١٥‏/٠٢‏/٢٠٢٥، ١:٣٤ م

نقض العهد الامريكي.. الغرب لم يسع قط إلى مفاوضات بناءة وصادقة

نقض العهد الامريكي.. الغرب لم يسع قط إلى مفاوضات بناءة وصادقة

أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أنقرة "حسن اونال"، على ضرورة التركيز على العالم متعدد الأقطاب، وأكد أن الغرب لم يسع قط إلى مفاوضات بناءة وصادقة.

تعتبر قضية التفاوض البناء قضية غير مفهومة بالنسبة للدول الغربية وأميركا. لأننا الشواهد على مر التاريخ تبين عدم التزام الغرب أبدا بالاتفاقيات المبرمة على الرغم من التفاوض مع دولة مختلقة وتنفيذ الاتفاقيات الدولية.

وكالة مهر للأنباء: مع عودة "دونالد ترامب" إلى رئاسة البيت الأبيض، احتدمت المناقشات والتكهنات حول المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن. سابقا جرت مفاوضات بشكل غير مباشر وكانت نتيجتها الاتفاق النووي أوما تعرف بـ "اتفاقية العمل المشترك الشامل"، التي انسحب منها ترامب خلال توليه الرئاسة الأمريكية عام 2015 على الرغم من تعاون إيران البناء وفرض أشد العقوبات ضد إيران في إطار "الضغوط القصوى" على طهران.

ومن أجل البحث في سلوك الدول الغربية وخاصة أمريكا فيما يتعلق بالمفاوضات مع الدول الأخرى، أجرت مهر حوار مع البروفيسور "حسن أونال"، عضو هيئة التدريسية بجامعة أنقرة.

بالطبع عن طريق المفاوضات والدبلوماسية هي الخيار الأمثل والمنطقي لحلحلة التحديات الدولية ولكن بشرط ان يكون الطرف الأخر صادقا في المفاوضات بينما نتيجة التفاوض التي خاضتها بعض الدول مع الغرب كانت عبارة عن خسائر. وخير مثال على ذلك المفاوضات الليبية في عهد معمر القذافي.. ما هو تحليلكم حول المفاوضات مع الغرب، وخاصة مع الرئيس الأميركي الجديد؟

فيما يخص المفاوضات لم يكن سلوك الدول الغربية وخاصة أميركا صادقا، مع دول غرب أسيا والتي تطلق عليها "محور الشر". وحتى مع تركية يتبنى العالم الغربي سياسة بعيدة كل البعد عن الصدق، وقد شهدنا مرات عديدة تآكل عملية حل التحديات من الغرب. ولهذا السبب، تتصرف تركيا بحساسية أكبر في المفاوضات مع الغرب. وفيما يتعلق بإيران، فلا أعتقد أن أمريكا وحلفائها سيجرون مفاوضات فعالة وصادقة. ولم تتمكن أي من الدول التي تصنفها الولايات المتحدة على أنها "محور الشر" من إنقاذ نفسها من الضغوط السياسية والاقتصادية من خلال المفاوضات، العراق، سوريا، وليبيا أمثلة على ذلك.

إيران أجرت بعض المفاوضات مع الغرب وأميركا، إلا أن الأخيرتين لم توليا اهتماما لمبدأ التفاوض، فهذا يثبت عمليا أن الغرب في الظاهر يرغب بالمفاوضات، لكنه في الواقع يؤيد ممارسة سياسة "الضغوظ القصوى" على الشعب الإيراني كيف تقيمون الأمر؟

لقد كان العالم الغربي وخاصة أميركا دائما بعيدا عن كل البعد عن الصدق في مفاوضاته مع إيران ومن المحتمل أن يستمر هذا السلوك من الآن فصاعدا.. نحن لا نتفاجأ بالعقوبات الأميركية الظالمة ضد الشعب الإيراني، لأننا رأينا كيف قامت الجماعات الجهادية في سوريا بتسليح نفسها لمدة 14 عاماً وفرضت أشد العقوبات على دمشق. وأنا متأكد أن أميركا ستواصل عقوباتها ضد الشعب الإيراني نظرا لتوجهات الإدارة الأميركية الجديدة والطبيعة الثورية للجمهورية الإسلامية الإيرانية فمن الخطأ أن التأمل نأمل بأن يتراجع الغرب عن سياسته تجاه طهران لأن ورقة دعم الكيان الإسرائيلي ستظل مؤثرة في السياسة الأميركية في عهد ترامب.

ما هو الحل الأمثل لمواجهة الضغوط السياسية الأميركية والغربية على إيران والدول الأخرى؟

اعتقد أن التعاون الإقليمي هو الحل الأمثل من جهة والتركيز على عالم متعدد الأقطاب يمكن أن يكون أفضل وسيلة ضغط سياسية ضد الغرب من جهة أخرى، ويمكن أن يكون تعاون إيران مع تركيا فعالا ومن المؤسف أن هناك مجموعات داخل تركيا لا تنظر إلى التعاون مع إيران بشكل إيجابي. وإذا كانت هذه المجموعات مؤثرة في صنع القرار السياسي في تركيا فقد يدفع ذلك أنقرة إلى الوقوف إلى جانب الغرب في قضية طهران. أتمنى أن لا يحدث ذلك أبدا.

/انتهى/

رمز الخبر 1954386

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha