٢٤‏/٠٢‏/٢٠٢٥، ١١:٢٦ ص

الولايات المتحدة.. أزمة البيض تزيد من ظاهرة التهريب وتحول الأمريكيين الى اللصوص

الولايات المتحدة.. أزمة البيض تزيد من ظاهرة التهريب وتحول الأمريكيين الى اللصوص

رغم أن المسؤولين الأميركيين حاولوا السيطرة على الأزمة في الوالايات المتحدة من خلال تقنين واستيراد البيض من تركيا، إلا أن ظاهرة سرقة البيض وتهريبه تزايدت في البلاد.

وأفادت وكالة مهر للأنباءن انها تشهد الولايات المتحدة حاليا أزمة حادة في إمدادات البيض، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل كبير في مختلف مناطق البلاد، ما دفع المسؤولين إلى البحث عن سبل لاحتواء الأزمة عبر تكثيف الاستيراد من الخارج وزيادة المعروض في الأسواق.

بدأت الأزمة مع انتشار مرض إنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة، بعد إعدام ملايين الطيور المصابة أو المشتبه بإصابتها بالفيروس. لقد أثر بشكل كبير على إنتاج البيض.

وبالإضافة إلى انتشار هذا المرض، تفاقمت هذه الأزمة بسبب ارتفاع تكاليف إنتاج البيض، حيث ارتفعت أسعار الأعلاف والطاقة والعمالة بشكل كبير في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة، مما وضع المزارعين ومربي الدواجن في ظروف صعبة.

يتعين عليهم التعامل مع هذه التكاليف المرتفعة بسبب انخفاض العرض، مما يزيد من الضغوط المالية على القطاع. ولعبت سلاسل التوريد أيضًا دورًا في تعقيد أزمة نقص البيض، حيث أدت مشكلات النقل والتوزيع إلى تأخير وصول البيض إلى السوق في بعض المناطق.

وقد أثرت هذه التحديات بشكل مباشر على توفر البيض في محلات السوبر ماركت، مما دفع بعض المتاجر إلى فرض قيود على الكميات التي يمكن للمستهلكين شراؤها لتخفيف النقص.

وإلى جانب العوامل الإنتاجية، لعبت المضاربة أيضاً دوراً في أزمة نقص البيض في الولايات المتحدة، إذ يقوم بعض التجار والموزعين بتخزين واكتناز كميات كبيرة من البيض، مما أدى إلى تفاقم النقص وزيادة الأسعار بشكل غير مبرر في بعض الأحيان.

الولايات المتحدة.. أزمة البيض تزيد من ظاهرة التهريب وتحول الأمريكيين الى اللصوص

وقد ساهمت ظاهرة تخزين البيض في الولايات المتحدة أيضًا في زيادة استياء المستهلكين في البلاد حيث أجبروا على دفع أسعار أعلى بعدة مرات مما اعتادوا عليه، وهو ما يسمى "تضخم البيض".

وقال برباهان، وهو مواطن ناطق باللغة العربية ويعيش في ولاية ميريلاند الأميركية منذ أكثر من ثماني سنوات، إن الأسعار ارتفعت بشكل غير متوقع. ويقول إنه اشترى سلتين من البيض من متجر كوستكو الذي يقدم دائما تخفيضات على الأسعار، وكل سلة تحتوي على 24 بيضة، وهو الحد الأقصى المسموح بشرائه الآن بسعر 8 دولارات للسلة، بينما كان السعر قبل شهرين 5 دولارات فقط للسلة. وأشار إلى أن سعر المشط خارج كوستكو يزيد عن 12 دولاراً.

ويبحث المستهلكون في الولايات المتحدة عن بدائل بسبب هذه الأزمة، مثل استخدام بدائل البيض في الطهي أو تقليل استهلاكهم لها. وفي الوقت نفسه، تأثرت قطاعات أخرى تعتمد بشكل كبير على البيض، مثل المخابز والمطاعم، واضطر بعضها إلى تغيير وصفاتها أو زيادة أسعار منتجاتها للتكيف مع الواقع الجديد.

وتدخلت الحكومة الأميركية للتعامل مع هذه الأزمة من خلال اتخاذ إجراءات مثل زيادة مراقبة السوق وتشجيع المزارعين على تعويض النقص بزيادة الإنتاج وتسهيل الاستيراد من الخارج. ورغم هذه الجهود، لا تزال السوق الأميركية تعاني من تقلبات الأسعار وعدم استقرار العرض، مما يجعل حل الأزمة مسألة معقدة وتتطلب وقتا وتنسيقا مستمرا بين الأطراف المعنية.

في إطار الجهود الرامية إلى حل أزمة البيض في الولايات المتحدة، بدأت تركيا بشحن أكثر من 15 ألف طن من البيض إلى الولايات المتحدة. وقال إبراهيم أفين رئيس اتحاد منتجي البيض المركزي التركي لرويترز إن الشحنات التي بدأت في فبراير شباط من هذا العام ستستمر حتى يوليو تموز. وتعادل الشحنة الضخمة إرسال 700 حاوية من البيض. وتعد تركيا واحدة من أكبر 10 دول مصدرة للبيض في العالم.

ومن المتوقع أن يحقق العقد عائدات تصديرية لتركيا تقدر بنحو 26 مليون دولار. وسجلت أول حالة إصابة بإنفلونزا الطيور في الولايات المتحدة في تكساس في مارس/آذار 2024، وانتشر المرض منذ ذلك الحين إلى 17 ولاية مختلفة.

ومن المتوقع أن تساعد واردات البيض من تركيا في خفض أسعار البيض المرتفعة في الولايات المتحدة، والتي دفعت أسعار البيض إلى الارتفاع حتى لدى كبار تجار التجزئة مثل كوستكو وول مارت، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تصل إلى 60%. ومع ذلك، من المتوقع أن يستغرق خفض الأسعار بعض الوقت، حيث سيشعر المستهلكون بالتأثير بمجرد تعديل مستويات المخزون في المتاجر.

الولايات المتحدة.. أزمة البيض تزيد من ظاهرة التهريب وتحول الأمريكيين الى اللصوص

ارتفاع في تهريب البيض من المكسيك إلى الولايات المتحدة

وقد أدت الأزمة الحالية إلى عواقب غير متوقعة، بما في ذلك زيادة تهريب البيض عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك. مع انخفاض أسعار البيض في المكسيك بشكل كبير، حاول بعض المستهلكين جلبه إلى الولايات المتحدة، مما دفع هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP) إلى الإبلاغ عن زيادة بنسبة 29 في المائة في عمليات اكتشاف تهريب البيض بين أكتوبر 2024 وفبراير 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.

أصبحت سرقة البيض أيضًا مصدر قلق متزايد، حيث شهدت ولاية بنسلفانيا سرقة أكثر من 100 ألف بيضة عضوية، تبلغ قيمتها حوالي 40 ألف دولار، من مزرعة في الأول من فبراير 2025. ونتيجة لارتفاع التكاليف، أضافت سلسلة مطاعم Waffle House الشهيرة رسومًا إضافية قدرها 0.50 دولارًا أمريكيًا على طلبات البيض للتعويض عن زيادة الأسعار.

وفي محاولة للتخفيف من حدة الأزمة، تعيد بعض الولايات الأميركية النظر في سياساتها التنظيمية، بما في ذلك قيام ولاية نيفادا بتعليق متطلبات تربية الدجاج بدون أقفاص مؤقتاً من أجل زيادة إمدادات البيض. وبالإضافة إلى ذلك، زادت الولايات المتحدة وارداتها من البيض لتحقيق الاستقرار في السوق، ومع معاناة الإنتاج المحلي، زادت الواردات في ديسمبر 2024 بنسبة 38% عن الشهر السابق.

لن يتم حل أزمة البيض في أي وقت قريب.

حذرت وزارة الزراعة الأميركية من أن أسعار البيض قد ترتفع بنسبة تصل إلى 20 بالمئة بحلول عام 2025 بسبب استمرار تأثير تفشي إنفلونزا الطيور على القطاع. ورغم الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في السوق، فمن المتوقع أن يواجه المستهلكون والشركات الأميركية أسعارا مرتفعة وانخفاضا في توفر البيض في الأشهر المقبلة.

/انتهى/

رمز الخبر 1954809

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha