المناظرة فاجأ الإمام الجواد الحاضرين بأجوبته الدقيقة والمدروسة وأثبت تفوقه العلمي.
/انتهى/
تعليقك