وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه جاء ذلك في كلمة زرنكار خلال الحفل الذي أقامته القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمدينة جدة، امس الثلاثاء، احياء للذكرى السنوية السادسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران.
وافادت ارنا، بان المدير العام لفرع منطقة مكة المكرمة بوزارة الخارجية السعودية "فريد بن سعد الشهري" وعدد كبير من الدبلوماسيين المعتمدين بجدة ومندوبي مختلف الدول لدى منظمة التعاون الإسلامي والتجار ورجتال الاعمال والإعلاميين شاركوا في حفل ذكرى الانتصار بجدة امس.
واضاف القنصل العام الايراني في كلمته بالمناسبة : بِبالِغِ السُّرور يَطيبُ لي أَن أُعلِنَ بأنَّ القيادات العُليا في البلدين حَريصةٌ على تَنميةِ العلاقات الوُدّيّة والعَميقَة، وفي هذا الصَّدَد جَرَت لِقاءات بَنّاءَة جِدّاً بين مسؤولي البلدين بمُختَلَفِ المُستَوَيات.
وتابع زرنكار : لقد شَهِدَ مَوسِمُ فريضة الحج الأخير تَوافُدَ ما يَزيدُ عن سَبعَةٍ و ثَمانينَ أَلْفَ حاجٍّ إيرانيّ إلى مكةَ المكرمة والمدينةِ المنورة، كما أنَّ عمليةَ إيفادِ المُعتَمِرينَ الإيرانيين شَهِدَت ازدياداً؛ هذا مِن جانب، ومن جانبٍ آخَر يُمكِنُ لِلمُواطِنين السُّعوديين أَنْ يَزوروا إيران دُونَ الحاجَة إلى تأشيرة، وبِكُلِّ سهولة لِيَتَمَتَّعُوا بِطبيعتها الخَلّابَة ومَعالِمِهَا التّاريخية بِالإِضافة إِلَى التَّمَتُّع بِالخدماتِ السّياحية والطّبية والعِلاجية و الاقتصادية والتعاونِ التجاري.
ومضى الى القول : نحن كَدِبلوماسيين وزملاؤُنا في الرياض وجِدَّة وطهران ومشهد (المقدسة)، نَتَعاوَنُ بِكُلِّ إخلاصٍ ومَحَبَّة ونُتابِعُ تَنميةَ العَلاقات بَيْنَ البلدين. كَما أنَّ التّجار ورِجالَ الأعمال الايرانيين والسعوديين حريصون جِدّاً على تَنميةِ العَلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وأنّ المُنتِجين الإيرانيين مُستَعِدّون لِتصدير مُنتَجاتِهم إلى المملكة العربية، وبما يشمل الفستق والزعفران والسجاد، وايضا المُنتَجات المُعَقَّدَة هَندَسيّاً والقائِمَة عَلَى المعرفة بِما فيها الرّوبوتات الجِراحيّة وأَدويةِ مَرْضَى السَّرَطان والقطع الصِّناعيَّة، ومُختَلَفُ أنواعِ التّوربين و مَوادُّ البِناء.
وتابع القنصل العام الايراني في جدة : هذا الاِستعدادُ مَوجودٌ أَيْضاً لَدَى المَوانِئ والمَطارات والمَمَرّاتِ البَرّيَّةِ بالجمهورية الاسلامية الايرانية، لِنَقلِ البَضائِع من البلاد باتجاه السعودية وبالعكس، أَو توريد البَضائِع السعودية إلى دُوَلِ آسيا الوُسطى والقَوقاز؛ مؤكدا "إِنَّنا نُؤمِن بِأَنَّ سبيل تحقيقِ النُّمُوِّ والتَّنمية والحصول عَلَى العلوم والتِّكنُولُوجيا والرَّخاء، يكمن في التَّعاوُن ومُشارَكَةُ الإِنجازات.
كما نوه، بان "إيران تعتبر ثاني دولة مُسلِمَة على مستوى العالم في مجال إِنتاجِ العِلم؛ وهي من أَكثر دُوَلِ العالم تفوقا في مَجال تِكنُولُوجيا الفَضاء والنانو والتِّكنُولُوجيا النَّوَويَّة؛ وقد حَقَّقَت تَقَدُّمات جَيِّدَة جِدّاً في مَجالِ الذَّكاءِ الاِصطِناعيّ وعِلمِ الرُّوبُوتات وتِكنُولُوجيا اللِّيزِر و الطّاقاتِ المُتَجَدِّدَة والطِّبّ، وكثيرٍ مِنَ المَجالاتِ العَسكَرية".
وتابع قائلا : اليوم، هُناك حَوالَي عَشْرَةِ آلاف شَرِكَة مَعرِفيَّة نَشِطَة داخِل إيران، وَتَمَكَّنَ العُلَماءُ الإيرانيُّون الشَّباب خِلالَ السَّنَواتِ الأَخيرة مِن وَضعِ حَوالَي عَشرَةِ أَقمار صِناعيَّة مَحَليَّةِ الصُّنع في مَدارِ الأَرض. كَما أَنَّ البَرنامَج النَّوَويّ الإيرانيّ السِّلميّ يُواصِلُ التَّقَدُّمَ إِلى جانِبِ التَّعاوُنِ المُستَمِرّ مَعَ المُنَظَّمَةِ الدَّوليَّة لِلطّاقَةِ الذَّرّيّة، وَالتَّقَيُّد بِالاِلتِزاماتِ الدُّوَليَّة، وقد حَقَّق إِنجازات هامَّة في مَجالاتِ الطِّب وَالصِّحَّة وَالأَدويَةِ المُشِعَّة وَإِنتاجِ الكَهرَباء وَمُختَلَفِ مَجالاتِ الزِّراعَة وَالصِّناعَة.
وصرح زرنكار : إِنَّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية مُستَعِدَّة لِمُشارَكَةِ كافَّةِ إِنجازاتِها مَعَ جَميعِ دُوَلِ المِنطَقَة وفي مُقَدِّمَتِها المملكة العربية السعودية. كَما أَنَّها مُستَعِدَّة لِنَقلِ تَجارِبِها لِلمملكة والتَّعاون مَعَها لِتَحقيقِ رُؤْيَةِ 2030 (عِشرين ثَلاثين) وبَرنامَج "صُنِعَ فِي السعودية Saudi made " اَلضَّخْم بِأَفضَلِ شَكلٍ مُمكِن.
وختم القنصل العام الايراني في جدة كلمته بالقول : اَلضُّيُوفُ الأَفاضِل يَلزَمُني أَنْ أُشيرَ إِلى قَضيَّةٍ هامَّة أَلا وَ هيَ القَضيَّةُ الفِلَسطينية؛ فَلِلأَسَف قامَ الكيانُ الصُّهيُوني المُحتَلّ خِلالَ السَّنَة وَ بِضْعَةِ الأَشْهُرِ الماضية بِقتل آلافٍ مِنَ الأَبرياء بِما فيهمُ النِّساءُ و الأطفال في جريمةٍ حَربيةٍ غَير مسبوقة؛ مؤكدا، "نحن اِنطِلاقاً مِن عقيدتِنَا الإسلامية وفِطرَتِنَا الإِنسانية، نُعرِبُ عَن تَعاطُفِنا مَعَ الشَّعبِ الفِلَسطيني ونُعلِنُ – كَما فِي الماضي – عَن دَعمِنا لِهذَا الشَّعبِ المظلوم. كَما نُرَحِّبُ بِوَقفِ إِطلاقِ النّار اَلَّذي تَمَّ الاِتِّفاق عَلَيْه مِمّا يُؤَدّي إِلَى الحَيْلُولَة دُونَ قَتْلِ مَزيدٍ مِن أَبناءِ الشَّعبِ الفِلَسطيني و تَدميرِ البِنَى التَّحتيَّة لِفِلَسطين و لبنان. ونُؤمِنُ بِأَنَّ أَرضَ فِلَسطين تَعُودُ لِلشَّعبِ الفِلَسطيني فقط وَ التَّهجيرَ القَسريّ لَهُم إِلى أَيِّ مَكانٍ آخَر يُعتَبَرُ خِلافاً لِلقَوانينِ الدُّوَليَّة وَ حُقوقِ الإِنسان و نُدينُهُ بِشِدَّة؛ معربا عن شكره وتَقديره لِسُلُطاتِ المملكة العربية السعودية، ووزارة الخارجية، وفَرع وزارة الحج والعمرة السعودية بِجِدَّة، على تَعاونِهم مَعَ القنصلية العامة الايرانية في هذه المدينة السعودية.
تعليقك